د محمد ابراهيم يكتب: ما لا تعرفه عن طرق الهجوم لدي الطيور الجارحه

وحده بحوث الجينوم – معهد بحوث الصحه الحيوانيه – مركز البحوث الزراعية – مصر
من المعروف ان الطيور الجارحه بانها طيور لحميه الاغتذاء وهذا يجعلها من المفترسات الطائره ولذلك خلق الله عز وجل لها مناقير معكوفه حاده مع بروز لحمى عند القمه وهى تشمل مجموعه العقبان والنسور والصقور وكلها كذلك تتميز بتركيب أرجل متميزة بحيث تكون فيه مخالب الاصابع قويه وصلبه ويكون الاصبع الخلفى بمقابل الاصبع الامامى حتى يتمكن الطائر بالانقباض بأرجله على فريسته وان اتفقت هذة الانواع فى الوضع التشريحى الا أنها تختلف عن بعضها فى طرق الاغتذاء والهجره بين البلدان المختلفه او الاقتناص وكل نوع على حسب التركيب الجسمانى وحجم الطيور التى تتغذى عليها الطيور الجارحه وعليه سوف اقوم بشرح مختصر لسلوك كل فصيله فى الاغتذاء البيئي
طائر العقاب
تتميز العقبان بحجم كبير هائل واجنحه تصل الى ثلاث امتار مع ارجل واجسام قويه مما يجعلها تتغذى بالانقضاض على الثديات وان كان بعضها مفترس مثل الذئاب و الثعالب و الكلاب و الغزلان وكذلك الزواحف مثل الثعابين و السحالى و سوف نلاحظ ان طائر العقاب مع كبر حجمه إلا انه لا يستطيع ان يعدو بمطارده طائر صغير فى السماء لأن صراع الجو تتحكم فيه الرشاقه والسرعه والمراوغه ولا يضطر العقاب قى مطاردته للطيور إلا اذا كان جائع ولم يجد من المفترسات الارضيه ما يغنيه، كما ان الطائر الذى يطارده يكون فى حجم كبير ، كما ان له القدره على رفع غزال صغير والطير به لمسا فات طويله مثل العقاب الذهبى كما انه كباقى المفترسات يقوم بالقبض على الفريسه ثم يقوم بذبحها والوثب عليها بارجله حتى يتاكد من موتها ثم يقوم بالاغتذاء عليها، وعليه فتكون عمليه الاغتذاء هنا تعتمد بصوره فرديه على الطائر واسرته وليست بصوره جماعيه كما ان العقبان لا تاكل الجيفه الميته مطلقا بل ياكل من صيده ويحب ان لا يشاركه احد فيها كما لا يجرؤ اى طائر اخر من الاقتراب منه كما انه ياخذ فريسته ويطير بها الى وكره ولا يتغذى فى مكان الافتراس الا اذا كان جائع ولا يريد الانتظار لوقت اخر.
صوره لطائر العقاب الذهبى وهو يتغذى على الثعلب
كما توجد بعض انواع العقبان البحريه التى تقوم بالانقضاض على الاسماك والحيوانات البحريه الصغيره وتتميز هذه الطيور بقوه ابصار عاليه جدا مع ارجل طويله والريش يكون مقاوم للمياه بصوره تجعله لا يتاثر عندما يغوص فى المياه ويصعد مره اخرى للطيران.
صوره لعقاب يخترق سطح المياه للنيل من فريسته
كما توجد بعض انواع العقبان الاشد خطرا وقوه ونداره ايضا وهو العقاب (هاربى) الذى يتغذى على الرئيسيات مثل القرود والغوريلا والانسان احيانا، وهو له شكل مخيف ومرعب وحجم هائل.
يبلغ طول مخالبه الخلفية حوالي 3-4 بوصات وهو نفس حجم مخالب الدب
و يزن العقاب (هاربى او المخادع) نحو 9 كيلو جرام ويبلغ طول جناحيه ما يقرب من 2 متر
و تزن الأنثى ضعف حجم الذكر.
كما يعد العقاب (هاربي ) من الحيوانات المهددة بالانقراض ، ويرجع ذلك إلى قيام الدول بإزالة الغابات والصيد وهما التهديدين الرئيسيين لبقاء هذا النوع (هاربي).
صوره توضح قوه ومنظر الطائر الذى يثير الخوف
وفى النهايه يمكن ان نستنتج ان اساس عمليه الافتراس فى العقبان هى الانقضاض من اعلى لأسفل على الفريسه بهذه المخالب الحاده مع هذا الحجم الهائل والقوه مما لا يتيح للفريسه ملاذ للفرار.
النسور
تتشابه النسور فى الحجم مع العقاب الا انها تختلف عنه تماما فى اشياء كثيره واهمها هى طريقه الاغتذاء كما أن ارجلها اضعف والقوه الجسمانيه اقل كما انها تعتمد بصوره جماعيه فى الاغتذاء باستثناء النسر المصرى الذى يعتبر اكثر النسور ذكاءا، كما يوجد انواع كثيره من النسور ولكنها تتفق فيما بينها على الغذاء على الجيف الميته وبقايا مفترسات الاسود والضباع او الحيوانات النافقه فى الغابات،
وتعتمد هذه الطريقه الجماعيه بان كل طائر يطير فى مساحه كيلو متر مربع فى سماء المناطق المكشوفه من الغابات فى ارتفاع شاهق ويكون بجانبه على بعد كيلو متر مربع طائر اخر ياخذ مساحه بجانبه هو الاخر وهكذا حيث يمكن لقطيع من طيور النسور ان يغطى مساحه متسعه جدا من الغابه وهنا يكون الكل يعمل فى دائره مشتركه للبحث عن الجيف الميته او الحيوانات التى تفترس من قبل الاسود والضباع .
وتحدد اماكنها والنسر الذى يرصد هذة الحاله يقوم بعمل ارتفاع ملحوظ فى الهواء على شكل دائرة لينبه النسور التى تحلق بجانبه ويقوم بعمليه الانزال فيتبعه باقى الافراد بنفس الطريقه حتى يمكن ان ياتى نسر من على بعد 200 كيلو متر مربع
وسوف تلاحظ ذلك عند مشاهده مقطع لنزول النسور على الفريسه واحد تلو الاخر كما يتغذى كل نوع من انواع النسور على اجزاء متخصصه من جثه الحيوان النافق وبهذا يبدا كل نوع من افتراس الاجزاء الخاصه به من اللحم وهذا يمنع التنافس بين الضروب المختلفه ان صادف تواجدها على نفس الفريسه وتكون اكبر النسور هى من تقوم بالتغذيه الاول ويليها الاقل حجما.
صوره توضح التفاف مجموعه من النسور على جثه حيوان نافق
واستغلت بعض الدول والمنظمات البيئه فى استخدام هذا السلوك للنسور بان تثبت كاميرات واجهزه رصد على ظهور تلك النسور حيث انها تحلق عل ارتفاع شاهق وتغطى مساحات كبيره جدا تصل لعدة اميال كما انها لا تدخل فى صراع مع حيوانات اخرى مثل العقبان والصقور و هذا يضمن لهم عدم خساره تلك الاجهزه كما ان الطائر تكون حركاته مراقبة من قبلهم عن طريق اجهزه تتبع كما ان عمر النسور يبلغ من 20 الى 22 عام ويمكن ان يصل فى الحياه البريه الى 45 عام كحد اقصى.
الصقور
هى ارشق المفترسات الطائره واسرعها وهى تعتمد بصوره رئيسيه على الاقتناص فى الهواء وذالك لانها تتمتع بمهاره بالغه و تختلف الطرق لصيد الفرائس فى الهواء باختلاف النوع فالصقر الحر يختلف عن الصقر الشاهين الا انهما هما الاثنان يصطادون فى الجو.
فالصقر الحر يحذو خلف فريسته للوثوب والامساك بها. أما صقر الشاهين يعلو فوق فريسته بارتفاع شاهق وينقض عليها من اعلى بسرعه تصل الى 320 كم/س وهى سرعه فائقه يمكن ان تؤدى الى انفجار رئة هذا الطائر،
لكن من حكمة الخالق فى خلقه ان الله سبحانه وتعالى خلق نتوء عظمى فى فتحتى الانف للطائر حيث تعمل على تقليل دخول الهواء الى الرئه اثناء الطيران بهذه السرعه كما انه يعتبر اسرع كائن حى فى الكره الارضيه.
كما أنه اتخذ من هذا الطائر الهندسه الربانيه لصناعه الطائرات ومحركاتها مثل طائره الشبح . وهنا دعوه للتأمل فى هندسه الخالق للإستفاده منها على المستوى التطبيقى لمتطلبات التقدم فى الحياه.
