FAO \ OIEالأخباربحوث ومنظماتمصر

«الفاو» تحذر من مخاطر إنتشار أمراض سوء التغذية وإرتفاع معدلات «التقزم» بسبب الحرب الروسية الأوكرانية

>> الواعر: منظمة الأغذية والزراعة تعتبر سوء التغذية مشكلة خطيرة تواجه مصر

وقعت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وشركة بل مصر بحضور عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد، والممثل الإقليمي لمنظمة الفاو في منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا، ونصر الدين حاج الأمين، ممثل منظمة الفاو في مصر اليوم، إطاراً للتعاون والتنسيق بهدف زيادة الوعي التغذوي وتعزيز العادات الصحية والمسؤولة لدى الأطفال في جميع أنحاء مصر

وتتضمن الاتفاقية تطوير وإطلاق حملة توعية رقمية حول التغذية والعادات الصحية والمسؤولة لدى الأطفال في جميع أنحاء مصر بالتعاون الوثيق مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، وزارة التربية والتعليم، وبنك المعرفة المصري. بالإضافة إلى طباعة كتب للأطفال وتحويلهما إلى رسوم متحركة للمساهمة في حملة التوعية، إلى جانب تطوير محتوى رقمي لهذا الغرض عبر منصة على الإنترنت.

وقال عبد الحكيم الواعر في كلمته خلال المؤتمر الصحفي إنه لم نكد نلتقط أنفاسنا من تهديدات وباء فيروس كورونا المستجد الذي هدد الحياة الإنسانية على مدار أكثر من عامين، حتى نشبت الحرب الروسية الأوكرانية، التي شكلت تهديداً كبيراً للأمن الغذائي والإمدادات الغذائية لدى الكثير من دول العالم، موضحا إن هذه الحرب أثرت على اقتصاديات العديد من دول المنطقة العربية والعالم ما أدى إلى زيادة تعقيد التحدي المتمثل في تحقيق أهداف التنمية المستدامة بشكل عام، ورأينا جميعاً كيف تحركت أسعار مؤشرات الغذاء بمعدلات غير مسبوقة تخطت الـ 30 في المائة بما يحد من إمكانية تحقيق هدف القضاء على الجوع

وأضاف الممثل الإقليمي لمنظمة الفاو في الشرق الأدني، ؛ إنه مع مرور أكثر من ثلاثة أشهر على اندلاع الحرب في أوكرانيا، فإن تعطل وصول الواردات بسبب النزاع يؤدي إلى نقص المواد الغذائية وسط ارتفاع أسعار السلع الأساسية، بما في ذلك القمح وزيوت الطعام والوقود، مرجحا أن يشهد عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية زيادة حادة، إذا استمر هذا الوضع لفترة أطول.

 

وأوضح «الواعر»، انه ما زاد الوضع تأزماً أن المنطقة تستورد أكثر من 90 في المائة من غذائها، وتعاني دول عديدة من سوء التغذية بين الأطفال أصلا، فيما يتلقى 36 في المائة فقط من صغار الأطفال في المنطقة التغذية التي يحتاجونها للنمو بطريقة صحيةـ موضحا إن المنطقة تعد أيضا موطنا لمعدلات عالية من النقص في التغذية ونقص المغذيات الدقيقة. ويعاني ما معدّله واحد من كل خمسة أطفال تقريبا من التقزم، بينما يبلغ متوسط معدل الهُزال ما نسبته 7 في المائة.

وأشار الممثل الإقليمي للفاو في منطقة الشرق الأدني وشمال أفريقيا إلي  إن إستمرار هذا الوضع سيؤثر بشكل كبير على الأطفال، خاصة في مصر ولبنان وليبيا والسودان وسوريا واليمن؛ والتي يعتبر بعضها مراكز جوع وفقا لتقييمات أجريت حتى قبل أزمة أوكرانيا، حيث كانت تلك الدول تعاني أصلا من النزاعات أو الأزمات الاقتصادية أو الزيادة الحادة في أسعار الأغذية العالمية في عام 2021.

ولفت «الواعر»، إلي إنه في حين أن الأطفال الصغار هم الأكثر عرضة لسوء التغذية، فإن الحق في الغذاء الكافي والتغذية الجيدة ضرورية للجميع. خاصة أن مشاكل سوء التغذية ونقص المغذيات الدقيقة والسمنة موجودة في جميع البلدان وفي كافة الطبقات الاجتماعية والاقتصادية، موضحا إن هذه الاتفاقية تأتي كأول اتفاق يتم توقيعه مع القطاع الخاص لتساهم في خلق الوعي التغذوي وتعزيز العادات الصحية والمسؤولة لدى الأطفال في مصر.

وأضاف  الممثل الإقليمي للفاو في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إن وضع الأمن الغذائي والأزمات الإنسانية والاقتصادية في العديد من بلدان المنطقة له تأثير ضار على إتاحة الأغذية الصحية، والقوة الشرائية، والأنماط الغذائية، ويؤثر سلبًا أيضًا على الوضع التغذوي للفئات الأكثر ضَعفًا، لا سيّما الأطفال والمراهقون والفتيات والنساء.

وأوضح  «الواعر»، إن مهمة «الفاو» تتمثل  في ضمان الأمن الغذائي والتغذوي للجميع، وتحسين النظم الغذائية ومكافحة نقص المغذيات الدقيقة وجميع أشكال سوء التغذية، مشيرا إلي أنه تم عقد اجتماعا مع المكاتب الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية واليونيسف وبرنامج الغذاء العالمي مع وجود ممثلين رفيعي المستوى من وزارات الصحة، والزراعة، والتخطيط، والضمان الاجتماعي، والتعليم، وطائفة واسعة من الأطراف؛ لتسريع وتيرة العمل بشأن نقص التغذية لدى الأمهات والأطفال، وتقديم الدعم للبلدان التي تواجه مستويات عالية من نقص التغذية وانعدام الأمن الغذائي، وتوجيه دعوة إلى العمل من أجل التصدّي لنقص التغذية لدى الأمهات والرضع والأطفال في المنطقة.

وفقاً لتقرير منظمة الفاو الذي يرصد حالة الأمن الغذائي والتغذية في الدول العربية، فإن مصر تواجه تحديات فيما يتعلق بالأمن الغذائي تسبق فترة تفشي الجائحة، مع وجود عوامل ضغط ترهق نظامها الغذائي، من بينها ندرة المياه والأراضي والاعتماد على الواردات الغذائية والتضخم السكاني والتغيرات غير الصحية في الأنظمة الغذائية؛

وبالرغم من أن أنظمتنا الغذائية غنية بالسعرات الحرارية، إلا أنها تفتقر إلى العناصر الغذائية، لذلك فهي ليست آمنة حقا إلى حد كبير. لذا فإن منظمة الأغذية والزراعة تعتبر سوء التغذية مشكلة خطيرة تواجه مصر.

وفي حين أن المطلوب أن يكون النظام الغذائي الكافي في متناول الجميع، فإن 45.4% من المصريين لا يستطيعون تحمل تكلفة نظام غذائي كاف، و84.8% لا يستطيعون تحمل تكلفة نظام غذائي صحي، وفق تقديرات المنظمة، والتي تشير أيضا إلى أن هذا الأمر، يؤدي إلى مشاكل صحية مثل السمنة وسوء التغذية وفقر الدم – والتكاليف الباهظة المرتبطة بذلك.

ومثل الكثير من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.. لا تمتلك مصر سجلا جيدا عندما يتعلق الأمر باستدامة النظام الغذائي بشكل عام: تسجل دراسة الفاو البلدان على أساس استدامة الغذاء من الصفر إلى 1، إذ يشير الصفر إلى التصنيف الأدنى والـ 1 هو الأعلى. وحصلت مصر على 0.32 مقارنة بـ 0.38 لتونس والمملكة العربية السعودية و0.52 للإمارات و0.70 للولايات المتحدة.

ووفقاً لتقرير الفاو أيضاً فإنه غالبا ما تصدر البلدان التي تواجه تحديات تتعلق بالأمن الغذائي والتغذية المكونات الرئيسية لنظام غذائي صحي (كالفواكه والخضروات والأسماك) وتستورد الحبوب المكررة والدهون والسكر، وهي المكونات الأساسية للأنظمة الغذائية غير الصحية.

وأشار التقرير إلي إنه إلى جانب تهديدات وضع الأمن الغذائي، والأزمات الإنسانية والاقتصادية، وتداعيات الصراع في أوكرانيا؛ فإن التحديات الناشئة، مثل تغير المناخ والاستدامة البيئية والتحولات التكنولوجية السريعة، تعمل على تغيير النظام الغذائي وتثير تساؤلات حول كيفية إطعام سكان العالم المتزايدين بطرق مستدامة.

وأوضح تقرير «الفاو»، إن النمو الاقتصادي «غير المتكافئ» والتحولات الاجتماعية والاقتصادية وعوامل أخرى على تشكيل النظم الغذائية والأنظمة الغذائية. ونتيجة لذلك، فإن انتشار زيادة الوزن والسمنة والأمراض ذات الصلة آخذ في الازدياد بينما يستمر نقص التغذية ونقص المغذيات الدقيقة.

وأشار تقرير أصدرته «الفاو»، إلى أن وضع الأمن الغذائي والتغذية تفاقم بسبب الأزمة الصحية والإنسانية الناجمة عن جائحة كوفيد-19. وعلاوة على ذلك، بلغت أسعار الأغذية العالمية أعلى مستوى لها في عام 2022، ويُهدِّد الصراع في أوكرانيا بتعطيل الإمدادات العالمية من القمح والذرة والمحاصيل الأخرى، فضلاً عن الأسمدة، وهو ما يؤدي إلى مزيد من الضغط على الأسعار وإلى تحديات إضافية لضمان الأمن الغذائي في العديد من البلدان.

ومن جانبها قالت كارولين شيزنو، رئيس قسم التغذية بمجموعة بلBel group : “إن العمل من أجل تغذية أفضل وتثقيف غذائي أفضل هو أمر حيوي أكثر من أي وقت مضى. وبصفتنا شركة رائدة في صناعة الأغذية، فإننا في “مجموعة بل” مقتنعون بأن لدينا دور نلعبه للمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، إذ تشكل هذه الأهداف خارطة الطريق لتحقيق مستقبل أفضل وأكثر استدامة للجميع. إنها أهداف طموحة، وإذا قمنا جميعاً بإجراء تغييرات إيجابية، فيمكننا معاً إحداث تأثير إيجابي”.

وأضافت: “نريد أن نكون جزءاً من الحل من خلال منتجاتنا (على سبيل المثال، البقرة الضاحكة المدعمة بالحديد واليود والزنك وفيتامينات “أ” و “د”. وأيضاً من خلال الذهاب إلى أبعد من ذلك. لهذا السبب نحن فخورون للغاية بتوقيع هذا الإطار المشترك مع منظمة الفاو من أجل زيادة وعي الأطفال بالصحة والتغذية الأفضل في مصر. إن تغيير السلوك لتعزيز الأنماط الغذائية ذات التأثيرات الإيجابية على صحة الإنسان هو أحد المسارات التي يجب اتباعها نحو تحقيق تحول في نظم الغذاء، وهو ما ندعمه بالكامل”.

وتعمل التحديات الناشئة، مثل تغير المناخ والاستدامة البيئية والتحولات التكنولوجية السريعة، على تغيير النظام الغذائي وتثير تساؤلات حول كيفية إطعام سكان العالم المتزايدين بطرق مستدامة. في الوقت نفسه، يعمل النمو الاقتصادي غير المتكافئ والتحولات الاجتماعية والاقتصادية وعوامل أخرى على تشكيل النظم الغذائية والأنظمة الغذائية. ونتيجة لذلك، فإن انتشار زيادة الوزن والسمنة والأمراض ذات الصلة آخذ في الازدياد بينما يستمر نقص التغذية ونقص المغذيات الدقيقة.

وعادة ما يكون الأطفال ممن يعانون من نقص التغذية عرضةً أكثر من غيرهم للإصابة بالأمراض المعدية، كما يكون نموهم العقلي معرضاً للخطر، ما يعوق تحصيلهم الدراسي، ومن ثم يقلل من فرص حصولهم على الوظائف وكسب الدخل في المستقبل. وتشكل التغذية السيئة لدى الأمهات والأطفال أيضاً السبب الرئيسي الذي يتم من خلاله توريث الفقر من جيل إلى جيل: فالفتيات المتقزمات – اللواتي يكون نمو الطول لديهن بطيء بسبب سوء التغذية – يبقين قصيرات القامة عندما يكبرن بالمقارنة مع الأشخاص الكبار الآخرين. وقصر قامة الأم هو أقوى المؤشرات الاستباقية لإنجاب أطفالٍ منخفضي الوزن عند الولادة وإصابتهم بالتقزم في طفولتهم.

 

زر الذهاب إلى الأعلى