الأخبارالانتاجحوارات و مقالاتمصر

د عبدالسلام منشاوي يكتب: نصائح مختصرة لرفع الكفاءة الإنتاجية لمحصول القمح

رئيس بحوث متفرغ – قسم بحوث القمح – معهد بحوث المحاصيل الحقلية – مركز البحوث الزراعية – مصر

 من المعلوم للجميع أن الزراعة حاليا أصبحت مكلفة جداً، نظراً لارتفاع أسعار المستلزمات الزراعية وزيادة سعر الأرض. وعلينا أن نتعامل مع الزراعة من خلال إدارة المحصول إدارة جيدة تحقق جدوى اقتصادية بتقليل النفقات بأقصى درجة ممكنة دون التأثير السلبي على الإنتاجية. إن ما سبق يحقق مفهوم الكفاءة الإنتاجية والتي هي الاستغلال الأمثل للموارد الزراعية للحصول على أعلى محصول اقتصادي ممكن تحت ظروف المنطقة مع المحافظة على الموارد الطبيعية لضمان الاستدامة. ولا يحدث ذلك إلا من خلال الالتزام بحزمة التوصيات الفنية لزراعة القمح بعد التوكل على الله ثم تطبيق تلك التوصيات على الوجه الصحيح.

وللأسف قد نرى بعض إخواننا المزارعين يؤدي العملية الزراعية وكل همه أن ينتهي منها بأي شكل بغض النظر عن الوقت والكيفية التي يجب أن تؤدى بها تلك العملية، وبالتالي تكون النتيجة في النهاية غير مرضية. لذلك يجب علينا أن نحرص دائماعلى تنفيذ العملية صح، أي في الوقت المناسب وبالكمية المناسبة وبالكيفية المناسبة.

أخي المزارع علينا أن نعلم أن:

  • القمح أسهل محصول في الزراعة بشرط التعامل الصحيح مع العمليات الزراعية.
  • القمح أقل المحاصيل مشاكل خصوصا مع الالتزام بالسياسة الصنفية والتوصيات الفنية.
  • القمح من المحاصيل التي تعطي عائد مادي جيد إذا أحسنت إدارة المدخلات.

 

وفيما يلي مختصر لأهم التوصيات الفنية التي تساعد في رفع الكفاءة الإنتاجية لمحصول القمح إن شاء الله تعالى.

1- اختيار الصنف المناسب لزراعة القمح:

احرص إذا كنت من مزارعي الوجه البحري وحتى محافظة الجيزة أن تزرع أحد أصناف قمح الخبز الآتية أينما كنت وهي:- جيزة 171، سدس14، سخا 95، مصر3، مصر4. أما إذا كنت في منطقة الفيوم ومصر الوسطي (بني سويف والمنيا) فيجب أن تزرع نفس الأصناف السابقة بالإضافة إلى الصنف مصر1 من أصناف قمح الخبز وأصناف قمح المكرونة بني سويف 5 وبني سويف 7. أما مناطق الوجه القبلي من اسيوط متجهاً جنوباً يجب أن تزرع أي من أصناف قمح الخبز أو المكرونة السابقة بالإضافة إلى أحد أصناف قمح الخبز جميزة 11 ، سدس 12.

2- ميعاد زراعة القمح:

التزم بميعاد الزراعة المحدد للوجه البحري خلال الفترة من15-30 نوفمبر وفى الوجه القبلي من 10-25 نوفمبر وممكن أن يمتد ميعاد الزراعة حتى 5 ديسمبر دون حدوث نقص ملحوظ في الإنتاجية.

3- إعداد الأرض لزراعة القمح:

اعلم أن الإعداد الجيد للتربة مهم جدا حيث يعمل على وجود بناء تربة جيد ويساعد البادرات على الخروج سريعا، كما يساعد على إضافة الأسمدة للتربة والتي يحتاجها النبات، ويساهم في تشكيل الأرض بصوره تسمح بإضافة وصرف ماء الري بكفاءة .

