د تامر الفقي يكتب: الأجسام المضادة النانوية كبديل للمضادات الحيويه التقليديه
معهد بحوث الصحه الحيوانيه – المنصوره – مركز البحوث الزراعية – مصر
ان الحاجة الماسة الى ايجاد مضادات حيوية جديدة لها القدرة على التصدي للانتشار المتزايد للميكروبات التي تتميز بمقاومة مفعول الادوية التقليدية هو ما حمل الباحثين الى دراسة الاجسام المضادة لدى الإبل وجهازها المناعي حيث ان الدراسات الحديثه تبين ان طبيعة الاجسام المضادة للأمراض الموجودة في الجهاز المناعي للابل تتميز بصغر حجمها مقارنة بحجم تلك الاجسام لدى الانسان وباقي الحيوانات الثديية. كما بينت الابحاث أن صغر حجم تلك الاجسام المضادة يجعلها قادرة على اختراق اعماق الانسجة والخلايا مما يزيد من قدرتها على مقاومة الميكروبات و إبطال مفعول إفرازاتها المسببه للإصابة .
وكما نعلم جميعًا ، ان مناعه الجسم هي احدي السبل الهامه في مقاومه الامراض وهي العامل الرئيسي في التصدي للاصابه بالامراض المختلفه التي تهاجم الجسم
أن هناك العديد من الأغذية التي يمكن أن تحسن المناعة ياتي في مقدمتها حليب الابل الغني بالاجسام المضاده النانويه
ما هي الأجسام المضادة؟
إن الأجسام المضادة تعّرف بأنها بروتينات متخصصة في الجسم تدعى الغلوبولين المناعي (Immunoglobulin) والتي تتكون بشكل أساسي من كريات الدم البيضاء المتخصصة حيث توجد تلك الاجسام تكون الأجسام المضادة على شكل حرف Y وتعمل هذه الأجسام على الارتباط بالأجسام التي تهاجم الجسم كالبكتيريا والفيروسات وغيرها من أجل التخلص منها.
وظيفة الاجسام المضاده
العثور على مسبب المرض في الجسم لتقوم بالارتباط به الأمر الذي ينتج عنه تحفيز عمليات أخرى تسبب التخلص من هذا الجسم الغريب حيث ان الارتباط بمسبب المرض يمكّن الأجسام المضادة من التدخل وتعطيل مهامها فالأجسام المضادة تُعد جزءًا من الجهاز المناعي والتي تعمل علي التعرف على مسبب المرض والتخلص منه.
ماذا يحدث عند ارتباط الأجسام المضادة مع مسبب المرض؟
إن الارتباط بين الأجسام المضاده و مسبب المرض من شأنه تحفيز عملية تعرف بالمكونات المتممة (Complement system)، والتي تؤثر بشكل مختلف على الجسم من أجل القضاء على مسبب المرض.
وتنشيط عملية البلعمة (Phagocytosis)، والتي تعمل على تحفيز عمل كريات دم بيضاء متخصصه تدعى الخلايا البلعمية (Phagocytes) من أجل بلع وهضم الأجسام المسببة للمرض.
أنواع الأجسام المضادة
يُوجد مجموعة مختلفة من الأجسام المضادة، :
- أجسام من نوع الغلوبولين المناعي (IgM)
وهي أجسام مضادة يتم إنتاجها فور تعرف الجهاز المناعي على جسم غريب، وبالتالي هي الاستجابة الأولى للجسم، لكنها لا تبقى في الجسم لفترة طويلة من الوقت، بل تحث الجسم على إنتاج أجسام من نوع الغلوبولين المناعي (IgG).
- أجسام من نوع الغلوبولين المناعي (IgG)
هذا النوع من الأجسام المضادة يبقي لفترة طويله في الجسم من أجل محاربة مسبب المرض.
- أجسام من نوع الغلوبولين المناعي (IgA)
يمكن العثور على هذا النوع من الأجسام المضادة في سوائل الجسم، مثل: العرق، واللعاب، والدموع، وتعمل هذه الأجسام المضادة على منع مسبب المرض من إحداث الضرر أو التسبب بالمرض للجسم.
- أجسام من نوع الغلوبولين المناعي (IgE)
يتم تحفيز هذا النوع من الأجسام المضادة عن طريق المستضدات، وتستجيب بسرعة كبيرة لها، وتحفز الجهاز المناعي على القيام بأقصى عمل له، وهذا ما يسبب حكة الجلد وسيلان الأنف بسبب أي ردة فعل تحسسية.
