الأخبارالانتاجالمبيداتبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د رشا سليم تكتب : الزراعة العضوية كأحد أتجاهات أتحضر للأخضر

باحث بالمعمل المركزي للمبيدات-مركز البحوث الزراعية- مصر

كان من نتائج التقدم العلمي وتطوير أساليب ومستلزمات الزراعة، ظهور مشكلات التلوث البيئي والتي نتج عنها مشكلة تغير المناخ علي المستوي العالمي والتي أصبحت تؤرق كل من يعيش علي سطح الأرض لأرتباطها بالصحة العامة وأمراض النبات والأنتاج الحيواني والثروات المائية. وأمام تلك المشكلة الكبيرة عقدت المؤتمرات ونظمت الندوات وصدرت قوانين لمواجهة تلك المشكلة ومن التوجه نحو الزراعة العضوية.

وقد أطلقت حملة “أتحضر للأخضر” على موقع التواصل الاجتماعي لتساهم في نشر ثقافة حماية البيئة، وركزت الصفحة على أن ظاهرة التغيرات المناخية تعتبر واحدة من أكبر المشاكل التي تهدد بيئتنا وكوكبننا، أن حماية الأنسان من كل صور التلوث هو من أولويات حقوق الأنسان Human rights بل الأمر يتعدي ذلك إلي حقوق البيئة بكل مكوناتها.

و تتنوع الحملة ما بين 8 قضايا رئيسية لنشر التوعية بها وهي “التشجير” و”المخلفات” و”ترشيد استهلاك الغذاء” و”ترشيد استهلاك الطاقة” و”الحد من استخدام البلاستيك” و”الحفاظ على الكائنات البحرية” و”الحد من تلوث الهواء” و”حماية المحميات الطبيعية”، وتم ربط كل قضية بحياة المواطن بحيث لا تكون منفصلة عن واقعة ولذلك كان من الضروري تغير طرق ونظم مكافحة الأفات والتسميد الزراعي والأخذ بالنظم البديلة  وكل المستجدات  التكنولوجية التي تحد من مشكلة التلوث الناجمة عن قطاع الزراعة التي تعتبر من مسببات الهامة  لتغير المناخ . لذلك نؤكد علي ضرورة تفعيل الزراعة العضوية من أجل إنتاج زراعي نظيف وبيئة أمنة.

ومن الأسس التي يبني عليها مفهوم الزراعة العضوية كأحد اتجاهات مبادرة أتحضر للأخضر.

أولا : في مجال المكافحة المتكاملة للافات الزراعيةIPM) )  .

وتعرف علي أنها  منظومة تهدف إلي تعظيم وتفعيل كل الوسائل الممكنة الأمنة والتي تحد من أنتشار الأفة مع تقييد أو ترشيد أستخدام المبيدات مما يستلزم الأعتماد علي أساليب الرصد monitoring والتنبؤ Prediction  والتحذير من الأفة المستهدفة ومن أدواتها:

  1. العمليات الزراعية.
  2. أستخدام الفرمونات الجنسية.
  3. أستنباط أصناف نباتية أكتر تحملا للافات وتطبيق نظام التنبؤء والاّنذار المبكر.
  4. أستخدام مركبات وميكانيكات جديدة لاتؤثر سلبيا علي البيئة
  5. أستخدام نظم المعلومات وتحديد الحدود الحرجة للاّصابة بالاّفات.

ثانيا في مجال التسميد.

  1. التسميد الأخضر (هو زراعة محصول ما بغرض حرثة وخلطة بالتربة عند عمر معين).
  2. وأستخدام التسميد الحيوي ويشمل :
  • مخصبات حيوية لتثيبيت الأزوت الجوي.
  • مخصبات حيوية لإذابة الفوسفات العضوية.
  1. أستخدام السماد العضوي المصنع من المخلفات النباتية.
  2. التخلص من الحشائش كعائل لكثيير من الأفات وكمنافس غذائي للنباتات.
  3. إتباع نظام الدورة الزراعية لعدم إجهاد التربة سماديا وتقليل الأعتماد علي الاسمدة الكيميائية التقليدية.

