د نهى عرابي تكتب: السموم الفطرية في الدواجن
– باحث أول – قسم بحوث الفطريات والسموم الفطرية – معهد بحوث الصحة الحيوانية-مركزالبحوث الزراعية
السموم الفطرية في الدواجن
هي مواد كيميائية تفرزها الفطريات في المواد المحيطة بها، وتكمن خطورة هذه السموم في أنها تصيب الطيور بدون ظهور أي أعراض مرضية؛ لذا يُطلق عليها القاتل الصامت. يُعد الأكوراتوكسين والأفلاتوكسين من أبرز أنواع السموم الفطرية التي تصيب الدواجن، وتفرز هذه السموم من بعض الفطريات مثل فطر الاسبرجيللس و الفيوزاريوم.
تشكّل السموم الفطرية في أعلاف الدواجن تهديدًا مستمرًا لتربية الدواجن ، حيث قد تتلوث العديد من مكونات الأعلاف المقدمة في وجبات الدواجن القياسية بسموم فطرية ضارة تبتلعها الطيور ويكون لها عدد من العواقب الخطيرة. ومن أكثر مكونات أعلاف الدواجن تعرضًا للتلوث بالسموم الفطرية الذرة والقمح ومسحوق فول الصويا
تنتج بعض الفطريات سمومًا فطرية في الحقل، بينما تنتج فطريات أخرى سمومًا فطرية في أثناء تخزين الحبوب.
أنواع السموم الفطرية في أعلاف الدواجن:
فيما يلي بيان لأهم أنواع السموم الفطرية في أعلاف الدواجن:
الأفلاتوكسين (Aflatoxin): تُعد الأفلاتوكسين من أكثر السموم الفطرية انتشارًا، وأشدهم ضررًا، وتنتجها بعض أنواع العفن التي تنمو في التربة والنباتات العطبة. تُعرف الأفلاتوكسين B1 بأنها الأكثر سمية، وتجد في أعلاف الدواجن بيئة جيدة للنمو وتكوين السموم.
الفيوزاريوم (Fusarium): يشيع انتشار هذه الفطريات في التربة، وتنتج عدد من السموم، مثل: الديوكسي نيفالينول (Deoxynivalenol)، وسموم T2 وHT2، والزيرالينون (Zearalenone). وترتبط فطريات الفيوزاريوم ببعض الحبوب وتصيبها، مثل: القمح، والشوفان، والذرة.
الأوكراتوكسين (Ochratoxin): تُعد من أشهر السموم الفطرية الملوثة للأغذية، وتلحق الضرر بالحبوب ومنتجاتها. يتكون Ochratoxin A في أثناء تخزين المحاصيل، ويسبب آثار سمية بالغة الخطورة، مثل: سرطان الكلى وتسممها، والتأثير السلبي على نمو الأجنة، وإضعاف جهاز المناعة.
تأثيرات السموم الفطرية في الدواجن
تكون حساسية طيور مزرعة الدواجن للسموم الفطرية متباينة، حيث تعاني الأنواع المختلفة من تأثيرات سمية متنوعة. ويبدو أن البط والأوز والديوك الرومي أكثر حساسيةً للسموم الفطرية مقارنةً بالدواجن والسمان. وتكون الدواجن الصغيرة أكثر حساسيةً لتأثيرات السموم الفطرية.
العوامل التي تزيد من قابلية إصابة الطيور بالسموم الفطرية:
- الطيور التي تعيش في بيئات قاسية، ذات درجات الحرارة المرتفعة أو الرطوبة الشديدة على سبيل المثال.
- سوء التهوية
- ارتفاع الكثافة
- التحديات المتمثلة في أمراض الدواجن، مثل الكوكسيديا والتهاب الأمعاء النخري
المخاطر المصاحبة للإصابة بالسموم الفطرية:
قد تكون تأثيرات السموم الفطرية في تربية الدواجن معقدة للغاية وتتنوع بشكل كبير وفقًا لآليات السمية الخاصة بها المؤثرة في العديد من الأعضاء، والتي قد تؤدي إلى نفوق الحيوانات في حالة ارتفاع مستويات التلوث. عندما تجتمع السموم الفطرية في الأعلاف في وقت واحد، فقد يكون لها تأثير تآزري أو مضاف.
