أسمدة و مخصباتالأخبارالاقتصادالانتاجمصر

أسعار الأسمدة وأزمة الغذاء وكوارث الحرب الأوكرانية في أحدث تقارير البنك الدولي

>>فوجيل: ترشيد إستهلاك الأسمدة ورفع القيود علي تجارتها لتخفيض تكلفة السلع الغذائية

قال يورجن فوجيل نائب  رئيس البنك الدولي للتنمية المستدامة أن الحرب الدائرة في أوكرانيا  أثرت  في البلدان المستوردة للقمح والذرة بدرجة أكبر، غير أن الكثير من البلدان، ومن بينها بعض كبار مُصدِّري المواد الغذائية، تندرج ضمن المستوردين الصافين للأسمدة. وقد تمتد أسعار الأسمدة الآخذة في الارتفاع إلى مجموعة أوسع نطاقاً من المحاصيل، من بينها الأرز الذي يُعد أحد المحاصيل الأساسية والذي لم يشهد حتى الآن ارتفاعات الأسعار الحادة المرتبطة بالحرب.

وشدد « فوجيل» علي إنه يجب أن نتحرك الآن لتسهيل الحصول على الأسمدة وبتكلفة ميسورة للحيلولة دون استمرار أزمة الغذاء لأمد طويل ، مشيرا إلي ارتفاع مؤشر البنك الدولي لأسعار الأسمدة بنحو 15% عما كان عليه في وقت سابق من العام الجاري ، حيث تضاعفت الأسعار لأكثر من ثلاث مرات مقارنة بالأوضاع قبل عامين.

وأوضح نائب  رئيس البنك الدولي للتنمية المستدامة  إلي إن ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج والاضطرابات التي أصابت سلاسل الإمداد والقيود المفروضة على التجارة  يؤدي إلى دفع الارتفاع الحاد في الأسعار في الآونة الأخيرة. وقد بدأت أسعار الغاز الطبيعي في الارتفاع تزامناً مع تصاعد حدة التوترات بين روسيا وأوكرانيا مما أدى إلى تخفيضات كبيرة في إنتاج الأمونيا، التي تمثل عنصراً مهماً في إنتاج الأسمدة المعتمدة على النيتروجين.

وأشار «فوجيل»، إلي أن ارتفاع أسعار الفحم في الصين، الذي يمثل المادة الأولية الرئيسية لإنتاج الأمونيا هناك،  أجبر مصانع الأسمدة على تخفيض إنتاجها، موضحا إنه للتخفيف من حدة أزمة الغذاء الحالية، يلزم اتخاذ إجراءات في الوقت الحالي للحفاظ على إنتاج الغذاء من خلال تيسير الحصول على الأسمدة وإتاحتها بأسعار معقولة .

وأوضح نائب  رئيس البنك الدولي للتنمية المستدامة  إن هناك عدة طرق للقيام بذلك منها أنه ينبغي على البلدان رفع القيود المفروضة على التجارة أو قيود الحظر على صادرات الأسمدة؛ ففرض قيودٍ على الصادرات يزيد الأمر سوءاً، إذ يُصعب حصول البلدان النامية الأفقر على الأسمدة، وهي التي تواجه أعلى مستويات انعدام الأمن الغذائي والجوع. وكان هناك في أوائل شهر يونيو 310 تدابير تجارية فعالة في 86 بلداً، مما أثر في الغذاء والأسمدة، وما يقرب من 40% من هذه التدابير هي تدابير تقييدية. ويقترب هذا الرقم في الوقت الحالي من مستويات لم نشهدها من قبل منذ أزمة أسعار الغذاء العالمية في الفترة من 2008-2012.

ولفت «فوجيل»، إلي إنه في سبيل تيسير التجارة، يمكن للبلدان الحد من التأخيرات وخفض تكاليف الالتزام من خلال التخلص من الإجراءات البيروقراطية غير الضرورية لاستيراد السلع المستهدفة، ويتمثل أحد العوائق المحلية التي تواجه تجارة الأسمدة العالمية في الاحتياجات التمويلية للمصنّعين والتجار والمستوردين.

وأشار نائب  رئيس البنك الدولي للتنمية المستدامة إلي إنه  في بعض الحالات، تضاعفت الاحتياجات التمويلية لمشتري الأسمدة ثلاثة أضعاف، مما يفاقم مشكلة الندرة العامة للتمويل المتاح من البنوك التجارية المحلية في الكثير من هذه الأسواق. وقد تكون التسهيلات الائتمانية والضمانات قصيرة الأجل، التي يتم تجهيزها بفضل الدعم المقدم من الجهات الفاعلة الدولية في مجال التنمية، ضرورية في بعض الحالات.

أزمة كفاءة إستخدام الأسمدة

وشدد «فوجيل»، علي إنه يجب استخدام الأسمدة بمزيد من الكفاءة، وهو ما يمكن تنفيذه من خلال تزويد المزارعين بحوافز مناسبة لتشجيعهم على عدم الاستخدام المفرط للأسمدة. وتتراوح الكفاءة في استخدام النيتروجين، على سبيل المثال، بين 30% و50% بوجه عام.

