الأخبارحوارات و مقالات

د رانيا لطفي تكتب: المضادات الحيوية المستخدمة في الثروة الحيوانية والمقاومة البكتيرية

باحث – معمل فحوص الأغذية بجمرك دمياط – معهد بحوث صحة الحيوان  -مركز البحوث الزراعية – مصر

الظهور العالمي لمقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية اصبح ذو اهتمام بارز في القطاعين الصحي والبيطري على حد سواء بل تكمن الخطورة الأكبر في قطاع الثروة الحيوانية كونها تستخدم 70 % من المضادات الحيوانية المستخدمة عالميا.

المضادات الحيوية مادة تفرزها بعض أنواع البكتيريا أو الفطريات وأيضا يتم تصنيعها كيميائيا، وتعمل على تجنب أو قتل أو وقف نمو البكتيريا المسببة للأمراض المعدية، ولها فوائد عديدة تستخدم في الوقاية والعلاج من العدوى البكتيرية، وهي مفيدة وتؤدي إلى نتائج إيجابية وفعالة ومنقذة للحياة إذا أحسن استخدامها ولكنها قد تكون عديمة الفائدة أو تسبب أضرارا بالغة ولا يحمد عقباها وتودي بحياة الحيوان إذا ما أسيء استخدامها.

طرق اعطاء المضادات الحيوية للحيوانات:

ويتم استخدام تلك المضادات بطرق مختلفة، فعادة ما تؤخذ عن طريق الفم أو تعطى بالحقن عند الضرورة، وللحصول على تأثير موضعي على الجزء المتأثر فإنها تستخدم على الجلد أو في العين أو الأذن مباشرة.

وتختلف جرعة المضاد الحيوي بحسب عمر ووزن والحالة الصحيه للحيوان ، كما أن فترة العلاج تعتمد على نوع العدوى وحدتها (قوتها) واستجابة الحيوان للعلاج وحالته المرضية، لذا ينبغي التأكد من أخذ جرعة المضاد الحيوي كاملة في الأوقات المحددة لها، وعدم التوقف عن أخذ العلاج قبل الفترة المحددة حتى وإن شعر بالتحسن.

كما أنها كانت تستخدم في مزارع الأنتاج الحيواني كمحفزات للنمو عن طريق اضافاتها لاعلاف حيوانات المزرع.الا أن القوانين المحليه والعالميه تمنع ذلك .

كما ان الأستخدام الخاطيء لها مع أقتراب مواعيد التسويق والذبح للحيوانات أو منتجاتها المختلفة للأستهلاك الأدمي يمكن أن يؤدي الي حدوث تلوث الكيميائ لهذه المنتجات المداومه لفترات طويله وبجرعات عاليه نسبيا مما يتسبب في حدوث أثر تراكمي في أنسجه الحيوان وأعضائه ومنتجاته .ولهذا وجب الألتزام بالجرعات المقرره ومده العلاج وفتره سحب الدواء من الجسم بعد العلاج.

ما هي مخاطر مقاومة المضادات الحيوية؟

  • فشل العلاج، مما يؤدي إلى مشاكل صحية مزمنة.
  • ارتفاع معدلات الإصابة بالمضاعفات الصحية للأمراض، ومعدلات النفوق.
  • زيادة خطر الإصابة بالآثار الجانبية للأدوية البديلة المستخدمة، حيث يمكن أن يكون العلاج البديل تكون أقل فعالية وأكثر سمية.
  • تكرار الإصابة بالعدوى أو عودة أعراضها بعد العلاج.
  • زيادة مدة العلاج
  • زيادة التكاليف العلاجية.

الأثر التراكمي للمضادات الحيويه:

تصل المضادات الحيويه لغذاء الأنسان عن طريق استخدامها لعلاج الأمراض التي تصيب الحيوانات والدواجن .علما بان تكرار أستخدام المضادات الحيويه لفترات طويله يؤدي الي مايعرف بالأثر التراكمي .

مشكله بقاء المضادات الحيويه في جسم الحيوان أو الدواجن تمنح البكتريا مناعه وقدره علي المقاومه لتأثير المضادات الحيويه والذي ينتقل الي الأنسان ,ويتراكم داخل جسمه ممايجعله يصاب بتلك البكتريا ,والتي اكتسبت قدره علي المقاومه ,وبالتالي يصعب العلاج وقد يصاب الأنسان بأمراض خطيره مثل تليف الكبد والأورام السرطانيه من تكرار أو تنوع الأستعمال الخاطيء للمضادات الحيويه.