4- طرق زراعة القمح ومعدل التقاوي:

أنتبه أن هناك الكثير من الطرق التي يتبعها المزارع في الزراعة وبعض هذه الطرق ناجحة وبعضها لها سلبيات ويترتب عليها مشاكل، واهم طرق الزراعة هي:

أ- الزراعة العفير:

وهى الطريقة الأكثر انتشارا وتتم بزراعة بذرة جافة في أرض جافة، ويشترط أن تكون الأرض مستوية وغير موبوءة بالحشائش ومنها:-

1-الزراعة عفير علي مصاطب، وفيها يتم زراعة القمح علي مصاطب بعرض 120 سم. ولها مميزات عديدة منها توفير المياه والتقاوي وزيادة المحصول ويستخدم فيها معدل التقاوي 35 كيلو للفدان.

2- الزراعة عفير تسطير، حيث يتم استعمال السطارة، وتحتاج إلى مهد بذره ناعم ويجب معايرة  السطارة جيدا وضبط المسافات بين السطور وعمق الزراعة ويستخدم فيها معدل التقاوي 50 كيلو للفدان.

3- عفير بدار، وهى الطريقة الأكثر شيوعاً في مصر وفيها تبذر التقاوي يدويا بانتظام على الحقل بعد خدمة الأرض ويجب أن يتم تغطية البذور قبل الري وذلك بالتزحيف ويستخدم فيها معدل التقاوي 60 كيلو للفدان. ويراعى ضرورة أن يتم تقسيم الأرض إلى أحواض بعد التسطير في حالة الزراعة بالسطارة أو بعد التزحيف في حالة الزراعة عفير بدار لتسهيل عملية الري والصرف.

ب – طريقة الزراعة الحراتى: هي زراعة التقاوي في أرض مستحرثة ولا ينصح باستعمال هذه الطريقة إلا في حالة الأرض الموبوءة بالحشائش ولا ينصح  بها في الأرض الملحية ويستخدم فيها معدل التقاوي 70 كيلو للفدان.

ويراعى أنه في حالة الأصناف غزيرة التفريع مثل الصنف سخا95 يجب خفض معدل التقاوي بـ10كجم لكل معدل تقاوي مذكور سابقا وحسب كل طريقة زراعة.

5-الرى:

اعتني برى وصرف القمح خلال موسم نمو المحصول، حيث أن معظم مشاكل القمح في الأراضي القديمة تتعلق بزيادة مياه الري مع سوء الصرف. ويجب العناية برى وصرف القمح جيدا وخصوصا ريه الزراعة، حيث يجب أن تكون ريه الزراعة على الحامي ويتم صرف الأرض مباشرة بعد تمام الري بشرط أن تكون تمت عملية تغطية البذور بالتزحبف. ويجب تجنب تعرض النبات إلى تعطيش أو تغريق، وعموما يوصى برى القمح من 4-5 ريات حسب حسب نوع التربة والظروف الجوية.

6-التسميد:

اعرف أن القمح يحتاج للعديد من العناصر الغذائية لتحقيق أفضل نمو وبصفة خاصة العناصر الكبرى ومنها النتروجين والفسفور والبوتاسيوم(NPK). من الممكن إضافة الأسمدة العضوية إذا كانت متاحة بشرط أن يكون السماد قديماً ومتحلل جيداً ويضاف بمعدل 20 م3 / فدان. السماد الفوسفاتى  يضاف بمعدل 100 كجم سماد سوبر فوسفات أحادي ويضاف نثراً اثناء خدمة الارض. والسماد الفوسفاتي المحبب أفضل من الناعم ويضاف بمعدل شيكارة للفدان في حالة توفر سوبر فوسفات تربل.

السماد النيتروجينى :-

يضاف السماد النيتروجينى بمعدل 75 كجم نيتروجين للفدان وذلك يعادل:- 163 كجم سماد يوريا (46% أزوت) أو 224 كجم نترات نشادر(33.5% آزوت) أو 364 كجم سلفات نشادر(20.6% أزوت) ويوصى بإضافة السماد الآزوتى على ثلاث دفعات.

