رئيس الزراعيين الأفارقة: المناخ والنزاعات الدولية تزيد من تداعيات أزمة الغذاء العالمي
>> عبدالعلي: التغيرات المناخية تهدد الموارد المائية وإنتاجية المحاصيل وتضع الأمن الغذائي علي «المحك»
شدد المهندس عبدالعلي المتوكل رئيس إتحاد المهندسين الزراعيين الأفارقة علي أن تبعات جائحة كوفيد 19 والنزاعات الإقليمية أدت إلى تحولات كبرى وأزمات طارئة، حيث أصبح موضوع الأمن الغذائي يتصدر الأجندات الوطنية والإقليمية والدولية ويفرض على كل الحكومات بلورة أجندة للسيادة الغذائية، وأ، التغيرات المناخية تهدد الموارد المائية وإنتاجية المحاصيل وتضع الأمن الغذائي علي «المحك» ، موضحا إنه حسب تقرير حالة الأمن الغذائي والتغذية لسنة 2021 الذي أصدرته منظمة التغذية الزراعية، فقد وصل مستوى الجوع في العالم إلى 9،9 في المائة وأن حوالي 600 مليون شخص سيعانون من الجوع في سنة 2030.
جاء ذلك علي هامش مؤتمر إتحاد الزراعيين الأفارقة بمدينة شرم الشيخ بحضور الدكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين والأمين العام للاتحاد و الدكتور سعد نصار مستشار وزير الزراعة والدكتور محسن البطران الأمين العام المساعد لإتحاد المهندسين الزراعيين الأفارقة وخلف زناتي نقيب المعلمين والدكتور علي شمس الدين رئيس جامعة بنها الأسبق والدكتور مجدي علام الخبير الدولي في البيئة والدكتور ممدوح رشوان الخبير الدولي في البيئة، والدكتور عبدالغني الجندي عميد كلية الزراعة الصحراوية في جامعة الملك سلمان والدكتور سامح عبدالفتاح عميد زراعة القاهرة.
وأضاف رئيس إتحاد المهندسين الزراعيين الأفارقة، في كلمته خلال المؤتمر الذي نظمه الإتحاد في مدينة شرم الشيخ أن الحروب والنزاعات بين بعض الدول الكبري في الأسواق العالمية للغذاء والطاقة ستزيد من تفاقم أزمة الغذاء. ويضاف لهذه الأزمات الجيوسياسية، توجه مجموعة من دول العالم لتقييد صادراتها من المواد الأساسية كالزيوت والقمح والسكر مما سيجعل ضعف الوصول للغذاء العنوان الأبرز للمرحلة القادمة في العالم.
ولفت «عبدالعلي»، إلي أن التغيير المناخي يشكل تهديدا مضاعفا للمنظومة العالمية للغذاء من خلال تأثيراته على المدى القريب والمتوسط والبعيد، موضحا إنه من بين هذه الانعكاسات ازدياد الجفاف عبر انخفاض معدل هطول الأمطار السنوي وتسلسل أو تكرار السنوات الجافة إلى جافة جدًا بالإضافة إلى اختلال مواعيد بدء هطول الأمطار والانتقال التدريجي من موسمين إلى موسم أمطار واحد.
وأوضح رئيس إتحاد الزراعيين الأفارقة أن إنعكاسات ظاهرة التغيرات المناخية شملت ارتفاع حاد لدرجات الحرارة في أوقات معينة من السنة وكثرة الأحداث الاستثنائية : فيضانات، مراحل صقيع حاد، حرائق، أما تأثيرات تغير المناخ على الزراعة بصفة عامة فهي متعددة ومتشعبة منها خسارة جزئية أو كلية في المحاصيل بسبب الكوارث الطبيعية والتأثير على احتياطي المياه سواء من حيث المياه السطحية (البرك والبحيرات والجداول) أو المياه الجوفية مما يفرض في العديد من المناطق تعمقًا في مستوى طبقات المياه الجوفية والإفراط في حفر الآبار .
وأوضح «عبدالعلي»، إن ظاهرة المناخ إنعكست علي تغيير التوزيع للمياه والأمطار ، وملائمة مناطق النمو النباتي، وتوقيت مراحل التطور البيولوجية الرئيسية للمزروعات، مثل الإزهار وتنامي ظهور الحشرات والآفات، وضعف القيمة الغذائية للمراعي وما يقابله من نزوح من الأرياف إلى المدن أو في بعض الحالات إلى نشوب حالات التوتر أو الصراع.
وأشار رئيس إتحاد الزراعيين الأفارقة إلي إنه بصفة إجمالية تؤثر انعكاسات تغير المناخ على الزراعة والغابات ومصايد الأسماك وتربية الأحياء وتعيق بشكل متزايد الجهود المبذولة لتلبية احتياجات الناس حيث يمكن اعتبار المنافسة على الموارد المحرك الرئيسي للنزاعات في المستقبل.
وقال «عبدالعلي»، أن أن الأمن الغذائي يعد من أهم مرتكزات المنظومات الإستراتيجية العالمية، والقارية، والوطنية مع ما يفرضه من تحديات مستمرة، متعددة الأبعاد، في سياقات معقدة، ومتشابكة تفرض إعمال اليقظة القصوى لتجنيب البشرية آفات الجوع، والفقر، والهشاشة.
وشدد رئيس إتحاد المهندسين الزراعيين الأفارقة علي خطورة الانعكاسات السلبية للتغيرات المناخية التي أصبحت البشرية تعيشها ولا تتوقعها. لكن علينا أن نطرح بعض الاقتراحات ولا نكتفي بالتشخيص . مقترحا عدد من المناهج والأفكار لإيجاد السبل الكفيلة للتخفيف من تلك الانعكاسات منها تحسين إطار حوكمة المياه عبر التدبير التشاركي والجماعي بين الدول للأحواض المائية الكبرى في القارة الإفريقية وتحسين إدارة طبقات المياه الجوفية والعمل على فهم أفضل لتأثيرات برامج تجويد إنتاجية المياه، وتطوير خدمات الري والصرف الذكية وتزويد المزارعين بخدمات استشارية تهدف إلى تحسين الاستثمارات وبناء القدرة على التكيف مع تغير المناخ وزيادة إنتاجية المياه.
ولفت «عبدالعلي»، إلي أهمية تحفيز المزارعين على اعتماد التقنيات الزراعية المستدامة وتشجيع الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية والنظم الإيكولوجية ، والحد من الاستهلاك المفرط للمدخلات غير العضوية الخارجية، وزيادة تنوع الإنتاج واستخدام مزيج من التقنيات الجديدة والتقليدية وتحسين وحفظ سلالات الماشية وأنظمة الإنتاج للمجتمعات الأفريقية المحلية لبناء القدرة على الصمود في وجه تغير المناخ وتحسين تقنيات وأساليب إدارة المراعي لتحسين كفاءة الإنتاج الحيواني وتوفير شبكات أمان للأشخاص في أنظمة الإنتاج الرعوية.
ونبه رئيس إتحاد الزراعيين الأفارقة إلي أهمية إنتاج المعرفة وتبادلها في القطاع الزراعي للحد من تأثير التغيرات المناخية علي هذا القطاع الحيوي، بهدف إدارة المعرفة وتبادل الدروس هو المساهمة في حوار السياسات الوطنية والدولية ، فإن تزويد صانعي السياسات والعاملين في مجال التنمية بنتائج البحوث هو آلية رئيسية لتحسين فعالية إجراءات التنمية المقاومة للتغيرات المناخية واعتماد وتطوير تقنيات جديدة لتعزيز إدارة مخاطر المناخ في مشاريع الاستثمار الزراعي مثل نظم الإنذار المبكر، والمعلومات الموثوقة عن الأحوال الجوية، وتخطيط استخدام الأراضي القائم على سيناريوهات تطور عوامل المناخ علاوة على تقوية أنظمة التأمين ضد مخاطر المناخ.