نظمت لجنة مبيدات الآفات الزراعية ورشتي عمل بالتعاون مع مختبرات سانديا الوطنية الأمريكية (SNL) وبرنامج الأمان الكيميائي والبيولوجي العالمي (CRDF) بهدف تعزيز أمن وأمان المبيدات ومنشآت إنتاج وتخزين وتداول المبيدات برعاية السيد القصير وزير الزراعة بحضور خبراء المبيدات في وزارة الزراعة والجامعات المصرية وعدد من ممثلي مصانع المبيدات المحلية والشركات المستوردة للمبيدات وذلك بإشراف الدكتور مصطفي عبدالستار نائب أمين لجنة مبيدات الآفات الزراعية.
وافتتح الدكتور محمد عبد المجيد رئيس لجنة مبيدات الآفات الزراعية ورشة العمل الأولى خلال الفترة من 15-18 أغسطس 2022 تحت عنوان “تقييم عوامل الضعف في أمن وأمان منشآت المبيدات”، موضحا أن برنامج التعاون المشترك مع معامل سانديا الأمريكية يهدف الى تنمية كادر من المهنيين والمتخصصين في السلامة والأمان في إنتاج وتداول المبيدات من أعضاء لجنة مبيدات الآفات الزراعية والمعمل المركزي للمبيدات والشركات الصناعية العاملة في مجال تصنيع وتجهيز وتعبئة المبيدات ومنها شركات كورتيفا وباير وجمعية كروب لايف لحماية المحاصيل.
وقال «عبدالمجيد»، في كلمته خلال أعمال ورشة العمل ان مصر تضع ضمن أولوياتها في مجال إدارة المبيدات توطين صناعة المبيدات في مصر وفقا للمعايير الدولية التي تضمن تحقيق الامن داخل المنشات الصناعية من جانب وتضمن آمان وفاعلية المبيدات وكفاءتها في مكافحة الآفات، مشيرا إلي ان عملية توطين صناعة المبيدات في مصر تستهدف تلبية إحتياجات المساحة المحصولية المنزرعة في مصر والتي تتجاوز 18 مليون فدان علي موسمين زراعيين وتحتل مصر مراكز متقدمة عالميا في مجال الصادرات الزراعية خاصة في صادرات الموالح والبطاطس والبصل والعنب والفراولة.
وأشار رئيس لجنة المبيدات إلي أهمية مصر في التجارة الدولية للمبيدات خاصة في منطقة القارة الأفريقية التي يصل حجم تجارة المبيدات بها لأكثر من 4 مليارات دولار يتم إستهلاك أغلبها في مناطقة شمال افريقيا وهو ما يستجوب دفعة قوية من الدول المتقدمة في مجال صناعة المبيدات لنقل خبراتها إلي مصر في هذه الصناعة الحيوية، لحماية الأمن الغذائي لدول القارة مشيرا إلي أهمية التعاون بين لجنة المبيدات وهيئة حماية البيئة الأمريكية في مجال التداول الآمن للمبيدات.
ولفت «عبدالمجيد»، إلي نجاح مصر في تحقيق الإستقرار في كميات الإستهلاك من المبيدات والتي تصل إلي 10 الآف طن من المواد الفعالة، وتنوع مصادر إستيراد المبيدات من مختلف دول العالم والتي تتوزع ما بين الإستيراد من الصين أو الهند أو المانيا وسويسرا، موضحا أن ذلك يعني قدرة مصر ونجاحها في ترشيد إستهلاك المبيدات للحفاظ علي الصحة العامة والبيئة والإستفادة من التطور التكنولوجي في مجال صناعة المبيدات حيث أصحبت المواد الفعالة أكثر كفاءة مما يقلل من إستخدام المبيدات وترشيد إستهلاكه علي المحاصيل.
ونبه رئيس لجنة المبيدات إلي أن مصر لديها نظام قوي عالميا في الرقابة علي المبيدات من خلال حملات التوعية المستمرة للإستخدام الآمن والمسؤول للمبيدات والشفافية في التعامل مع هذا الملف من خلال إصدار كتاب سنوي حول التوصيات الفنية لإستخدام المبيدات علي مختلف أنواع المحاصيل.
وكشف «عبدالمجيد»، عن نجاح مصر في التخلص من رواكد المبيدات التزام الشركات المستوردة للمبيدات بالتخلص من المبيدات المنتهية الصلاحية علي حسابها وتم وضعها في الموافقـات الإستيرادية للشركات بالإضافة إلي التخلص من مبيدات الملوثات العضوية الثابته عالية الخطورة الـ POPs»» والمحظورة عالمية ,والتي تضم 16 مركبا من المبيدات الخطرة ذات الخطورة علي الموارد الأرضية والمائية مثل مبيدات اللاندين بإجمالي 200 طنا ومبيدات الـ «DDT» وأشباه هذه المبيدات، مؤكدا أن مصر خالية من المبيدات الأكثر خطورة من الملوثات الثابته وتخطط لكي تكون من الدول الخالية تماما من المبيدات الخطرة ذات البطاقة الحمراء بحلول 2025 وإحلال مبيدات البطاقة الخضراء الأقل سمية من المبيدات ذات البطاقة الحمراء .
