الأخبارالاقتصادالبنوك و البورصةمصر

تقرير دولي: هبوط إيراد البنوك الإستثمارية العالمية إلي 35.6 مليار دولار

أعلنت وكالة ديالوجيك للأبحاث المالية، أن صافي إيرادات البنوك الاستثمارية العالمية هبط إلى 35.6 مليار دولار هذا العام حتى نهاية الأسبوع الماضي بانخفاض 38% عن نفس الفترة من 2021، بسبب ندرة الاكتتابات العامة وانهيار أسعار الأسهم في معظم البورصات المتقدمة والناشئة وتباطؤ نمو الاقتصاد العالمي .

وذكرت وكالة رويترز، أن اتجاه كبرى البنوك المركزية العالمية لسياسة رفع أسعار الفائدة، وغزو روسيا لجارتها أوكرانيا منذ نهاية فبراير، واستمرار الحرب بينهما حتى الآن، أدى إلى حدوث تقلبات حادة في الأسواق المالية هذا العام، وضعف الطروحات العامة والصفقات التي تقودها شركات الاستحواذات ذات الأغراض الخاصة ‪SPACs، ما جعل الغموض يسيطر على النظرة المستقبلية لإيرادات البنوك الاستثمارية العالمية خلال العام الجاري.

وكان صافي إيرادات البنوك الاستثمارية العالمية قد صعد إلى 132 مليار دولار العام الماضي ليسجل أعلى مستوى في تاريخه بفضل الإنفاق الضخم من الحكومات والبنوك المركزية لمواجهة وباء كورونا، مع تزايد عدد الاكتتابات العامة في العالم إلى أكثر من 2430 صفقة، لتسجل أعلى مستوى في تاريخها، غير أن عدد الاكتتابات العامة الأولية على مستوى العالم تراجع بنسبة 37% في الربع الأول من العام الجاري بالمقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

وشهد العالم 321 صفقة اكتتاب عام أولية تجاوزت قيمتها 54 مليار دولار خلال الربع الماضي بانخفاض 51% عن نفس الفترة من العام السابق، وتراجع عدد الاكتتابات العامة في الصين بنسبة 28% بنفس الربع وسجلت هونج كونج 12 صفقة اكتتاب عام أولي فقط بانخفاض يزيد 60% على نفس الربع من عام 2021، ويرجع ذلك إلى التقلبات الحادة في الأسواق المالية وإغلاقات الأنشطة الاقتصادية بسبب انتشار حالات الإصابة بفيروس كورونا في كبرى المدن الصينية، علاوة على الحرب الروسية في أوكرانيا التي تسببت في ارتفاع حاد لأسعار المواد الأولية كالبترول والمحاصيل الزراعية الاستراتيجية مثل القمح والذرة.

يرى ستيفين بيجر خبير الأبحاث الاقتصادية في شركة آرجوس ريزيرش، أن الربع الحالي سيشهد أيضًا مزيدًا من التراجع في إيرادات البنوك الاستثمارية ، مع استمرار ضعف صفقات الطروحات العامة وأنشطة‪  ‪SPACs رغم أنها قد تحقق بعض الإيرادات من الاستثمار في أصل الدخل الثابت والأسهم والعملات والسلع، والتي انتعشت هذا العام بقوة عن العام الماضي.

ورغم أن بعض البنوك العالمية تحدثت مؤخرًا عن انتعاش بعض أنشطة البنوك الاستثمارية بقية شهور العام الحالي، إلا أن بنك كريدي سويس مثلًا حذر من الصعوبات التي تواجه الأسواق العالمية والمستوى المنخفض من إصدارات أسواق المال، وارتفاع أسعار فوائد القروض أدى إلى ضعف الأداء المالي للصفقات الاستثمارية التي تنفذها البنوك.

وقال مايك مايو خبير تحليل الصفقات البنكية في بنك ويلز فارجو الأمريكي، إن البنوك والشركات الكبرى في وول ستريت تواجه انخفاضًا في الإيرادات على عكس البنوك والشركات الصغيرة التي تشهد انتعاشًا مع تزايد عدد تداولات أسهمها، ولكن صفقات الطروحات العامة تواجه صعوبات هذا العام، غير أن البنوك الأمريكية بصفة عامة أفضل بكثير من نظيرتها الأوروبية التي تقاسي من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية ولا سيما التضخم.

وتوقع بنك ‪JP مورجان استمرار هبوط إيرادات البنوك الاستثمارية هذا العام بعد الانتعاش القوي الذي سجلته العام الماضي، وكذلك بنك مورجان ستانلي يرى تباطؤًا شديدًا في الاكتتابات العامة، بالرغم من أن أداء الشركات والمستثمرين جيد لأن العملاء يتحوطون ضد مخاطر ارتفاع أسعار الطاقة والسلع الأولية.

وأعلن المحللون في وول ستريت أن إيرادات أكبر 5 بنوك استثمار في الولايات المتحدة وهي جولدمان ساكس ومورجان ستانلي وجي بي مورجان وسيتي جروب وبنك أوف أمريكا ستهبط بنحو 22.9% هذا العام، بينما أوضحت بيانات وكالة ريفينيتيف البحثية أن إيرادات هذه البنوك من المتوقع أن تنخفض بنحو 27.4 % هذا الربع.

وحذر رؤساء هذه البنوك من ضعف الاقتصاد العالمي، وتحدث جيمي ديمون الرئيس التنفيذي لبنك جي بي مورجان عن حدوث أزمة عالمية، ووصف جون ولدرون رئيس جولدمان ساكس تداعيات بعض الصدمات على النظام البنكي بأنها غير مسبوقة. وأكد رؤساء بنوك آخرون أن هناك تباطؤًا ملحوظًا في تعيينات قطاع الخدمات المالية مع دخول صفقات الدمج والاستحواذ والطروحات العامة في حالة سبات، على عكس المستويات المرتفعة من التعيينات التي شهدها العام الماضي.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى