سوريا: دولة تحولت من الإكتفاء الذاتي من القمح إلي إستيراد غالبية الإحتياجات
>> تقرير: المناخ والجفاف والصراع ثلاثي تدمير الدولة السورية
نجحت سوريا في تحقيق اكتفاء ذاتي من القمح مع إنتاج يتجاوز 4 ملايين طن سنوياً قبل 2011 لكن مع الأزمة انهار الإنتاج إلى مستويات قياسية، وذلك بسبب الصراع الداخلي والدولي للحد من إستعادة الدور السوري في منطقة الشرق الأوسط مما إنعكس علي نتائج كارثية علي الأمن الغذائي السوري.
ويهدّد انخفاض الانتاج قرابة 60% من السكان السوريين الذين يعانون أساساَ من انعدام الأمن الغذائي، في بلد غالبية سكانه تحت خط الفقر.
يعود انخفاض إنتاج القمح في سوريا، وفق تقرير نشرته منظمة (IMMAP) الدولية المتخصصة في إدارة البيانات في أبريل الماضي، الى الجفاف الناجم عن تغيّر المناخ. وقد شهدت معظم أجزاء شمال شرق سوريا حيث شهدت فترات جفاف طويلة خلال مواسم المحاصيل الشتوية، والتي جفّفت الكثير من محصول القمح النامي
نتيجة عوامل عدّة مرتبطة بالتغيّر المناخي، من المحتمل أن تتعرض مناطق شمال شرق سوريا على المدى الطويل للجفاف مرة كل ثلاث سنوات، وأن ينخفض هطول الأمطار بنسبة 11 % خلال العقود الثلاثة المقبلة.
وبالفعل، انخفض إنتاج القمح خلال السنوات الأخيرة في شمال شرق سوريا. سجّل الموسم الزراعي الشتوي 2020 – 2021 مستوى الانتاج الأدنى منذ عام 2017 في محافظات الحسكة والرقة ودير الزور، وفق بيانات منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو).
وشكّل إنتاج القمح في محافظة الحسكة الموسم الماضي 26 % مما كان عليه العام الذي سبقه، بعدما تراجع من 805 آلاف طن في موسم 2019-2020 الى 210 آلاف طن الموسم الماضي.