ثالثا : أستخدام الطحالب كمحسن للأراضي الصحرواية حديثة الزراعة.

وتعتبرالطحالب من محفزات النبات التي تساعد النبات علي مقاومة الأمراض النباتية (فطر –بكتيريا – فيروس – نيماتودا) . وقد تم أستخدام الطحالب الخضراء المزرقة والحمراء في هذا المجال حيث تم أستخراج كميات لا بأس لها من الطحالب الخضراء المزرقة من قاع البحر الأحمر المتوسط علي عمق 2 م وتم تجفيفها في الظل والأستفادة من المسحوق الناتج منها والذي يفيد في خفض PH  الأرضي الصحرواية وكذا أمداد التربة بكميات من الكالسيوم والبوتاسيوم .

رابعا :  استخدام الهندسة الزراعية لأنتاج تقاوي عالية الأنتاج.

خامسا: تجميع الأصول النباتية الوراثية لحفظ هذة الأصول كما هو الحال في البنك القومي للجينات بمركز البحوث الزراعية.

الهدف من عملية حفظ الأصول في المركز القومي للجينات هو أن يتم تبادل هذه الموارد مع برامج التربية بكافة القطاعات سواء كانت معاهد بحثية أو جامعات وعلى المستوى العالمي لأن البنك القومي للجينات هو الممثل الدولي الذي يمكن من خلاله تبادل الموارد الوراثية ومن خلال وثيقة نقل تبادل الموارد الوراثية الموحدة التي تشرف عليها المعاهدة الدولية .

أهم التوصيات في مجال الزراعة من أجل بيئة أكثر أمانا ومنتج صحي.

  1. الخدمة الجيدة للأرض الزراعية من حرث وتشميس.
  2. الإلتزام بنظام الدورة الزراعية مما يقلل من نيماتودا تعقد الجذور والأمراض المتخصصة تجاه محصول معين او عائلة معينة.
  3. أستخدام البلاستيك الشفاف فوق تربة الصوب والمشاتل لمدة لاتقل عن شهر في الصيف كوسيلة للقضاء علي كثير من أفات التربة.
  4. الفهم الصحيح لأستخدام المبيدات من حيث الميعاد المناسب والتطبيق وطريقة الأستخدام والجرعة الموصي بها مع الألتزام بجميع الأرشادات الخاصة بهذا المجال مع عدم أجراء خلط المبيدات الزراعية معا أو غيرها من الكيماويات إلا إذا كان من خلال توصية بذلك .
  5. تشجيع أستخدام الطرق الحيوية والطرق الصديقة للحد من الأفات و الحد من أستخدام المبيدات الضارة.
  6. من الخطأ زراعة المحاصيل الزيتية مثل الفول السوداني في الأراضي مرتفعة الملوحة وكذا سيئة الصرف والأراضي القلوية لأنها تسبب جروحا للتقاوي والجذور مما يسهل الأصابة بأعفان الجذور والفطريات الأرضية.
  7. من الخطأ مكافحة الحشائش سواء بالعزيق أو باستخدام المبيدات في وقت متأخر من نمو الحشائش حيث أن ترك الحشائش إلي مرحلة تكوين تقاوي يزيد من إنتشار الحشائش وكذلك الكثير من الحشرات والقواقع الأرضية والتي تعتبر الحشائش عوائل لتلك الأفات.

والزراعة العضوية يمكن الإستفادة منها من خلال التوسع في مبادرات الدولية لدعم الزراعة العضوية ومنها مبادرة “اتحضر للأخضر” أحد الإستراتيجيات القومية للتنمية المستدامة في “مصر 2030″، وتستهدف تغيير السلوكيات، ونشر الوعى البيئى، وحث المواطنين على المشاركة فى الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية، لضمان استدامتها، حفاظا على حقوق الأجيال القادمة وتقليل من مخاطر تغير المناخ والتنوع البيئي والتصحر.

 

زر الذهاب إلى الأعلى