ان الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيويه خاصه مع أقتراب مواعيد ذبح الحيوانات أو الدواجن وعدم التزام بفتره سحب الدواء يمكن أن يؤدي الي وجود بقايا للمضادات الحيويه في اللحوم والألبان ومصنعاتها .مما تؤثر سلبيا علي جوده المنتج والناحيه الاقتصاديه تؤدي الي خسائر ماديه فادحه.

وتسبب بعض أنواع المضادات الحيوية – خصوصا واسعة المدى – في قتل البكتيريا النافعة الموجودة في الأمعاء بسبب عدم إتباع الإرشادات الطبية واستخدام الدواء لفترة طويلة.

ومن النتائج الوخيمة لسوء استخدام المضادات الحيوية، حدوث مقاومة بكتيرية للمضادات الحيوية المستخدمة حيث إنه إذا لم تتخذ الخطوات اللازمة لوقف المقاومة البكتيرية فإنه سيأتي وقت لن تعد فيه هذه المضادات الحيوية ذات فائدة في معالجة الأمراض التي كانت لها، أو تطيل من فترة العلاج أو زيادة تكلفة العلاج وجسامة الآثار الجانبية نتيجة استخدام أدوية جديدة.

كما أن اختيار المضاد الحيوي المناسب للمريض والجرعة الدوائية اللازمة والشكل الدوائي الملائم من مهام الطبيب المختص. ويعتمد اختيار المضاد الحيوي المناسب على التشخيص السريري والمختبري وعلى صفات المضاد الحيوي وعوامل أخرى تتعلق بالمريض.

ووهناك إرشادات عامة حول الاستخدام الأمثل والآمن للمضادات الحيوية ، والمضادات الحيوية ليست ضرورية لعلاج معظم الحالات المرضيه ، لذا يترك الأمر للطبيب لاختيار العلاج المناسب، واستخدام المضاد الحيوي بشكل غير صحيح لا يقضي على البكتيريا المسببة للمرض بل قد يؤدي إلى اكتسابها مقاومة للمضاد ويمنحها فرصة الاستمرار في التكاثر و البقاء.

ما هي أسباب مقاومة المضادات الحيوية؟

  • الطفرات الجينية، حيث قد يتعرض الحمض النووي في البكتيريا لحدوث طفرة، وهو أمر يعد جزء من التطور الطبيعي للكائنات الحية، ولكن بعض هذه التغيرات الجينية يسمح للبكتيريا بتجنب آلية عمل بعض المضادات الحيوية والنمو والتكاثر والبقاء على قيد الحياة.
  • عملية النقل الأفقي للجينات، وهي تؤدي إلى انتقال وانتشار مقاومة المضادات الحيوية بين أنواع البكتيريا، ولكنها عملية نادرة الحدث.
  • الإفراط في استخدام المضادات الحيوية، وذلك يشمل استخدام المضادات الحيوية من قبل الأفراد دون تشخيص، أو استخدامها بغير ضرورة، مثل في حالات الإصابة بفيروسات البرد والإنفلونزا.
  • سوء استخدام المضادات الحيوية واسعة الطيف، بدلاً من استخدام المضادات الحيوية ضيقة الطيف التي تستهدف بشكل محدد البكتيريا المسببة للعدوى؛ الأمر الذي قد يؤدي إلى إنتاج بكتيريا مقاومة نتيجة ما يعرف باسم الضغط الانتقائي.
  • تزايد استخدام المضادات الحيوية في المستشفيات، إذ وعلى الرغم من أن الكثير من المرضى ذو الحالات الحرجة في المستشفى أكثر عرضةً للإصابة بالعدوى، وبالتالي الحاجة إلى استخدام المضادات الحيوية، إلا أن هذا الاستخدام المتزايد خلق بيئة مناسبة للجراثيم لتطوير مقاومة المضادات الحيوية بسهولة.
  • استخدام المضادات الحيوية لغير أغراضها، مثل الاستخدام الزراعي، حيث يقوم البعض بإضافتها إلى الأعلاف الزراعية، الأمر الذي يلعب دوراً في تعزيز المقاومة تجاه الأدوية.

