أعلن رئيس الوزراء الأثيوبي أبي أحمد إن إثيوبيا نجحت في اكتمال المرحلة الثالثة من عملية ملء سد النهضة الإثيوبي بنجاح، فيما أوضحت وكالة الانباؤء الأثيوبية إن مياه نهر «آباي» بدأت التدفق من الممر الاوسط للسد بعد اكتمال مرحلة الملء الثالث لسد النهضة.
وأشارت وكالة الأنباء الأثيوبية إلي أن منسوب ارتفاع سد النهضة في الجانب الأيسر والأيمن بلغ 611 متراً وحيث بلغ ارتفاع منسوب جزء الممر من السد 600 متر فوق سطح البحر.
ودعا رئيس الوزراء الأثيوبي مصر والسودان إلى مواصلة مفاوضات سد النهضة خلال افتتاحية تشغيل التوربين الثاني لسد النهضة لتوليد الطاقة الكهرومائية،مشيرا إلي إنه يجب على السودان ومصر أن تفهم بأن إثيوبيا تعمل لتلبية احتياجاتها من الطاقة الكهربائية وليس لديها نية لإلحاق الضرر بدول المصب وأن التعبئة لتوليد الطاقة الكهرومائية باستخدام التوربينات أثبتت بأن إثيوبيا تعمل بحذر في تحقيق مشروعها مع مراعاة تدفق المياه إلى دول المصب.
كما دعا «آبي أحمد»، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الأثيوبية مصر والسودان لما أسماه بالدخول في مفاوضات لتسوية القضايا ذات الاهتمام المشترك عبر الحوار هو الطريق الأمثل بالنسبة للبلدان مع استمرار بناء سد النهضة، وبلغ إجمالي عملية البناء المدني للمشروع إلى 95 في المائة، بينما بلغت الأعمال الكهربائية 61 في المائة، فإن إجمالي عملية بناء مشروع سد النهضة وصل الآن إلى 83.3٪.
ومن جانبه إتهم الدكتور عباس شراقي الخبير الدولي في الموارد المائية بجامعة القاهرة في تصريحات صحفية لـ«أجري توداي» أثيوبيا بإنتهاك الأتفاقيات الدولية واعلان مبادئ سد النهصة 2015، والبيان الرئاسى لمجلس الأمن 2021، وتوصيات الاتحاد الأفريقى والأعراف الدولية بالتصرفات الآحادية بشأن ملء وتشغيل سد النهضة بدون إتفاق مع دولتي المصب مصر والسودان.
وشدد «شراقي»، علي أن مصر أحتجت رسمياً على القرارات الاثيوبية الأحادية لدى مجلس الأمن عدة مرات آخرها 29 يوليو الماضى أثناء التخزين الثالث، ودعت مجلس الأمن للقيام بمسئولياته للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين فى منطقة حوض النيل التى تهددهما اثيوبيا بالتصرفات غير المسئولة من تخزين أول وثانى وثالث، وتشغيل توربين أول وثانى.
وأوضح الخبير الدولي في المياه، إن هناك مبالغة أثيوبية فى نسب البناء فى سد النهضة حيث أنه الآن عند مستوى 611 م على الجانبين، 600 م على الممر الأوسط، والمفروض أن يصل السد إلى ارتفاع نهائى 650 م، وبالتالى يتبقى خرسانة متوسط 45 م (30% من ارتفاع السد) بطول السد 1800 م، وهذا الجزء المتبقى به تكملة بوابات التوربينات الثلاثة عشر والتى تحتاج إلى تقنية عالية تأخذ وقت كبير وهذا ما ظهر فى التوربينين على مستوى منخفض اخدهما بدأ العمل به فى فبراير الماضى والثانى أمس بعد تعثر تشغيله من قبل، وبالتالى فان اجمالى عملية البناء حوالى 65%.
وأشار «شراقي»، إلي أن ما أعلنته أثيوبيا بإنتهاء التخزين الثالث أمس الأول الخميس 11 أغسطس 2022 يأتي بعد مرور 32 يوم من بداية التخزين فى 11 يوليو الماضى وصل إلى 9 مليار م 3 من مياه الفيضان، باجمالى 17 مليار م3 عند مستوى 600 متر فوق سطح البحر.
وأضاف «شراقي»، إن إجمالي كميات أمطار الهضبة الأثيوبية بلغ خلال شهر يوليو الماضي 7 مليار بالاضافة إلى 5.5 مليار م3 خلال الـ 11 يوم من أغسطس (بمتوسط 500 مليون م3/يوم) فيصبح اجمالى المياه عند سد النهضة من 1 يوليو حتى 11 أغسطس 12.5 مليار م3، بالاضافة الى الـ 6 مليار ليصبح الاجمالى 18.5 مليار م3 .
وأوضح الخبير الدولي في المياه إنه تمر تمرير كميات من مياه الفيضان بلغت حوالى 2.5 مليار متر مكعب من خلال فتحتى التصريف ليتبق 16 مليار م3 أصبحت 17 مليار م3 مع زيادة طفيفة فى متوسط الأمطار هذا العام ليتطابق المخزون الاجمالى 17 مليار م3 عند منسوب 600 متر.
وأشار «شراقي»، إلي أن التخزين الأول 2020 بلغ حوالى 5 مليار م3، والثانى 2021 بلغ 3 مليار م3 باجمالى 8 مليار م3، تم تشغيل التوربين رقم 10 فى 20 فبراير الماضى وعن طريقه تم مرور جزء من المخزون إلا أنه كان ضئيلاً فتم فتح بوابة ثم الاثنين من بوابتى التصريف فى 12 مارس الماضى ومازالتا مفتوحتين حتى الآن بتصريف متوسط 60-70 مليون م3/يوم. ولذلك فقدت البحيرة 2 مليار م3 من التخزين السابق لتصبح 6 مليار م3 بالأضافة إلي 12.5 مليار متر مكعب من المياه خلال الفيضان الحالي.