ولفت نائب  رئيس البنك الدولي للتنمية المستدامة  إلي إن هيئة خبراء النيتروجين بالاتحاد الأوروبي توصي  بمعدل كفاءة استخدام النيتروجين يصل إلى نحو 90% ، وتشجع للاستخدام المفرط للأسمدة أو الهدر أيضاً، والأسوأ من ذلك أن لهذا الأمر تداعيات بيئية مدمرة وعواقب خطيرة على صعيد تغير المناخ.

وأوضح «فوجيل»، إنه يمكن لزيادة الكفاءة في استخدام الأسمدة أن تساعد في ضمان وصول الإمدادات المتاحة إلى بلدان أكثر، لا سيما الأكثر احتياجاً منها. وتستهلك البلدان الغنية 100 كجم من الأسمدة لكل هكتار، أي نحو ضعف ما تستهلكه البلدان النامية للمساحة نفسها، ويُعد استهلاك بلدان أفريقيا جنوب الصحراء أقل معدل، حيث يبلغ استهلاكها نحو 15 كجم لكل هكتار .

ضوابط إقتصادية لتداول الأسمدة

وأشار نائب  رئيس البنك الدولي للتنمية المستدامة  إلي إن هناك فرص لإعادة صياغة السياسات العامة وتوجيه النفقات العامة القليلة توجيهاً أفضل نحو وضع حوافز لاستخدام الأسمدة بدرجة أكبر من الإنتاجية والاستدامة. ومن أمثلة هذا النوع من التحول الممكن الإصلاحات التي نفذها قطاع الممارسات الزراعية المعتادة لعام 1992 التابع للاتحاد الأوروبي.

وأضاف «فوجيل»، إنه قبل تنفيذ هذه الإصلاحات، ساهم الدعم المقدم إلى القطاع الزراعي بالاتحاد الأوربي – مثل الحد الأدنى من الأسعار، وتعريفات الاستيراد، والمشتريات الحكومية في إبقاء مستويات أسعار المزارع بالاتحاد الأوروبي فوق المعدلات العالمية، وهو ما شجّع الاستخدام المفرط للأسمدة، مشيرا إلي إنه بعد تنفيذ الإصلاحات، فقد تحول الدعم المقدم إلى قطاع الممارسات الزراعية المعتادة بالاتحاد الأوروبي إلى مدفوعات مباشرة، وأصبحت أسعار المزارع أقرب إلى الأسعار العالمية. وأدت هذه التغييرات إلى زيادة الحوافز التي تشجع استخدام الأسمدة بكفاءة أكبر.

وأوضح نائب  رئيس البنك الدولي للتنمية المستدامة  إنه يجب علينا أن نستثمر في الابتكار لتطوير أفضل الممارسات وأحدث التكنولوجيات التي من شأنها أن تساعد في زيادة الإنتاجية لكل كيلوغرام من الأسمدة المستخدمة. ويتضمن ذلك الاستثمار في المعرفة لضمان استخدام الأسمدة الأنسب بالكميات الصحيحة المطلوبة لمحاصيل معينة.

وشدد «فوجيل»، علي إنه يجب علينا الاستثمار في صحة التربة لتعظيم فاعلية الأسمدة وفائدتها. وتُعد الزراعة الدقيقة أحد أمثلة هذه التكنولوجيات المحسنة المتاحة بالفعل. ويُعد الري المسمد مثالاً آخر، وهو يجمع التسميد مع الري، حيث تستخدم الأسمدة بكميات مقاسة تحددها المستشعرات.

الإستثمار في قطاع الأسمدة

ولفت نائب  رئيس البنك الدولي للتنمية المستدامة  إلي إنه يتعين تنفيذ المزيد من خلال الاستثمار في توسيع حدود المعرفة للتأكد من الحد من الهدر، والحرص على ألا يُستخدم سوى الكمية الصحيحة المطلوبة لكل نبات في مرحلة معينة من النمو، موضحا إنه من الخيارات الأخرى المطروحة تكملة الأسمدة التقليدية بأسمدة بيولوجية فعالة وممارسات قابلة للتطبيق، ولن يساعد ذلك في التصدي لتحديات الإمدادات الحالية فحسب، بل إنه سيقلل أيضاً من أثر الأسمدة على المناخ، وعلى التربة والموارد المائية.

وأشار «فوجيل»، إلي إن قدرتنا على الحفاظ على تجارة الأسمدة وحركتها على مستوى العالم ستكون أحد العوامل المحددة لمدة أزمة الغذاء الحالية وشدتها. وفي الوقت الذي بدأ فيه المزارعون تغيير إنتاجيتهم بسبب التحديات التي تشهدها الأسمدة، محددة لمدة أزمة الغذاء الحالية وشدتها. وفي الوقت الذي بدأ فيه المزارعون تغيير إنتاجيتهم بسبب التحديات التي تشهدها الأسمدة، يجب على واضعي السياسات اتخاذ الخيارات الصحيحة على وجه السرعة حتى يتسنى للعالم إنهاء أزمة الغذاء الحالية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى