د شيرين سليمان تكتب: التأثير الضار لسوء إستخدام المبيدات على الصحة العامة
باحث بمعهد بحوث الصحه الحيوانيه – معمل فرعي كفرالشيخ – تخصص: الكيمياء الحيوية
المبيدات اصطلاح يطلق على كل مادة كيميائية تستعمل لمقاومة الافات الحشرية أو الفطرية أو العشبية. وتنقسم إلى المجموعات الرئيسية :
* مبيدات حشرية. ( Insecticides )
* مبيدات فطرية. ( Fungicides )
* مبيدات عشبية. ( Herbicides )
* مبيدات القوارض. ( Rodenticides )
* مبيدات الديدان. ( Nematocides)
* الاسمدة الكيماوية الزراعية: (Chemical Fertilizers)
المبيدات الحشرية:
هي عبارة عن مواد كيميائية خطرة تستخدم في إبادة الحشرات والآفات النباتية، ولها تأثير سام بدرجات متفاوتة في الإنسان والاسماك والحيوان والنبات.تعتبر المبيدات الحشرية من أخطر ملوثات البيئة و التربة ، ويؤدى الإستخدام المتكرر لهذه المبيدات في النهاية إلى تدمير خصوبتها و تلوثها وتسممها الحاد بالمبيدات،و على قتل العديد من الكائنات الحية النافعة بها وتدمير التنوع الحيوي الذي يشمل كافة أشكال الكائنات الحية وإحداث خلل خطير في التوازن البيئي ، وإن أغلب المبيدات وخاصة مجموعة الكربيات تتحول في التربة إلى مركبات ( النيتروزأمين) التي تعد من المواد المسرطنة والتي تمتص من قبل النباتات وعند تغذية الحيوان أو الإنسان على تلك النباتات فإن النتيجة هي انتقالها لهما. كما أدى الاستخدام غير الصحيح لهذه المبيدات إلى ظهور صفة المقاومة للمبيدات من قبل الآفات الحشرية كما أدت إلى سيادة آفات جديدة لم تكن موجودة سابقا. إضافة إلى إلحاق الضرر الصحي الكبير للكائنات الغير مستهدفة كالحيوانات الأليفة والطيوروالاسماك والنحل والإنسان.
تلوث الماء بالمبيدات الحشرية:
المبيدات الحشرية تصل الي الماء من خلال عدة طرق ووسائل عديدة منها مكافحة ورش الحشرات المائية الضارة التي تعيش بالماء، إضافة إلى وصولها عن طريق ذوبان متبقيات المبيدات المتواجدة في التربة الزراعية بواسطة مياه الأمطار والري إلى جانب صرف مخلفات مصانع المبيدات في المصارف والأودية والأنهار، إضافة إلى أن الهواء والمطر المحمل برذاذ المبيدات يعتبران من المصادر المهمة في تلويث الماء، وإن أغلب المبيدات الحشرية لا تتحلل بسهولة وتبقى لفترة زمنية طويلة في الماء فتقضي على العديد من الكائنات الحية المفيدة وتتراكم في أجسام الأسماك والحيوانات النهرية والبحرية، وخاصة في موادها الدهنية ويزداد مع الوقت تركيز هذه المواد في أجسامها ومن ثم تصل إلى الإنسان عن طريق استهلاكه لها ملحقة به العديد من الأضرار الصحية .
التاثير الضار للمبيدات على صحة الاسماك
سمية المبيدات الحشرية تضعف جهاز المناعة والاستجابات المضادة للأكسدة ( antioxidants) في الاسماك من خلال بيروكسيد الدهون المفرط (lipid peroxide )، وموت الخلايا المبرمج( apoptosis ) ، وتطور السلوك العصبي . ونتيجة لذلك ، فإن الأسماك تكون اكثرعرضة لمهاجمة الأمراض المعدية .تؤدي الكميات المتزايدة من المبيدات الحشرية إلى نفوق مفاجئ للاسماك ، بينما تؤدي المستويات المنخفضة من الملوثات إلى التراكم في البيئة المائية مما يؤدي إلى مخاطر أخرى مثل ضعف المناعة وتقليل التمثيل الغذائي وتلف أنسجة الخياشيم.
المبيدات والصحة الانسان
يمكن أن تؤثر المبيدات الحشرية على صحة الإنسان إما بشكل مباشر وذلك بوصول المبيد الحشري أو أجزاء منه عن طريق اللمس أو الاستنشاق أو عن طريق الفم أو العين وذلك في الأماكن القريبة من أماكن إستخدام المبيد. أو بطرق غير مباشرة عن طريق إستهلاك ( المواد الغذائية والماء والهواء ) الملوثة بآثار المبيدات .تخترق المبيدات السامة الجلد عند ملامستها له أو تدخل إلى الجهاز الهضمي عن طريق الخضار والفواكه والاسماك الملوثة التي تحمل الآثار المتبقية من هذه السموم ومن ثم تصل إلى الدم و إلى كافة أعضاء الجسم و تستقر فيها وتسبب له العديد من الأمراض الخطيرة ومنها أمراض الكبد والفشل الكلوي والسرطانات .
في الحقيقة لايمكن حصر الأضرار الجسيمة والمخيفة التي تسببها المبيدات الحشرية للإنسان والبيئة ولكافة أشكال الحياة, كون هذه الأضرار متباينة في زمن ظهورها ومختلفة في شدة ضررها بين مختلف الكائنات الحية والحديث عن ذلك يتطلب عشرات بل مئات الصفحات ويتطلب تضافر جميع الجهود إلى حظر بيع واستخدام المبيدات المعروفة باحتمال خطورتها على الصحة والبيئة, فقد ناضلت منظمتي ”تحالف الصحة البيئية” و”الحركة ”من أجل حقوق واحترام الأجيال المقبلة في معظم الدول الأوروبية في سبيل نشر الوعي عند المواطنين وأطلقت المنظمتان حملة تحت شعار ”مبيدات وسرطانات” من أجل التحذير من علاقة المبيدات الحشرية بالإصابة بالسرطان.كما تركّز هذه الحملات أساساً على دعوة الحكومات وكافة الفعاليات إلى الاهتمام بالموضوع ومنع استخدام مبيدات يتم تسويقها بصفة عادية ومن دون قيود صارمة .
توصيات هامة للحد من أضرار المبيدات:
– منع إستيراد المبيدات العالية السمية والمحرمة دوليا.
– تفعيل مراكز الحجر الزراعي للنباتات لمنع إدخال المزروعات المصابة أو الملوثة.
– تفعيل برامج استئصال آفات معينة بمنع إرسال غراس أو مواد زراعية في نفس البلد من منطقة موبوءة إلى مناطق أخرى سليمة.
– برامج توعية وإرشاد عن طرق إستخدام الأدوية والمبيدات الحشرية ومواعيد الرش ومواعيد القطاف.
– برامج توعية وإرشاد لإستخدام المبيدات العضوية الطبيعية المصدر بديلا عن المبيدات الكيميائية.