الأخبارانتاج حيواني وداجنيبحوث ومنظماتحوارات و مقالات

د منيرة بسيوني تكتب: التغيرات المناخية والإنتاج الحيوانى والألبان                  

باحث أول – معهد بحوث الإنتاج الحيوانى –  مركز البحوث الزراعية  – مصر                 

التغيرات المناخية من أخطر  الظواهر وأحد الملفات الهامة التي تهدد كوكب الأرض، وهي من قضايا العصر التي تحوز علي إهتمام دولي ومحلي وعلمي،  فهى مشكلة تهدد القطاع الزراعى بشقيه النباتى والحيوانى والذى يشكل عصب الإقتصاد القومى.

يمثل الإنتاج الحيوانى بصفة خاصة جانبا رئيسيا من الغذاء البشرى لأكثر من مليار شخص حول العالم كما أن نواتجه يتم الإستفادة منها فى زيادة خصوبة الأراضى الزراعية بالإضافة إلى أنه يعتبر مصدر دخل لصغار مربى الماشية فى مصر ويساهم فى الناتج المحلى بالكثير من الدول النامية.

وهناك عاملان رئيسيان يؤثران على الإنتاج ، العامل الوراثى والذى يشكل 30% و70% المتبقية تتمثل فى مجموعة العوامل البيئية ومنها درجة الحرارة والرطوبة النسبية والرياح والأمطار وغيرها.

تعرض الحيوان للإجهاد الحرارى الناتج عن إرتفاع درجات الحرارة لمدة طويلة أو قصيرة يؤثر سلبا على صحة الحيوان ونشاطه الإنتاجى حيث يؤدى إلى حدوث تغيرات فسيولوجية للحيوان للتكيف مع التغيرات المناخية.

لماذا تشكل التغيرات المناخية أهمية للإنتاج الحيواني؟

بسبب إرتفاع درجات الحرارة الناتج عن ظاهرة الإحتباس الحراري والتغيرات المناخية، يحاول الحيوان جاهدا الإحتفاظ بدرجة حرارة جسمه ثابتة فتتغير عاداته السلوكية ويفقد شهيته فيقلل من كمية الأعلاف التى يتناولها ويزيد من كمية الماء التى يشربها  حيث أن إنخفاض المأكول من الغذاء يؤدى إلى إنخفاض مستوى الصوديوم والبوتاسيوم والماغنسيوم المأكول مما يخل بعملية تبادل السوائل في الجسم وينعكس على إنتاج اللبن بالسلب ويقل أيضا إفراز الغدة الدرقية.

مما يسبب خفض معدل التمثيل الغذائى فى الجسم وبالتالى ينخفض إنتاج الحليب ولا يقتصر ذلك على الكمية فقط ولكن على جودة الحليب أيضا مما يؤدى إلى إرتفاع أسعار الحليب وإتساع الفجوة الغذائية وبالتالى اللجوء إلى الإستيراد ويترتب على ذلك خسائر إقتصادية.

مشروعات بحثية للتكيف مع التغيرات المناخية

لذلك تبذل الدولة قصارى جهدها فى وضع حلول عملية لتقليل تلك الخسائر والحد من الآثار السلبية لتلك التغيرات المناخية حيث وضعت إستراتيجية تستهدف بها المربين والمزارعين وتشتمل على نظم التغذية والرعاية للحيوان والإستغلال الأمثل للنواتج من اللحوم والألبان وكذلك نظم إدارة مخلفات الماشية .

أطلقت الدولة مؤخرا عدة مشاريع لتطوير الريف المصرى مثل مشروع حياة كريمة ومشروع البتلو وأيضا مراكز تجميع الألبان وغيرها من المشاريع لتحسين المستوى المعيشى للمزارعين ، كما وفرت قوافل بيطرية للكشف على الحيوان وتقديم التحصينات اللازمة ضد الأمراض المعدية ، كذلك الإهتمام بعمل حملات إرشادية للمربين لإنتخاب أفضل السلالات التى تتحمل التغيرات المناخية وكذلك طرق التغذية السليمة للحيوان

وعلى الصعيد العالمى فقد نشرت لجنة تغير المناخ The Climate Change Committee (CCC)   وهى الهيئة العامة المستقلة المعينة قانونا فى المملكة المتحدة مؤخرا مجموعة من الأهداف للتحول نحو أنظمة غذائية أكثر استدامة وكانت أهم أهدافها هو خفض إستهلاك اللحوم والألبان بنسبة 20% بحلول عام 2030 والإرتفاع إلى 35% بحلول عام 2050 وذلك من خلال زيادة البدائل النباتية التى نعتبرها حليبا نباتيا.

 

زر الذهاب إلى الأعلى