د أسماء جمال تكتب:كيف نواجه مخاطر مرض «الكوكسيديا» في الدواجن؟
باحث الفارماكولوجيا – معهد بحوث الصحة الحيوانية بالدقي- معمل الزقازيق
مرض الكوكسيديا فى الدواجن أحد أهم الأمراض الداجنة التي تسبب خسائر إقتصادية كبيرة لصناعة الدواجن فى العالم وذلك بسبب إنخفاض وزن الطائر وإنتاجيته وزيادة نسبة النفوق كما أنه يجعل الطائر عرضة للإصابة بالعدوى الثانوية. ويحدث هذا المرض نتيجة العدوى بنوع أو أكثر من طفيل يسمي الأيميريا .
مرض الكوكسيديا هو مرض يسببه طفيل أولي وحيد الخلية يعرف بالأيميريا ودائما ما يرتبط بالإسهال الدموى حيث تحدث العدوى عن طريق تناول حويصلات الأيميريا عن طريق الفم حيث تبدأ دورة حياة الطفيل و تستغرق 2-4أيام لظهور الأعراض .
طفيل الأيميريا يصيب أمعاء الدواجن حيث يعيش وينمو داخل الخلايا الطلائية للأمعاء ويسبب تحطيم هذه الخلايا. توجد أنواع عديدة من طفيل الأيميريا التي تصيب الدواجن.
إن الإصابة بنوع واحد من جنس الأيميريا لا تحمي الدجاج أو تعطي له مناعة ضد الإصابة بالأنواع الأخرى, وفي العنبر الواحد قد يصاب الدجاج بعدة أنواع في وقت واحد.
الأعراض المرضية والصفة التشريحية:
يوجد عدة أنواع من طفيل الأيميريا وكل نوع يختص بإصابة جزء معين من أمعاء الدواجن والتي تسبب أعراض مرضية شديدة ومنها:
- أيميريا تينيلا ( Eimeria tenella) , التي تصيب الأعورين, 2- أيميريا نيكاتريكس (Eimeria necatrix), وهذا النوع يصيب وسط الأمعاء,3- أيميريا ماكسيما (Eimeria maxima), وتصيب أيضا وسط الأمعاء, 4- أيميريا أسيرفيولينا (Eimeria acervulina), تصيب مقدمة الأمعاء, 5- أيميريا برينتي (Eimeria bruntti ), وتصيب مؤخرة الأمعاء.
وتعتمد شدة الإصابة في الدجاج على نوع الأيميريا فمنها ما هو ممرض جداً مثل الأيميريا تينيلا والأيميريا نيكاتركس والتي تسبب إسهالاً دموياً, خمول, إنتفاش الريش, إصفرار العرف والداليتين, رعشة بالجسم, تقوس الظهر, تدلي الأجنحة والذيل, ضعف عام واعياء والتي تؤدي إلي فقدان الشهية وإنقاص الوزن وإنخفاض إنتاج البيض ونفوق الطيور المصابة وبأعداد كبيرة
وعند إجراء الصفة التشريحية لهذه الطيور النافقة نجد أنه في حالة الإصابة بالكوكسيديا الأعورية نلاحظ إلتهاب الأعورين,وجود نزيف دموي علي الجدار وتمتلئ أمعاء الأعورين بالدماء مع وجود مواد بيضاء متجبنة. وفي حالة الإصابة بالكوكسيديا المعوية نلاحظ إلتهاب جدار الأمعاء وإنتفاخها, إحتقان الأمعاء مع وجود نزيف دموي بداخلها ووجود نقط نزيفية علي جدار الأمعاء.
كيفية الإصابة بمرض الكوكسيديا في الطيور:
المرحلة الأولى: وهي خارج جسم الطائر, والمصدر الرئيسي للعدوي هو الطيور المريضة التي تفرز أعداد كبيرة من مسببات العدوي تسمي الحويصلات الغير ناضجة وعند توفر درجات الحرارة والرطوبة المناسبة تتحول إلى حويصلات ناضجة وغالباً ما تتراوح فترة النضوج بين 12-48 ساعة، والتي تعتبر هي الطور المعدي للطيور السليمة، حيث تنتقل العدوي نتيجة تلوث العلف أو الماء ونقر الدجاج في الفرشة لتنتقل إلى المرحلة الثانية داخل جسم الطائر.
المرحلة الثانية: داخل جسم الطائرحيث تصيب خلايا الأمعاء الطلائية وتتكاثر بداخلها في دورة حياة تتراوح مدتها بين 4-7 يوم حسب نوع الأيميريا إلي أن تتكون حويصلات جديدة تخرج مع زرق الطائرلتعيد دورة الحياة مرة أخري وتصيب طائر آخر سليم .
طرق الوقاية والمكافحة لمرض الكوكسيديا في الطيور:
تعتمد طرق الوقاية والمكافحة على ثلاثة ركائز وهى:
أولا استخدام طرق الوقاية العامة:
ومن أهمها ضبط درجة الحرارة والرطوبة المناسبة, والتهوية الجيدة, وإتباع طرق الأمن الحيوى داخل المزرعة للحد من انتشار العدوي. استخدام المطهرات للتخلص من الحويصلات مثل الصودا الكاوية والميثيل بروميد وتستخدم هذه المطهرات بعد نهاية الدورة الحالية وقبل استقبال دورة جديدة أي في الوقت التي تكون فيه عنابر التربية خالية من الطيور, ويجب تطهير كل جزء من أجزاء المزرعة بالإضافة إلي تطهير جميع اللأدوات والمعدات المستخدمة في المشروع. عدم تربية أعمار مختلفة مع بعضها. تجفيف الفرشة باستمرار وتربية أعداد مناسبة من الدواجن داخل كل عنبر. أخذ عينات دورية للفحص والتشخيص المبكر.
ثانيا استخدام مضادات الكوكسيديا:
بالرغم من التقدم الكبير فى الصناعة والتكنولوجيا الحيوية والوراثية والتوصيات المستمرة باستخدام البدائل الطبيعية للعلاج إلا أن مضادات الكوكسيديا لاتزال هي الأكثرشيوعا واستخدامًا في مكافحة الكوكسيديا ومحاولة تلافى الخسائر. وهى عبارة عن مواد كيميائية تستخدم للعلاج والوقاية ضد الكوكسيديا عن طريق التأثير على أحد أطوار حياته ومنعه من استكمال تأثيره الضار ومن ثم القضاء عليه حيث يوجد أكثر من 12 مجموعة تستخدم كمضادات للكوكسيديا ومن أكثرها شيوعا مجموعة الكلازوريل, ومجموعة مضادات الثيامين وتشمل الأمبروليم , مجموعة الكلازوريل وتشمل الداي كلازوريل والتولترازوريل, مجموعة الأينوفور وتشمل موننسين ولاسالوسيد وسالينومايسين, مجموعة السلفا وتشمل السلفا كينوكسالين والسلفا ديميدين, مجموعة الجوانيدين وتشمل الروبيندين, ومجموعة البيريدين وتشمل الكلوبيدول.
تضاف مضادات الكوكسيديا للعلف بتركيز مناسب لنوع وعمر الدجاج المربى . ففى دجاج التسمين يضاف مضاد الكوكسيديا بتركيز كافٍ للقضاء تماماً على الكوكسيديا . حيث يضاف المضاد من عمر يوم ويتوقف استعماله قبل بيع أو ذبح الطيور بمدة تتوقف على نوع المضاد المستعمل حوالى خمسة أيام للتغلب علي البقايا الدوائية في لحوم الدجاج التي قد تكون سامة للانسان. وفى الأمهات و البياض يضاف مضاد الكوكسيديا بتركيز يعمل على الحد من تكاثر الكوكسيديا وليس القضاء عليها ، بحيث تسمح للطيور بالتعرض لعدوى طفيفة متكررة من حويصلات الكوكسيديا الموجودة فى الفرشة فيستطيع الطائر تكوين مناعة ضد الكوكسيديا بصورة متدرجة. يضاف مضاد الكوكسيديا بالجرعة العادية للأمهات و البياض من عمر يوم وحتى 14 أسبوع ثم نصف الكمية حتى 20 : 22 أسبوع ثم يتوقف استعمالها بعد ذلك.
يعد الإهتمام الأكبرحاليا هو استخدام المنتجات الطبيعية مثل المستخلصات الفطرية و النباتية و البروبيوتيك حيث تستخدم كمكملات غذائية ذات التأثيرات المختلفة التي تشمل تحفيز المناعة ، الأنشطة المضادة للإلتهابات ومضادات الأكسدة.