كيف تستطيع الخلايا البكتيرية مقاومة المضادات الحيوية؟

عند مواجهة البكتيريا المضادات الحيوية التي تقتلها أو تعيق قدرتها على التكاثر، فإنها من الممكن أن تطور مجموعة من الاستراتيجيات التي تساعدها في مقاومة المضادات الحيوية، ومن هذه الوسائل ما يلي:

  • تقييد دخول المضاد الحيوي إلى الخلية عن طريق تغيير حجم الفتحات في جدار الخلية البكتيرية.
  • استخدام المضخات الموجودة في جدران الخلايا البكتيرية للتخلص من الأدوية التي دخلت بالفعل إليها.
  • اللجوء لاستخدام الإنزيمات التي تعمل على تفكيك وتدمير المضاد الحيوي أو تغيير الدواء حتى يفقد فعاليته.
  • تغيير مظهر الهدف بحيث لا يتعرف عليه الدواء؛ إذ إن بعض المضادات الحيوية مصممة لاستهداف جزء معين من الخلية البكتيرية وعند تغيير مظهر هذا الهدف لا يستطيع أن يحقق المضاد الحيوي الوظيفة المطلوبة.

طرق الحد من المقاومة الميكروبية للمضادات الحيوية:

توصيات منظمه الصحه العالميه لسنه 2020 لإمكان قطاع الزراعة أن يقوم في إطار سعيه إلى الوقاية من انتشار مقاومة المضادات الحيوية ومكافحتها بما يلي:

  • الحرص على عدم إعطاء المضادات الحيوية للحيوانات إلا بإشراف الطبيب البيطري..
  • الحرص على عدم استعمال المضادات الحيوية لأغراض تعزيز نمو أو الوقاية من الأمراض..
  • تلقيح الحيوانات لتقليل حاجتها إلى المضادات الحيوية واستعمال بدائل لتلك المضادات في حال إتاحتها.
  • الترويج لاتباع ممارسات جيدة وتطبيقها في جميع مراحل إنتاج وتجهيز الأغذية الحيوانية والنباتية المصدر.
  • تحسين أمن المزارع من الناحية البيولوجية والوقاية من عدوى الالتهابات من خلال تحسين شروط النظافة الشخصية ورعاية الحيوانات.
  • بإمكان راسمي السياسات أن يقوموا في إطار سعيهم إلى الوقاية من انتشار مقاومة المضادات الحيوية ومكافحتها بما يلي.
  • ضمان وضع خطة عمل وطنية متينة موضع التنفيذ بشأن معالجة مقاومة المضادات الحيوية..
  • تحسين ترصد عدوى الالتهابات الناجمة عن مقاومة المضادات الحيوية..
  • تعزيز السياسات والبرامج وتطبيق تدابير الوقاية من عدوى الالتهابات ومكافحتها..
  • تنظيم وتعزيز استعمال الأدوية الجيدة النوعية والتخلّص منها كما ينبغي..
  • إتاحة المعلومات عن آثار مقاومة المضادات الحيوية.

المراجع :

  • المضادات الحيويه في الدواجن واللحوم

.مجله اسيوط للدراسات البيئيه العدد التاسع والعشرون يوليو  2005

  • المضادات الحيويه ودورها في تربيه الدواجن
  • ويكيبيديا الموسوعة الحرة

 

[1] John P. Cunha. Antibiotic Resistance (Drug Resistance, Antimicrobial Resistance). Retrieved on the 22nd of January, 2022.

[2] cedars Sinai Organization. Antibiotic Resistance. Retrieved on the 22nd of January, 2022.

[3] Yella Hewings Martin. What Causes Antibiotic Resistance? Retrieved on the 22nd of January, 2022.

[4] Baylor College of Medicine. Antibiotic Resistance. Retrieved on the 22nd of January, 2022.

[5] Jennifer Rainey Marquez. . What You Need to Know About Antibiotic Resistance. Retrieved on the 22nd of January, 2022.

[6] Betterhealth Website. Antibiotic Resistant Bacteria. Retrieved on the 22nd of January, 2022.

[7] World Health Organization (WHO). Antibiotic resistance. Retrieved on the 22nd of January, 2022.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى