د عبدالعليم سعد يكتب: قمة المناخ والتحديات المائية
كلية الزراعة – جامعة سوهاج- مصر- رئيس فرع الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة بمحافظة سوهاج
تميزت ظاهرة التغيرات المناخية عن معظم المشكلات البيئية الأخرى بأنها عالمية الطابع حيث أنها تعدت حدود الدول لتشكل خطورة على العالم أجمع. فقد تم التأكد من الازدياد المطرد في درجات حرارة الهواء السطحي على الكرة الأرضية ككل حيث ازداد المتوسط العالمي بمعدل يتراوح بين ٠,3 حتى ٠,6 من الدرجة خلال المائة سنة الماضية.
أشارت دراسات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغيرات المناخية (IPCC) إلى أن هذا الارتفاع المستمر في المتوسط العالمي لدرجة الحرارة سوف يؤدي إلى العديد من المشكلات الخطيرة كارتفاع مستوى سطح البحر مهددًا بغرق بعض المناطق في العالم، وكذلك التأثير على الموارد المائية والإنتاج المحصولي، بالإضافة إلى انتشار بعض الأمراض., و نظرا لذلك كان لابد من إلقاء النظر عناهمية التوعية البيئية من مخاطر التغيرات المناخية تمهيدا لانعقاد قمة المناخ بمدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية في نوفمبر القادم .
قضايا المياه والتغيرات المناخية
تعتمد العلاقة بين قضايا المناخية والإدارة الجيدة لها علي التوعية البيئية بمشكلة المياه، حيث إنه لاشك أن الماء هو عصب الحياة وأهم مكون من مكوناتها وصدق الله عز وجل إذ يقول فى كتابه العزيز (وجعلنا من الماء كل شىء حى أفلا يؤمنون) صدق الله العظيم.(الانبياء/30) ويوجد الماء فى الخلية الحية بنسبة تتراوح بين 50-60 % من وزن الخلية كما يوجد بنسبة 70 % من الوزن الكلى للخضروات وتزيد النسبة الى أكثر من 90 % من وزن الفاكهة ، وهو العنصر الاساسى لاستقرار الانسان وازدهار حضارته وأينما وجد الماء وجدت مظاهر الحياة.
وبالرغم من أهمية الماء للحياة سواء للشرب أو للرى أو توليد الطاقة واستخدامه فى الصناعة..الخ. إلا أن الانسان يقوم بتلويثه وجعله غير صالح للاستخدام وذلك بالقاء مخلفات المحاصيل الزراعية والحيوانية والملوثات الى مصادره رغم أن القرآن الكريم حذرنا من ذلك الا ان الانسان لايحافظ علية (ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعون) صدق الله العظيم. (سورة الروم آية 41).
الموارد المائية المتاحة (السطحية – الجوفية)
تتمثل الموارد المائية المتوفرة أساسا فى حصة مصر من مياه النيل وهى 55.5 مليارم3/ سنوى حسب إتفاقية مصر والسودان عام 1959م. بالإضافة إلى كميات محدودة من مياه الأمطار والسيول والمياه الجوفية العميقة فى الصحراء الغربية والشرقية وسيناء وهى غير متجددة. وتشمل الموارد المائية:-
1- مياه النيل (Nile water).. ويعتبر نهر النيل المصدر الرئيسى والأكبر للموارد المائية فى مصر لأنه يزودها بما يزيد عن 95% من إجمالى الميزانية المائية ويعيش عليها ما يزيد عن 98% من السكان. أما ما يتبقى بعد ذلك فيقتصر على مياه الأمطار والمياه الجوفية.
2- مياه الأمطار والسيول (Rains & Flash floods).. ومياه الأمطار تسقط على الشريط الساحلى والشمال الشرقى والغربى بكثافة 100-200مم /سنويا وبدون إنتظام على مدار العام ويستفاد بها غالبا فى زراعة بعض المحاصيل الشتوية وبساتين التين والزيتون باستخدام تقنيات حصاد الأمطار.
3- المياه الجوفية (Ground water) .. وتعتبر المياه الجوفية أحد الموارد المائية الغير تقليدية والبنك الاحتياطى الأستراتيجى الذى يدعم البنك المائى الأصلى والأكبر وهو السد العالى والبحيرة المائية التى تقع امامه.
الإمكانيات المائية للمياه الجوفية تتوقف على عدة عوامل:-
- مصدر ومعدلات التغذية الطبيعية ومعدل الفاقد منها.
- نوعية المياه وأقتصاديات إستغلالها.
4- مياه الصرف الزراعى والصحى (Drainage & Sewage water ).. مياه الصرف الزراعي و الصحي المستغلة فى الرى (12.7 مليار م3 / سنة) وهي تعتبر مصادر غير تقليدية.
مصادر تلوث المياه
- مخلفات الصرف الصناعى
- مخلفات مياه الصرف الصحى
- المبيدات الكيماوية
- الأسمدة الكيماوية الزراعية
- مياه الصرف الزراعى
- الملوثات الإشعاعية
- النفايات الطبية والدوائية
- التلوث ببعض الآثار الكونية
التوعية البيئية للمياه
- التربية البيئية في المدارس الابتدائية عن اهمية الماء و كيفية ترشيد استخدامه
كيف نعمل على ترشيد إستهلاك المياه داخل المنزل؟
أولاً- أثناء الغسيل
- إقفال صنبور اوحنفية الماء أثناء القيام بغسيل الأسنان وإستخدام كوباً كبيراً من الماء عوضاً عن ذلك
- إقفال حنفية الماء أثناء غسيل الوجه أو اليدين أو أثناء الحلاقة أو الوضوء .
- القيام بإستخدام منظم تدفق المياه يعمل على تخفيض كمية الماء المستهلكة والمستخدمة .
ثانيا- أثناء الإستحمام
- إستخدام الدش بدلاً من القيام بتعبئة البانيو كاملاً بالماء، فإن كان لا بد من فعل ذلك الأمر فعلى الأقل الحرص على عدم تعبئته كاملاً حتى لا يفيض وتهدر المياه عبثاً .
- استخدام وضعية الرذاذ منخفض التدفق في الحنفية .
- إستخدام منظم رشاش يعمل على حبس الماء أو التحكم بقوة تدفقه أثناء الإستحمام مثلاً.
ثالثاً- في المطبخ
- القيام بغسل الفاكهة والمأكولات والخضروات في حوض أو طنجرة أو وعاء مملوء بالماء وذلك لتقليل الكميات المستهلكة.
- يجب ترك الأطعمة والمأكولات المجمدة بشكل عام في مكان مكشوف لمدة تكفي لإذابتها وتفكيكها بدلاً من صب الماء عليها بشكل عبثي .
- يجب علينا إستخدام الكمية المناسبة واللازمة من المياه لأغراض الشرب أو إعداد القهوة أو اليانسون أو الشاي وباقي المشروبات .
- عند القيام بغسيل الأطباق يفضل دائماً أن يتم غسلها في حوض أو وعاء مملوء بالماء. أما الأطباق والصحون التي تحتاج إلى تنظيف وعنايةٍ أكثر فينصح القيام بغمرها في الماء لمدة قصيرة نوعاً ما قبل غسيلها بحيث يتحلل ما هو ملاصق عليها من بقايا طعام .
- علينا التأكد من إمتلاء ماكينة غسيل الأطباق والصحون بشكلٍ تامٍ وجيد قبل تشغيلها وإستخدامها إذ أنه من العبث وغير المجدي تشغيلها لمجرد فقط غسيل طبق أو طبقين أو ملعقتين أو كوبين .
- القيام دوماً وبإستمرار بفحص الصنابير وأنابيب المياه والحنفيات بإنتظام وذلك لإكتشاف أية تسريبات محتملة للمياه يمكن تفاديها.
- نشر الوعى الصحى بين الفلاحي ن إلى ضرورة عدم تلويث مجارى المياه بفضلات إنسان أو الحيوان أو البقايا النباتية أو الإسراف فى إستخدام الأسمدة الكيمياوية.
- التنبيه على المزارعين بضرورة عدم غسل آلات ومعدات رش المبيدات الحشرية فى مياه الترع.
- عدم استعمال مياه الصرف الصحى فى الزراعة إلا بعد معالجتها.
- الاستخدام الأمثل للمخلفات والفضلات الزراعية للاستفادة منها كسماد عضوى أو أعلاف.
- عدم إلقاء جثث الحيوانات والدواجن النافقة فى المجارى المائية.
- الاستخدام الأمثل لمياه الرى.
- عرض نماذج لمنازل صحية بالقرى وتعميم المراحيض الصحية.