د حمادة يوسف يكتب: تأثير الإجهاد الحرارى على الأغنام
باحث قسم الكيمياء الحيوية والسموم والنقص الغذائى – معهد بحوث الصحة الحيوانية – مركز البحوث الزراعية – مصر
الأغنام وما لها من دور اقتصادى هام جدا فى حياتنا فيتم تقدير الأغنام في المقام الأول بسبب الصوف واللحوم. صوف الأغنام هو الأكثر استخدامًا بين أي حيوان، وتلعب الأغنام دورًا مهمًا في أنظمة إنتاج الغذاء كمصدر للبروتين الحيواني بما في ذلك اللحوم والحليب، وتشكل مصدرًا مهمًا للجلود والتي تعتبر العمود الفقري للاقتصاد لبعض الدول. تعتبر المنتجات الثانوية من ذبح الأغنام ذات قيمة أيضًاحيث يتم تشكيل أمعاء الحمل في خيوط الجراحة، وكذلك خيوط للآلات الموسيقية ومضارب التنس.
ونلاحظ أن الأغنام قد تتعرض لبعض التغيرات المناخية التى قد تسبب خسائر اقتصادية كبيرة ومن أهمها هو الإجهاد الحرارى والذى يحدث بشكل ملحوظ فى فترات الصيف حيث زيادة درجات حرارة الجو وكذلك الرطوبة وهذا ما نلمسه ويتزايد كل عام عن ما قبله بسبب التغيرات المناخية والتى تساعد على حدوث ذلك.
هناك بعض العوامل التى قد تزيد من تأثير الإجهاد الحرارى على قطعان الأغنام ومنها عوامل بيئية وعوامل خاصة بالحيوان نفسة وهى كالأتى:
عوامل بيئية:
- درجة الحرارة المحيطة والتى تكون معادله أو أعلى من درجة حرارة جسم الأغنام تحد من قدرة الحيوان على فقد الحرارة عن طريق التبريد بالحمل الحراري.
- الرطوبة النسبية، فنجد أن زيادة الرطوبة تقلل من قدرة الحيوان على فقد الحرارة من خلال التبخر عن طريق النهجان (اللهث).
- الإشعاع الشمسي، يمكن للحرارة الناتجة عن الإشعاع الشمسي أن تتجاوز بشكل كبير الحرارة الأيضية التي ينتجها الحيوان.
- سرعة الرياح، يزداد الإجهاد الحراري في ظروف الهواء الهادئة لأن فقدان الحرارة بالحمل الحراري ينخفض بشكل كبير.
- درجة الحرارة أثناء الليل، تمنع درجات الحرارة المرتفعة أثناء الليل فقدان الحرارة المكتسبة أثناء النهار، مما يزيد من مخاطر الإجهاد الحراري.
عوامل خاصة بالحيوان:
- الصوف، يمنح الصوف الحماية الكافية من الحرارة فقط عندما يصل طول الصوف إلى3-4 سنتيمترات. ويلاحظ أنه في الأغنام ذات الصوف القصير، تمر الطاقة المشعة بسهولة عبر الجلد.
- السلالات الناشئة من مناطق باردة، ذات أجسام مضغوطة وأرجل قصيرة ورقبة وآذان صغيرة، تكون أكثر عرضة للإجهاد الحراري.
- العمر، الحملان معرضة جدًا للإجهاد الحراري بسبب إنتاجها العالي من الحرارة الأيضية، وارتفاع معدل التنفس الطبيعي، ومساحة السطح الكبيرة بالنسبة لكتلتها، وطول الصوف المحدود.
- فترة الحمل، الزيادة في إنتاج الحرارة الأيضية خلال فترة الحمل المتأخرة يمكن أن تؤهب النعاج لزيادة الإجهاد الحراري.
البيئة الحرارية هي عامل رئيسي يمكن أن يؤثر سلبًا على أداء الأغنام. وتعد زيادة درجة حرارة الجسم ومعدل التنفس من أهم علامات الإجهاد الحراري في الأغنام. وترتبط الزيادة في درجة حرارة الجسم بانخفاض ملحوظ في معدلات التغذية، وخلل فى تدفق الدم والتغيرات في وظائف الغدد الصماء التي ستؤثر سلبًا على الأداء الإنتاجي والإنجابي للأغنام.
ومن أهم الأعراض التى تظهر على الأغنام أثناء تعرضها لدرجات الحرارة العالية وفى حالات الإجهاد الحرارى؛ البحث عن الظل، انخفاض تناول المادة الجافة، الإزدحام حول أحواض المياه، زيادة تناول الماء، زيادة معدل التنفس وزيادة معدل ضربات القلب والجمود أو الخمول.
قد يتسبب الإجهاد الحراري المفرط في ارتفاع درجة الحرارة ويحتمل أن يكون له العديد من التغيرات الفسيولوجية وأيضا تؤدى إلى الآثار الاقتصادية السلبية على صناعة الثروة الحيوانية. وتشمل التغيرات الفسيولوجية؛ الخلل الأنزيمي، يقلل المناعة الطبيعية، مما يجعل الحيوانات أكثر عرضة للأمراض وفقدان بعض الاملاح المعدنية من الجسم وإنخفاض جودة اللحوم وفي النهاية خسائر اقتصادية فادحة ناتجة عن زيادة الوفيات وإنخفاض الأداء العام للحيوانات.
طرق الوقاية من آثار الإجهاد الحرارى على قطعان الأغنام:
- يفضل عدم تعرض الحيوانات لأشعة الشمس أو درجات الحرارة العالية وذلك بأن تخرج الحيوانات للرعى فى الصباح الباكر وكذلك فى الفترة المسائية بعد انكسار حدة درجة الحرارة للبيئة المحيطة.
- مراعاة التظليل الجيد للمزرعة لحماية الحيوانات من أشعة الشمس.
- يفضل الإكثار من زراعة الأشجار ذات الأوراق الكثيفة حول المزرعة وأيضا حول عنابر الإيواء مع الوضع فى الاعتبار أن تكون عنابر الإيواء جيدة التهوية.
- يراعى أن تكون معالف الغذاء وأحواض الشرب فى الجزء المظلل من المزرعة.
- يجب إجراء المعاملات العلاجية الجماعية والتحصينات فى توقيتات إنكسار حدة درجة الحرارة وذلك فى الفترة المسائية لتقليل الضغوطات على الحيوانات.
- يجب انتشار المراوح فى المزرعة وكذلك توفير مراوح مزودة برزاز المياه وتكون فى توقيتات محددة خاصة أثناء زيادة درجات الحرارة.
- ضرورة أن تكون عملية قص الصوف (جز الصوف) تتم بمعدل مرتين سنويا بحيث تكون المرة الأولى قبل فصل الصيف بفترة كافية لنمو الصوف إلى الدرجة التى تساعد على الوقاية من حرارة البيئة المحيطة لذلك يفضل أن تكون فى فصل الربيع وبالتحديد فى شهر مارس. والمرة الثانية تكون فى فصل الخريف وتحديدا فى شهر سبتمبر وذلك ليسمح بنمو الصوف للدرجة التى تقى الحيوان من برودة الجو فى فصل الشتاء.
- توافر ماء الشرب النظيف باستمرار ويمكن وضع بعض الثلج فى الماء للتبريد قبل تقديمة للحيوانات.
- تقليل العليقة المركزة والتركيز على العليقة الخضراء وتكون العليقة المركزة فى الفترة المسائية.
- يفضل إضافة الفيتامينات الى مياه الشرب وخاصة فيتامين سى (ج) لما له من دور فى تخفيف الإجهاد الحرارى.
- ضرورة إضافة الأملاح المعدنية لمياه الشرب لتعويض الفاقد من الاملاح المعدنية التى تحدث نتيجة الإجهاد الحرارى.