خلايا الذاكرة :
يحتوي الجهاز المناعي على خلايا متخصصة تسمى خلايا الذاكرة (Memory cells) وهي التي تعمل على تصنيع الأجسام المضادة وتتذكّر مسببات المرض المختلفة، وعندما يتم تنشيط هذه الخلايا تعمل على إطلاق أجسام مضادة جديدة.
الأجسام المضادة المتناهية الصغر (( Nanoantibodies :
هي جزء من الأجسام المضادة العادية التي تحوي في داخلها على”كتلة بناء” واحدة جاءت مرتبة بشكل عشوائي، والتي عادة تكون جزيئاتها متجمعة. وبسبب ذلك فإن جزيئات الأجسام المضادة (النانوية) هي أكثر إحكاما واستقرارا وقادرة على تحمل المزيد من التسخين والتفاعلات الكيميائية بما في ذلك حمض المعدة والأنزيمات الهضمية.
والأجسام المضادة (النانوية) ليست موجودة في جسم البشر وأغلب الحيوانات الأخرى. ولكن اكتشفت مؤخرا في إطار دراسة عينات من دم الإبل واللاما وأسماك القرش. وأظهرت التجارب الأولية أنها قادرة على وضع حد لتطور العديد من الاصابات الميكروبيه، كما أن إنتاجها وتخزينها أسهل بكثير من الأجسام المضادة “الطبيعية”.
أن العديد من المختبرات وشركات الأدوية تحاول تكييف الأجسام المضادة النانوية على العمل في جسم الإنسان.
الفرق بين الأجسام المضادة النانوية والأجسام المضادة العادية
أن الاجسام المضادة النانوية الموجودة في دم و حليب الإبل لها تركيب مختلف عن الأجسام المضادة التقليدية، وهذا التركيب يمنحها صلابة وقوة في مواجهة الظروف الصعبة داخل الخلايا ويجعلها أكثر تخصصاً وتحديداً للهدف فالاجسام النانويه لها حجم صغير وبنية فريدة وتقارب وثبات عالٍ ، ولها اختراق قوي للخلايا / الأوعية الدموية وقدرة على الارتباط بمولد الضد ، ويمكنها الوصول إلى العديد من الأجسام المضادة التقليدية التي يصعب الوصول إليها حيث لا تستطيع الأجسام المضادة العادية اختراق أنسجة الورم والحواجز الوعائية ، لذلك يقل تأثيرها بشكل كبير.
فعندما يبني الجسم المضاد النانوي نظامًا مناعيًا قويًا من الطبقات العميقة من الجسم ، سيتم تنشيط نظام الشفاء الذاتي في الجسم وستستعيد أنسجة الجسم وظيفتها تدريجياً في ظل نظام الشفاء الذاتي القوي ، لذلك ، فإن الغلوبولين المناعي الموجود في دم و حليب الإبل له تأثيرقوي وفعال في مكافحه العديد من المسببات المرضيه التي تصيب الانسان .
أن استخدام الأجسام المضادة المستخلصة من البان ودماء فصيلة “الإبليات” التي تضم الإبل واللاما يمكن أن يساعد في السيطره علي الخلايا السرطانيه وكشفت الدراسات أن الأجسام المضادة من الإبل أفضل لأداء هذا الغرض من الأجسام المضادة البشرية والحيوانية العادية.
وأظهرت نتائج لدراسات حديثة إلى احتمالات الاستعانة بدم الإبل في إنتاج بعض الأدوية الطبية، بعد أن سجلت دراسة أعدتها الأكاديمية الروسية للعلوم، ظهوراً للأجسام المضادة “النانوية” ضمن مكونات دم الإبل وأسماك القرش واللاّما، التي من الممكن أن تساعد جسم الإنسان في القضاء على العديد من الفيروسات.
وأشارت الدراسة إلى إمكانية إخضاع هذه الأجسام للمعالجة داخل المختبرات الطبية للتمكن من طرحها كعلاج للقضاء على أنواع عدة من الأمراض، إضافة إلى كون الاحتفاظ بها بعد التعديل لن يكلف الخبراء ذات العناء الذي يواجهونه في محاولات الاحتفاظ بالأجسام المضادة الطبيعية.
Reference: Tillib SV. “Camel nanoantibody” is an efficient tool for research, diagnostics and therapy. Mol Biol. 2011;45(1):77–85. doi: 10.1134/S0026893311010134. [PubMed] [CrossRef] [Google Scholar]