وبالرغم ان الصقور تتميز باحجام صغيره فهى لا تصطاد الطيور الكبيره جدا مثل النعام والبجع والاوز والبط، بل تكتفى بالطيور التى تناسبها فى الحجم او التي تزيد بنسبه بسيطه كما يقوم بضرب الطائر فى الهواء او الامساك به وهذا يختلف على حسب حجم الفريسه والنزول بها الى الارض وافتراسها، كما انها لا تتغذى على الجيف الميته مثل العقبان لكنها من الممكن ان تتغذى ايضا بالانقضاض على القوارض الصغيره مثل الفئران والسحالى والثعابين الصغيره.
صوره توضح وثب الصقر على فريسته فى الهواء
صوره توضح مطارده صقر الاحدى الطيور فهو ينطلق كالسهم نحو الفريسه
كيف نحدد ما اكل الطائر الجارح؟
من المعروف عموما ان الطيور الجارحه تتغذى على الحيوانات الاخرى سواء طيور او ثديات مثل الارانب او قوارض مثل الفئران فبعض المهتمين بالدراسات العلميه والسلوك الاغتذائى لهذه الطيور على مدى فصول السنه او الابحاث العلميه المهتمه بذلك وعليه يتم ذلك من خلال الفحص للكريات المخرجه من فم الطائر .
وهذه الكريات عباره عن عظام الجمجمه التى لا تهضم فى امعاء الطائر فيقوم الطائر بارجاع تلك المكونات الغير مهضومه من فمه حيث يقوم المهتمين بعمل بحث تحت عشوش هذه الطيور والبحث عن تلك الكريات التى يمكن ان تحتوى على ضلوع او اسنان او فقرات ظهريه او اقواس عظميه .
واذا كانت الكريات جافه يمكن وضعها فى وعاء به ماء لعده ساعات وعندما تنفصل العظام الصغيره يمكن تبيضها او تقشيرها بواسطه اكسيد الهيدروجين لمده دقيقتين ويتم بعدها التشطيف والتجفيف والصاق وتجميع العظام بواسطه صمغ لتحديد هويه الفريسه وهذه الطريقه المتبعه لمتخصصون فى عالم الحيوان فى الدراسات والابحاث التى تجرى على عمليات الاغتذاء لدى تلك الطيور البريه.
الطيور الجارحه والامراض
الطيور الجارحه مثلها مثل اى كان حى فهى تمرض و تنقل العدوى ويحدث هذا خاصه فى الطيور الماهجره عبر الحياه البريه بين الدول وبعضها. فهى تنقل الامراض الى الحيوان والى الانسان الذى يستأنس تلك الطيور من اجل الصيد والتدريب مثل مرض البروسيلا وهى حمى متواصلة من دون معرفة سببها والتعرق والارهاق، وأيضاً الوهن والضعف العام وقلة الشهية وفقدان الوزن وكذلك تعمل على نقل فيروس النيوكاسل حيث يصيب العين وعادة ما يصيب عيناً واحدة ويصاحبه التهاب في الغدد الليمفاوية المحيطة بالأذن و
من الممكن أيضا ان يصيب المزارع الداجنه بهذا الفيروس وبهذا تعمل على نقل الحشرات وبعض الامراض البكتيريه والفطريه. وكذالك يتم استخدام الابحاث الجينيه للتاكد من بعض السلالات ذات اصل عريق لبعض انواع الصيد الباهظه الثمن وخاصه فى دول الخليج وخاصه الامارت العربيه.
وايضا تستخدم تلك الابحاث لتحديد الامراض ودراسه تتبعها الجينى لانتقال هذه الطيور من بلد الى بلد كما ان غذائها الوحيد هو الكائنات الحيه التى يمكن ان تكون مريضه هى الاخرى وتكون مقترنه بالعدوى.
وكذلك تستخدم لتحديد الجنس فى هذه الطيور. ومن هنا يجب الاهتمام بالحياه البريه لانها تحتوى على العديد من الضروب المختلفه من الحيوانات ودراسه الامراض المشتركه بينها وبين بعضها او بينها وبين الانسان. وكذالك دراسه وحصر جميع الحيوانات البريه فى مصر حتى نتمكن من تشخيص نوع جديد اومتطفل يحمل العديد من الامراض.