د سلوي عید تكتب: «المورينجا» …النبتة السحرية وشجرة الحب

باحث يقسم الباثولوجيا الاكلينيكية – معهد بحوث الصحة الحيوانية – مركز البحوث الزراعية – مصر

يعد نبات «المورينجا» من فصيلة العشبيات و ينتمي للفصيلة البانية وله اسماء عدة منها البان والبان الزيتي وفجل الخيل الريفي وزيت شجرة البئر وعصا البان.

مناطق زراعة المورينجا

يزرع «المورينجا» في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية مثل جبال الهيمالايا في الهند وباكستان وبنجلاديش وأفغانستان، بالإضافة إلى قدرته على النمو بسرعة في ظروف غير مواتية من فترات الجفاف وفي التربة الفقيرة .

شجرة «المورينجا» من النباتات القديمة التي استخدمها الهنود في تعاليم طبهم القديم، المعروف باسم الأيورفيدا، بالإضافة إلى استخدامها من قبل الرومان، والمصريين، واليونانيين وغالبا ما يسمى بـ “نبات المعجزة” لأنه، وفقا للتقاليد الشعبية الهندية قادر على منع وعلاج العديد من الأمراض وكانوا يستخدمون البذور للمساعدة في علاج الم المعدة، والقرحة، والم المفاصل، وضعف النظر.

بينما كانوا يستخدمون الأوراق والسيقان للحصول على فوائد المورينجا في علاج فقر  الدم والتوتر، والتهاب الشعب الهوائية والكوليرا.

ومما يتميز به هذا النبات أنه يمكن استخدام جميع اجزاءه مثل الجذور واللحاء والثمار والازهار والاوراق(لما تحتويه من مواد فعالة) وحتى العصارة التي شاع استخدامها في صنع الشاي لما تتميز به من نكهتها الخفيفة المشابهه للشاي لذلك يمكن إضافتها إلى العصائر دون ان تؤثر في مذاقها كما تؤكل الأوراق والجذور والقرون غير الناضجة كخضروات نينة أو مطبوخة، بالإضافة إلى إمكانية استخدام معجون البذور لتنقية مياه الشرب والتخلص من شوائبها.

القيمة الغذائية لنبات المورينجا

تستخدم «المورينجا» في كل من الأغذية (كمكملات الغذائية) ومستحضرات التجميل بفضل مكوناته الغذائية والعديد من خصائصه المفيدة (يحتوى على ١١٢مادة فعالة)، من أبرزها الأوراق، التي تعتبر الجزء الأكثر فائدة في النبات، لغناها بالبروتينات والفيتامينات والمعادن (الكالسيوم والبوتاسيوم والحديد والزنك والفوسفور والمغنيسيوم) .

حيث انها تحتوى على 7 أضعاف فيتامين ج الموجود في البرتقال، و٢٥ ضعفاً ما يحتويه السبانخ من الحديد، و17 ضعف كمية الكالسيوم الذي يوفره الحليب، كما توفر 9 أضعاف محتوى اللبن من البروتين، و10 أضعاف فيتامين أ الذي في الجزر، بالإضافة إلى ما توفره من البوتاسيوم وهو يقارب 15 ضعف الموجود في الموز.

كما تعد «المورينجا» مصدراً لمضادات الأكسدة، مثل: فيتامين ج، وفيتامين أ، التي تساعد على التقليل من تلف الخلايا الناجم عن الجذور الحرة، التي ينتج عن زيادتها حدوث الإجهاد التأكسدي المرتبط بزيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل: السرطان، والسكري لاحتوائه على الفلافونويد، والبوليفينول كما تساعد مضادات الأكسدة الموجودة في المورينجا على تحسين الوظائف الإدراكية والدماغية، وتنظيم إنتاج الناقلات العصبية مثل السيروتونين والدوبامين.

القيمة الصحية لنبات المورينجا

كما ينظم مستويات السكر في الدم وله خصائص مضادة للالتهابات، لغناء بالمركبات المضادة للبكتيريا ولذلك يستخدم مسحوق المورينجا للوقاية من القرح، وأمراض الكبد والإمساك والتهاب المعدة والقولون ومشاكل الكلى والفطريات.

الزيت الطبيعي من بذور المورينجا يمكن استخدامه للحفاظ على صحة الشعر، ومده بالبروتين، والعناصر الغذائية التي يحتاجها.

في البلدان التي يزرع فيها المورينجا يعد مصدرا لتغذية الأمهات والرضع، وهو دواء للأسرة ومصدر للدخل أيضا، بالإضافة إلى ذلك، تعمل الأشجار كمصدات للرياح وتقلل من تأكل التربة.

طريقة إستخدام نبات المورينجا

بالنسبة لطريقة استخدام عشبة المورينجا فيمكن القول أنها تختلف باختلاف طريقة التحضير، | فيمكن لبعض الأشخاص إضافة أوراق النبتة إلى الطعام، أو تجففيها وطحنها ليتشكل مسحوق ناعم يمكن إضافته للأطعمة أو غليه مع الماء وشربه، إضافة إلى إمكانية استخلاص زيت من بذور عشبة المورينجا ليتم استخدامها موضعيا على الجلد.

يعد الاستهلاك المعتدل الأوراق المورينجا، وثمارها، وبذورها غالبأ آمنا، كما أن استهلاك أوراقها وبذورها بجرعات دوائية مدة قصيرة من المحتمل أمانه، وظهر أن استهلاك المنتجات التي تحتوي على أوراق المورينجا مدة 90 يوما، أو التي تحتوي على البذور مدة 3 أسابيع يعد آمنا .

محظورات إستخدام المورينجا

ويجب الحرص عند اسنخدام عشبة المورينجا للحامل، إذ إنها تحتوي على مواد كيميائية قد تؤدي إلى حدوث انقباضات في الرحم ، ولذا يفضل توخي الحذر وتجنب استهلاكها خلال هذه الفترة يمكن أن يتفاعل نبات المورينجا مع بعض الأدوية، ومنها الليفوثيروكسين الذي يستخدم الحالات قصور الغدة الدرقية، وقد يقلل تناول المورينجا من الكمية التي يمتصها الجسم، بالإضافة إلى تقليل تأثيره، ولذا ينبغي توخي الحذروتجنب تناولها خلال هذه الفترة  , كما قد يقلل المورينجا من سرعة تحويل الكبد لبعض الأدوية، مما قد يزيد من الأثار الجانبية، ومن هذه الأدوية الكيتوكونازل و اللوفاستاتين والفيكسوفينادين. وينبغى استشارة الطبيب قبل تناول المورينجا مع هذه الادوية.