ومن جانبه شدد الدكتور مصطفي عبدالستار نائب أمين لجنة المبيدات، علي أهمية زيادة الوعي المعرفي عن كيفية تقدير وإدارة المخاطر المحتملة للمبيدات واستقدام الخبراء للتعريف بأحدث الطرق المستخدمة في هذا المجال، واتخاذ السياسات اللازمة لتحقيق الأمان والسلامة على المستوى المحلي بمشاركة الخبرات الوطنية مع الشركاء الدوليين.
وأضاف نائب أمين لجنة المبيدات إن مصر حريصة علي أن تكون الأولوية في إدارة المبيدات لعامل الآمان والفاعلية، موضحا أن ورشة العمل الأولى تضمنت زيارة ميدانية لمصنع مبيدات محلي (ستاركيم لتصنيع الكيماويات) بهدف تحديد المستوى المعرفي لدى المنشآت ذات العلاقة بالمبيدات بكيفية إدارة المخاطر المحتملة عن صناعة المبيدات أثناء التصنيع أو التخزين، والتأكد من تطبيق قواعد الأمن داخل مصانع المبيدات كأحد إجراءات الأمان في مختلف مصانع المبيدات.
وأوضح «عبدالستار»، إن الإدارة الآمنة والسليمة للمواد الكيماوية وعلى الأخص مبيدات الآفات الزراعية والتوزيع الآمن والمسئول لها من أهم المحاور التي تسعى لجنة مبيدات الآفات الزراعية لتحقيقها في الآونة الأخيرة .
ولفت نائب أمين لجنة المبيدات إلي أهمية الإدارة الجيدة لهذه المنتجات من خلال الرقابة على مبيدات الآفات الزراعية وتدريب أصحاب المصلحة على استخدام نظام التصنيف العالمي (GHS) وتقييم جوانب الضعف وتخفيف المخاطر، مشيرا إلي إنه تم التنسيق بين لجنة المبيدات ومعامل سانديا الأمريكية لعقد ورشة العمل الثانية خلال الفترة من 21-22 أغسطس الجاري ضمن برنامج التعاون المشترك بين الجانبين بمشاركة كبار مسئولي مصانع المبيدات المحلية وممثلي الشركات العالمية ووزارة البيئة ومركز تحديث الصناعة وحضور اللواء هشام الحصري رئيس لجنة الزراعة والري بمجلس النواب والمهندس عبدالسلام الجبلي رئيس لجنة الزراعة والري في مجلس الشيوخ والدكتور محمد صالح امين لجنة المبيدات والدكتورة هند عبداللاه مدير المعمل المركزي للمبيدات، وعدد من الخبراء الأمريكيين منهم د ألسون تولبرت ونيكول روتنبرج من برنامج الأمن الكيميائي، والدكتورة ميرفت عبدالحق وأندرو نيلسون ومارك وينجارد من معامل سانديا الوطنية الأمريكية وممثلي الهيئات الدولية الأُخرى بهدف تقوية وتعزيز معايير وسياسات وإجراءات أمن وأمان المبيدات في مصر.
ومن جانبها قالت الدكتورة سلوى عبد الله أستاذ السمية بالمعمل المركزي للمبيدات ونقطة الاتصال الوطنية بين لجنة مبيدات الآفات الزراعية ومعامل سانديا الوطنية الأمريكية أن عقد مثل هذه الورش التفاعلية التي تمتد لعدة أيام متتالية مع الخبراء الدوليين في حضور أصحاب المصلحة ومتخذي القرار والتدريب على أفضل الممارسات في مجال الأمان والأمن الكيميائي والتعريف بمعايير السلامة الكيميائية ومنهجيات إدارة المخاطر.
وشددت «عبدالله»، علي أهمية رفع الوعي بشأن المخاطر الكيميائية وتحديد جوانب الضعف أثناء نقل وتوزيع وتخزين وتداول المبيدات بصفة عامة، والعمل على تنفيذ جميع هذه المراحل بصورة آمنة، مشيرا إلي أن فعاليات ورشتي العمل هي خطوة على الطريق نحو تعزيز وتطوير صناعة مبيدات الآفات الزراعية في مصر لتكون أحد الركائز الأساسية لتوفير غذاء آمن للمصريين، ودعم الصادارت الزراعية المصرية من الحاصلات الزراعية ومستلزمات الإنتاج الزراعي كأحد المصادر الهامة للدخل القومي المصري.