الأخبارالانتاجبحوث ومنظمات

د مريم بدير تكتب: التنمية المستدامة والبحث العلمي وتطبيقات البحوث

طبيب بيطري – معهد صحة الحيوان – مركز البحوث الزراعية -مصر

البحث العلمي هو البوابة الرئيسية لتنمية أي مجتمع، فليس من المنطق ان نتكلم عن التنمية غافلين دور البحث العلمي كأساس لانطلاق مشاريع التنمية المختلفة. فلابد من استخدام المنهج العلمي وتسخيره للتعامل مع كافة مشكلات الحياة وذلك لمواكبة الثورة العلمية والتكنولوجية الحديثة وتجنب التحديات التي تعرقل تنمية المجتمعات.

والحقيقة أن البحث العلمي يحتاج إلى إنفاق هائل ووعي بأهميته واستيعاب انه مهما بلغ الانفاق عليه سيعود بالنفع على المجتمع. ونلاحظ أن كل الدول المتقدمة والناجحة اعتمدت على البحث العلمي في كل خططها التنموية.

ويظل بناء العنصر البشري هو الاساس لبناء نهضة مجتمعية شاملة ولابد من بناء قدراته وتشجيعه على التطوير الذاتي لغرس روح الابداع والابتكار لديه.

فلابد من الاهتمام بالمؤسسات التعليمية وإعادة هيكلة التعليم ودعم البحث العلمي وتشجيع الابتكار وذلك لمواكبة التطور التكنولوجي السريع.

ومن هنا كانت توجيهات قيادتنا السياسية الحكيمة بتوجيه البحث العلمي لخدمة اهداف التنمية المستدامة وربط البحث العلمي بالصناعة وتوجيه الأبحاث العلمية لخدمة المجتمع وحل المشاكل والتحديات التي تواجه النمو الاقتصادي.

وهذا بدوره يعكس أحد المقاصد الأساسية من الهدف التاسع للتنمية المستدامة وهو “الصناعة والابتكار والهياكل الأساسية” والذي يهدف الي تعزيز البحث العلمي وتحسين القدرات التكنولوجية في القطاعات الصناعية في جميع البلدان، ولا سيما البلدان النامية، وتشجيع الابتكار والزيادة بنسبة كبيرة في عدد العاملين في مجال البحث والتطوير، وزيادة إنفاق القطاعين العام والخاص على البحث والتطوير.

ومن أحد توجهات الدولة بخصوص البحث العلمي هو تحويل المخرجات البحثية الي منتجات قابلة للتصنيع بالتعاون مع جهات الصناعة وانعكس هذا بدوره على كثير من الباحثين وطريقة التفكير في الأبحاث العلمية المستقبلية.

واني لاعتز بانتمائي الحالي لمعهد بحوث الصحة الحيوانية ولمست المجهود المبذول من إدارة المعهد الرشيدة و علي راسها ا.د.ممتاز شاهين مدير المعهد و علمائنا و اساتذتنا الافاضل و كل العاملين بالمعهد من اجل دمج البحث العلمي و تطبيقه بما يعود بالنفع علي المجتمع.

وعلى المستوي الشخصي فان تفكيري في البحث الخاص بي في الوقت الحالي هو كيفية الوصول لرسالة بحثية تخدم المجتمع تحت اشراف ومساعدة اساتذتي الافاضل من كلية الطب البيطري جامعة القاهرة ومعهد بحوث الصحة الحيوانية عن أحد الامراض المشتركة بين الانسان والحيوان والتي تسبب خسائر كبيرة في الاقتصاد الحيواني عند التأخر في اكتشافها وتشخيصها وكذلك فهي قد تنتقل للإنسان مسببة مشاكل صحية وخيمة.

ويتواجد بمعهد بحوث الصحة الحيوانية محرقة صديقة للبيئة للتخلص الآمن من المخلفات الخطرة وهذا بدوره يدعم الهدف الثالث عشر” التغير المناخي” حيث تعمل على الحفاظ على البيئة من التلوث وكذلك الهدف الثالث “الصحة الجيدة والرفاه” حيث يضمن عدم تعرض أي شخص لأي ميكروبات خطرة تؤثر على صحته بالسلب وأيضا الهدف الخامس عشر “الحياة على البر” حيث يضمن عدم تعرض أي من الحيوانات او الطيور لأي مصدر من المصادر البيولوجية الخطرة المستخدمة.

ومن هنا نجد ان جميع اهداف التنمية المستدامة السبعة عشر متداخلة ومتكاملة ويؤثر كل منها على الاخر سواء بصورة مباشرة او غير مباشرة.

وكذلك يوجد في معهد بحوث الصحة الحيوانية مركز حيوانات التجارب مستوي آمان حيوي ثالث أحدث التقنيات للتخلص من الميكروبات والمخلفات الخطرة مثل الاوتوكلاف ثنائي الباب وذلك باستخدام بخار ساخن مع ضغط عالي وباتباع طرق الأمان الحيوي الصحيحة للحفاظ على صحة الانسان والحيوان والبيئة.

وبالإضافة الي ما سبق يقوم معهد بحوث الصحة الحيوانية بالدقي والمعاهد الفرعية بمختلف المحافظات بعمل ندوات توعوية مختلفة بالتعاون مع مديريات الطب البيطري في شتي المحافظات في عدة موضوعات مهمة مثل:

  • التربية الأمانة والصحية للطيور وطرق الوقاية من انفلونزا الطيور.
  • تشكيل لجان لتقصي وسحب عينات الحمي القلاعية من الحيوانات المشتبه فيها بالتعاون مع مديريات الطب البيطري وكذلك ندوات تعريفية عن مرض الحمي القلاعية والتعريف بدور المعهد والخدمات والفحوصات التي يقدمها المعهد.
  • السموم الفطرية وخطورتها على صحة الانسان والحيوان ودور المعهد في هذا المجال.

في النهاية كما ذكرت سابقا ان البحث العلمي يحتاج إلى إنفاق هائل ووعي بأهميته واهمية دور الباحثين وعلمائنا الافاضل في تنمية المجتمع علي أساس علمي ولا نستطيع ان ننكر ان الدولة في صدد القاء الضوء علي الأبحاث العلمية و مساعدة السادة الباحثين والعلماء الافاضل وتشجيعهم سواء من خلال بعض المشاريع الممولة من هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار وكذلك بنك المعرفة المصري وغيرها من المشاريع المهمة القائمة علي أساس و فكر علمي  وكذلك  سواعد علمية مميزة ولكن هذا وحده غير كافي للنهوض بالبحث العلمي فقد يكون هذا هو الوقت المناسب لتعاون شركاء التنمية المستدامة من القطاع الخاص و المجتمع المدني مع الحكومة من اجل دعم و تمويل البحث العلمي فهناك كثير من الأفكار البحثية التي تؤد منذ البداية و ذلك لحسابات و قيود مادية تقيد فكر كثير من الباحثين.

وعلينا ان نثق جميعا أن مصر تعيد نهضتها من جديد باستراتيجيات حكيمة وقيادات سياسية مستنيرة ومتميزة ولن تتحقق هذه النهضة الا بتكاتفنا وحرص كلا منا في مجاله علي ربط اهداف التنمية المستدامة بتقدمه وتميزه من اجله ومن اجل تقدم ونهضة بلدنا العزيزة مصر.

 

زر الذهاب إلى الأعلى