حتى عندما تكون مستويات السموم الفطرية منخفضة في الأعلاف في أثناء الفترة الحساسة لدورة الإنتاج أو عند التعرض لها لفترات طويلة، فإنها يمكن أن تتسبب في إضعاف جهاز المناعة، ما يؤدي إلى الإصابة بحالات تثبيط مناعي. تعرف سموم الأفلاتوكسين والأوكراتوكسين والتريكوتيسينات والفومونيسينات بأنها تحفز التأثيرات المثبطة للمناعة في الدواجن، ما يجعلها أكثر عرضةً للإصابة.
من المعروف أن الأفلاتوكسين له تأثير سمي في الكبد في الدواجن كما له تأثير مسرطن في الكبد في الحيوانات التي تتعرض له. تظهر الآفات المرضية الأكثر شيوعًا المرتبطة بالأفلاتوكسين لدى الدواجن في الكبد والأجهزة اللمفاوية ، وهو عادةً ما يحدث بعد فترة من التعرض المتواصل. وفي حالات التسمم الحادة ودون الحادة بالأفلاتوكسين، يظهر الكبد متضخمًا ولونه أصفر شاحبًا وهشًا، وعادةً ما تتضخم المرارة أيضًا وتمتلئ بالعصارة الصفراء.
ضعف المناعة عند التعرض لمستويات منخفضة من التلوث بالسموم الفطرية
تلعب المواد السامة المؤثرة في المناعة مثل السموم الفطرية دورًا خفيًا في فشل اللقاحات المخصصة لتحفيز الاستجابة المناعية الملائمة، حيث تؤدي الى انخفاض في الإستجابة إلى اللقاحات والأدوية المضادة للفطريات. كما يزيدمن التعرض لمسببات الأمراض العادية في المزرعة ممّ يؤدّي إلى زيادة حدّة الأمراض وزيادة معدّلات النفوق
تأثير االسموم الفطرية على القناة الهضمية في الدواجن:
- انخفاض في السلامة المعوية ممّ يؤدّي إلى زيادة نفاذية جدار الأمعاءما يؤدّي بالتالي إلى زيادة انتقال البكتيريا إلى الجسم، مثل الإشريكية القولونية أو السالمونيلا
- انخفاض في فعالية ناقلات المغذيات ممّا يتسبّب في سوء امتصاص المغذيات
زيادة احتمالية الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي مثل التهاب م الأمعاء النخري والإسهال.
أعراض السموم الفطرية في الدواجن
- تسبب السموم الفطرية في الدواجن عديد من الأعراض الصحية الخطيرة، ومن أهمها: انخفاض معدل الخصوبة في الأمهات ، تراجع إنتاج البيض، تضخم الكبد واحتقانه، ضمور غدة فابريشيوس (Bursa of Fabricius)؛ مما يؤدي إلى نقص مناعة الطائر، الإصابة بالفشل الكلوي، وجود أنزفة دموية في أعضاء جسم الطائر الداخلية، فقدان الشهية، انخفاض أوزان الطيور و الالسهال الشديد و ارتفاع معدل النفوق.
مضادات السموم الفطرية في الدواجن:
- مضادات السموم العضوية
هي عبارة عن مجموعة من الأحماض العضوية، مثل: حمض الاستيك، وحمض البروبيونيك، وحمض التتيرك، وحمض الستريك. تعمل هذه الأحماض على تحويل السموم إلى مواد غير سامة، ومن ثم تطردها الكلى خارج الجسم.
مضادات السموم البيولوجية في الدواجن
تستخرج مضادات السموم البيولوجية من خلايا البكتيريا الحية، أو البيتا جلوكان، أو منان أوليجو ساكريد، وتعمل هذه المواد على امتصاص السموم وطردها خارج الجسم.
طرق الوقاية من السموم الفطرية في الدواجن
- لا بد من أخذ الحيطة والحذر في أثناء عملية تخزين الحبوب والأعلاف
- انتقاء الأنواع المقاومة للفطريات، واتباع شروط التخزين بدقة وعناية
- الحرص على نظافة أماكن تواجد العلف ومساقي المياه
- تجنب تعرض الحبوب للرطوبة في أثناء نقلها وتخزينها.
- تخزين الأعلاف والحبوب على النحو الملائم بعيدًا عن حرارة الشمس والأماكن الرطبة
- استخدام مضادات السموم الفطرية في أثناء تركيب العليقة للدواجن، واستخدامها بشكل دوري.