وتعتبر المستخلصات الفطرية هي أكثر مضادات الكوكسيديا فاعلية وأكثرها استعمالا وهي من المضادات الحيوية مثل مجموعة الأيونوفور مثل (موننسين, ناراسين, لاسالوسيد وميديورامايسين) حيث أنها مستخرجة من فطر الأكتينومايسين وهو يعد من مضادات الكوكسيديا لأنه يهاجم أول طور من الكوكسيديا (الحويصلات الغير ناضجة) ويقضي عليها عن طريق إخلال نقل الأيونات والكاتيونات في خلية الطفيل فيختل التوازن الإسموزي للخلية فتتدمر الخلية وتموت.
ويعد استخدام البروبيوتك من أهم المصادر فى علاج الكوكسيديا والتى تصيب الدجاج فى الأسابيع الأربعة الأولى من عمرها وهي عبارة عن بكتريا نافعة موجودة في جسم الكائن الحي وتدعم البكتريا الحية وتقضي علي البكتريا الضارة مثل الاكتوباسيلاس والباسيلاس ستالاس والخمائر بأنواعها والتي يمكن أن تضاف الي العليقة أو في مياه الشرب حيث تعمل على المحافظة على حركة الأمعاء الطبيعية وامتصاص العناصرالغذائية وتعزيز الهضم ومقاومة الجسم ضد العدوى. تضاف إلى االغذاء أو الماء حيث يؤدى تناولها إلى زيادة وزن الدجاج بشكل أسرع ، اختفاء الإسهال ، وتقليل نفوق الطيور.
ثالثا استخدام اللقاحات :
وتوجد الآن عدد من اللقاحات للكوكسيديا تشتمل على أنواع الكوكسيديا الشائعة الإنتشار. وقد أصبح استخدام اللقاح المضعف فى مكافحة الكوكسيديا والوقاية منها يطبق بشكل كبير للسيطرة على العدوى فى المراحل الأولى من العمر. يستخدم لقاح الكوكسيديا كطريقة بديلة لمضادات الكوكسيديا الكيميائية فى قطيع إنتاج البيض.
والبعض أشار الى أنه يكون مكلف عند استخدامه لمنع العدوى فى قطيع التسمين ولهذا ظهرت أهمية اللقاح فى التقليل من مشكلة مقاومة الأدوية للعدوى الأيميرية. وهنالك لقاحات تجارية متوفرة خاصة للأمهات وتعطي هذه اللقاحات للأعمار الصغيرة (1-3 أيام) عن طريق الماء أو برشها على الأفراخ في المفقس أو على العلف وقد استعملت بنجاح.
تستخدم اللقاحات الحية مثل كوكسى فاك من عمر يوم إلى 5 أيام أو مضعف مثل باراكوكس من عمريوم إلى 5 أيام وذلك كطريقة وقائية لتعزيز مناعة الطائر ولكن عيوبها أنها تحتاج الى دراية جيدة بكيفية استخدام اللقاح وأيضا تحتاج الى عدة أنواع من اللقاحات حيث لا توجد مناعة مكتسبة بين أنواع الأيمريا.
البرامج التي تستخدم للوقاية من مرض الكوكسيديا في الدواجن
هناك 3 برامج للوقاية من الكوكسيديا:
1-البرنامج المستمر:
وهو استخدام مضاد كوكسيديا في العلف من عمر يوم وحتي قبل الذبح بثلاث أيام (مراعاةً لفترة السحب) في دجاج اللاحم، وأيضا من عمر يوم وحتي نهاية فترة التربية في قطعان البياض والأمهات (مراعاة وقت التحصين بتوقف المضاد في هذه الفترة) ويعيب هذا البرنامج سهولة تكوين مقاومة ضد هذا النوع من المضادات،فيصبح هذا المضاد معروفاً لدي الطفيل فيصبح بلا تأثير عليه.
2-البرنامج المتتابع:
وهو الأفضل على الإطلاق وفيه يتم استخدام مضاد كوكسيديا في العليقة البادئة وأخر في النامية وأخر في الناهية، وبالتالي يكون التأثير أقوي ولا يستطيع الطفيل مقاومة هذا البرنامج.
3-البرنامج المتبادل:
وهو برنامج جيد،وفيه يتم استخدام مضاد كوكسيديا مختلف في كل دورة من دورات التسمين أو كل 6-8 أسابيع في قطعان البيض.