د عبدالعليم سعد يكتب: المسطحات الخضراء وقمة المناخ
الإستاذ في كلية الزراعة – جامعة سوهاج – ورئيس فرع الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة بمحافظة سوهاج – مصر
التوسع في زراعة المساحات الخضراء لتعمل على تقليل نسبة ثاني أكسيد الكربون، وزيادة الأكسجين، وامتصاص الحرارة القادمة من الغلاف الجوي وهي أحد أدوات التوعية البيئية بأهمية التوجه نحو هذا النمط لدوره في التكيف مع التغيرات المناخية ، خاصة في ظل ما ستشهده جلسات قمة المناخ المقرر عقدها في مدينة شرم الشيخ الشهر المقبل.
دور النباتات في الحد من التلوث..والحفاظ على سلامة وصحة الإنسان
السلامة والصحة المهنية تعتبر العلم الذي يهتم بالحفاظ على سلامة وصحة الإنسان، وذلك بتوفير بيئات عمل آمنة خالية من مسببات الحوادث أو الإصابات أو الأمراض المهنية، أو بعبارة أخرى هي مجموعة من الإجراءات و القواعد و النظم في إطار تشريعي تهدف إلى الحفاظ على الإنسان من خطر الإصابة و الحفاظ على الممتلكات من خطر التلف والضياع.
يجب الاهتمام بالبيئة والحفاظ عليها على جميع الأصعدة خاصة في أماكن العمل لتحقيق اكبر قدر من السلامة والأمان للعمالة الموجودة على جميع المستويات فالبيئة تبعا للمقولة الافريقية الشهيرة “أننا لم نرث البيئة من أبائنا و أجدادنا بل أستعرناها من أحفادنا”. لذا فان من افضل و أيسر العوامل التي تساعد في ذلك الأهتمام بالتشجير وزراعة النباتات داخل و خارج أماكن العمل للاستفادة من دورها الكبير في الحفاظ على البيئة لان لها دور مهم وفعال في حماية العمالة و المنشاة من العديد من الأضرار و المخاطر و في نفس الوقت حماية البيئة لنحافظ عليها للأجيال القادمة.
أدوار مهمة تقوم بها النباتات يجب الإهتمام بها للمحافظة على صحة وسلامة العمال و المنشآت منها:
الإهتمام بالتشجير الخارجي والداخلي للمباني و المنشآت: حيث تعمل النباتات على تقليل التلوث كما تطفي الأشجار والنباتات لمسة جمالية خلابة على الطبيعة كما تساهم في تحسين مناخ منطقة العمل و يعود السبب الى أن الأشجار والنباتات الخضراء تنظف الهواء باستمرار نتيجة امتصاص السموم منه.
أهمية التشجير من منظور السلامة والصحة المهنية والمناخ
للأشجار والنباتات أدوار مهمة في تقليل التلوث وتحسين بيئة العمل منها:
- تمتص النباتات الخضراء الموجات الكهرومغناطيسية وتقلل من تأثيرها على الانسان.
- تعمل النباتات على تقلل المواد الكيميائية السامة في محيطها.
- تنتج النباتات الاكسيجين وتستهلك ثاني أكسيد الكربون مما يزيد نشاط العمالة داخل الموقع.
- تقليل الغبار والميكروبات الموجودة في بيئة العمل.
- النباتات ذات الأوراق الكبيرة “مثل الالوكاسيا والدفنبخيا” تعمل على تعديل رطوبة الجو فتقلل بالتالي نسبة الهواء الجاف خاصة في المناطق الجافة والصحراوية.
- للنباتات الخضراء دور كبير في تخفيف حدة العديد من المشاكل الصحية مثل: التهاب الحلق- الميل للقيئ – الصداع.
- النباتات لها تأثير إيجابي على الصحة النفسية حيث تعمل على: زيادة التركيز والنشاط – تقليل الشعور بالتعب والإرهاق- تقلل من التوتر- تساعد على الابتكار.
دور النباتات في الحد من تلوث الهواء بالغازات المختلفة للتخفيف من مخاطر المناخ
يعد تلوث الهواء من أخطر أنواع التلوث وذلك لسهولة وصول الملوثات الى الهواء وانتقالها من مكان إلى أخر ومن دولة الى أخرى بغض النظر عن الحدود، ومن اهم مصادر تلوث الهواء إنبعاثات المصانع ووسائل النقل من حرق الوقود والغبار الناجم عن مشاريع الإسكان، و الانبعاثات الناجمة عن مقالب النفايات وهي أما ملوثات بيولوجية أو انبعاثات ناتجة عن حرق النفايات، كذلك الانبعاثات الناتجة عن محطات تكرير البترول.
فيما نعاني أيضا من التلوث الناتج عن حرق المخلفات الزراعية “مثل قش الأرز” وما ينتج عنه من أضراراً بيئيةً كثيرةً و خطيرةً على الصحة العامة. لذا يجب قياس كافة الانبعاثات الغازية الموجودة في بيئة العمل والمناطق المحيطة بها وتسجيلها في تقارير دورية منتظمة وارسالها للأجهزة المختصة لفحصها ومتابعتها وخاصة مع ازدياد تلوث الهواء الداخلي للمصانع و المنشئات المختلفة.
كما يجب مكافحة تلوث الهواء بصورة فعالة ويفضل استعمال النباتات التي تساعد على تنقية الهواء من الملوثات المختلفة حيث اثبتت الدراسات العلمية الحديثة التي أجرتها مجموعة من الباحثين في الولايات المتحدة الأمريكية عن نتائج جديدة ومثيرة بشأن المساحات الخضراء التي تزين الشوارع والمدن، ودورها في الحد من تلوث الهواء الجوي وجعله نظيفاً و نقياً.
المساحات الخضراء المختلفة مثل الأشجار و المسطحات الخضراء و الشجيرات والنباتات الصغيرة التي تزرع داخل المدن وعلى ضفاف الأودية لها دور حيوي في تقليل مستويات إثنين من أخطر ملوثات الهواء الجوي وأكثرها إزعاجاً، بمعدل ثماني مرات أكثر مما كان يُعتقد في السابق.
وهذه الملوثات هي ثاني أكسيد النيتروجين و الدقائق المادية أو الجسيمات المادية الناعمة “PM”، حيث تُحدث تأثيرات ضارة على صحة الإنسان عندما تتجاوز النسب الآمنة المسموح بها. حيث أكدت نتائج هذه الدراسة قدرة المساحات الخضراء على تقليل مستويات تلك الملوثات في الهواء الجوي بنسب ما بين 40% و60% خصوصاً عند الإكثار من زراعة نباتات معينة واختيار أماكن تلك النباتات الخضراء بحكمة وخبرة.
أهم النباتات المستخدمة في تقليل تلوث الهواء والتكيف مع المناخ
هناك بعض النباتات التي تستخدم في تنقية وتنظيف الهواء و امتصاص المواد السامة منه مثل:
– البامبو
– الدراسينا
– السرخسيات “مثل كسبرة البئر ”
– الزنبق “الليليم”
– الاريكا “من أشباه النخيل”
– نخيل الرابس The Lady Palm
– فيكس اليستكا The Rubber Plant
– الهيدرا “اللبلاب الانجليزي” English Ivy
– بعض أنواع النخيل المتقزم “The Dwarf Date Palm
– بعض أنواع الفيكس “The Ficus Alii”
المناخ ودور النباتات في الحد من تلوث المياه
ينتج تلوث المياه نتيجة الممارسات الصناعية الخاطئة إذ تعمد بعض المصانع الى التخلص من نفاياتها السائلة والصلبة في المسطحات المائية، كما ينتج التلوث نتيجة سكب كميات كبيرة من المياه الساخنة الناتجة عن محطات إنتاج الطاقة.
كذلك قد يحدث التلوث بسبب المخلفات المنزلية من مياه عادمة غير معالجة ونفايات صلبة، ولا يقتصر تعريف تلوث المياه على المياه الصالحة للشرب بل يشمل مياه البحار و المحيطات.
ومن نعم الله علينا وجود أشجار ونباتات يمكنها تحمل الري بمياه الصرف بل وتحويله الى مصدر اقتصادي هائل ومفيد. ونعني هنا الأشجار الخشبية مثل الباولونيا والكافور و الكازورينا، وكذلك أشجار الوقود الحيوي خاصة ضجرة الذهب الأخضر “الجوجوبا و الجتروفا” حيث يمكن زراعتهم على مياه الصرف الصحي وإنتاج بذور يستخرج منها الوقود الحيوي.
أهمية الحفاظ علي البيئة من التلوث لمواجهة مخاطر المناخ
- حماية العمالة من العوامل التي قد تؤثر على صحتهم أو كفاءتهم الإنتاجية.
- حماية عناصر البيئة الخارجية مثل الهواء والماء والتربة من الفضلات الصناعية التي يمكن أن تطرحها الصناعات المختلفة.
- حماية الآلات والماكينات بحيث تبقى في حالة جيدة وملائمة.