الدفعة الأولى وتسمى جرعة تنشيطية وتضاف قبل ريه الزراعة مباشرة بمعدل20%.  والدفعة الثانية بمعدل40% وتضاف قبل ريه المحاياة مباشرة  والدفعة الثالثة 40% وتضاف قبل الرية الثانية مباشرة. إضافة السماد في ميعاد غير مناسب يؤدى إلى عدم تحقيق الاستفادة المثلى من السماد.

حدوث الغرق نتيجة لسقوط الأمطار الغزيرة والتغريق في الري مع الصرف الرديء بأرض ثقيلة القوام يعمل على تقليل كفاءة امتصاص السماد بدرجة كبيرة جدا. ليس المهم في التسميد الكمية فحسب بل الأهم من ذلك متى وكيف يضاف السماد. فلابد من إضافة السماد قبل الري مباشرة ولا ينصح أطلاقا بإضافته بعد الري ويجب أن تتم الإضافة حسب الميعاد الموصي به والذي يحقق أقصى استفادة.

7-الرقاد في القمح:

كن على حذر لان الرقاد يؤدى إلى خسارة كبيرة للمحصول حيث يدمر البناء السليم  ويكون عرضة للعفن والحشرات وقد تصل الخسارة إلى 60% حسب الوقت الذي يحدث فيه الرقاد وزاوية ميل النبات . ويرجع سبب الرقاد إلى الكثافة العالية نتيجة معدل التقاوي المرتفع وزيادة معدل التسميد والري وقت هبوب الرياح.

8- مكافحة الحشائش في القمح:

تجنب وجود الحشائش فهي تنافس نباتات القمح على الضوء والعناصر الغذائية والماء وعلى مساحة النمو للجذور. يتم إتباع الزراعة الحراثي في حالة الأرض الموبوءة بالحشائش. وينصح باستخدام مبيدات الحشائش في الميعاد المناسب للمكافحة وحسب تخصصها سواء العريضة أو الرفيعة أو التي تكافح النوعين معاً والموصي بها من قبل وزارة الزراعة حسب التعليمات الموجودة بالنشرة الإرشادية.

9- أمراض القمح:

كن على علم أن محصول القمح في مصر يتعرض للمهاجمة من العديد من الكائنات الممرضة التي تسبب خسائر كثيرة لمنتجي القمح. ويعتبر الصدأ الاصفر في مصر من أخطر أمراض الأصداء والتي قد تسبب خسائر كبيرة. وتقاوم أمراض الأصداء بصورة عامة باستنباط أصناف مقاومة وهي أفضل أنواع المقاومة حيث لا يمثل عبئا اقتصاديا على المنتج ولا يسبب أضرارا للبيئة وصحة الإنسان. والمشكلة الأساسية أن المسبب المرضي لأمراض الأصداء غير متحكم فيه حيث أنه محمول مع الرياح وليس هناك مقاومة مطلقة وثابتة لأي صنف مهما كان ولكنها متغيرة.

والخطوة الهامة هي الالتزام بالسياسة الصنفية لأصناف القمح على المناطق الجغرافية والتي توضع من قبل قسم بحوث القمح حيث تراعي كل الاعتبارات بالنسبة للإصابة بالأمراض. وفي حالة التأكد من حدوث الإصابة بمرض الصدأ الأصفر يجب أجراء الرش العلاجي مباشرة بأحد المبيدات الموصي بها مع اتباع كافة التعليمات الخاصة بالمبيد وبعملية الرش. لا ينصح بأجراء الرش الوقائي قبل حدوث الإصابة حيث أن المبيدات الموجودة مبيدات علاجية وليست وقائية والمرض بظهر في مواسم متفرقة.

أن الالتزام بالتوصيات السابقة سوف يحقق أعلى إنتاجية بفضل الله ويعظم الاستفادة من مستلزمات الزراعة ويحقق مفهوم الكفاءة الإنتاجية مما يؤدي إلى زيادة دخل المزارع وزيادة الناتج على المستوى القومي ويساهم في تقليل كميات القمح المستوردة من الخارج.  انهي توصياتي سائلا الله عز وجل أن يجعل الموسم القادم موسم خير ونماء لكافة المزارعين ولمصرنا الحبيبة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى