د رانيا إسماعيل تكتب : تقييم الفحص السيرولوجي للإجهاض المعدي في الحيوانات
باحث أول بقسم بحوث البروسيلا – معهد بحوث الصحة الحيوانية- مركز البحوث الزراعية – مصر
بمقارنة الإجهاض المعدي بالأمراض الأخرى التي تصيب الحيوانات نجد أن له نصيب الأسد من الاختبارات السيرولوجية المتنوعة، الأمر الذي إن دل على شيء فإنما يدل على أن الاختبار الأمثل لتشخيص المرض مازال قيد البحث والدراسة ولم يتم التوصل له حتى الآن، وسوف نستعرض سوياً الأسباب المسؤولة عن عدم وجود اختبار واحد فقط يمكن الاعتماد عليه بشكل تام، حيث أنه في حالات معينة يقف اختبار معين عند الحد الفاصل بين السلبي والإيجابي حينها يستعصي البت النهائي في تأكيد الإصابة من عدمه.
الاختبارات السيرولوجية للبروسيلا تنقسم حسب وظيفتها أو استخدامها إلى:
1) اختبارات كيفية مسحية شديدة الحساسية تهدف إلى إعطاء نتيجة مبدئية سريعة عن الحيوانات المصابة لاستكمال فحصها والتأكد من إيجابيتها وعن الحيوانات السليمة لاستبعادها من الفحوصات التأكيدية.
2) اختبارات كمية أو شبه كمية مساندة أو تكميلية تهدف إلى استكمال الصورة وتوضيحها لإعطاء نتيجة نهائية.
تنقسم الاختبارات السيرولوجية للبروسيلا حسب طبيعتها إلى:
1- اختبارات الترابط الأساسي أو الأولي، وهي اختبارات تتحد فيها الأجسام المضادة بالسيرم مع مولدات الضد (الأنتيجين) بشكل غير ظاهر للعين المجردة يتم إظهاره باستخدام كاشف لهذا الاتحاد ومن أمثلة هذا النوع من الاختبارات الفحص المناعي بالارتباط الإنزيمي لمادة ممتصة (اختبار الإليزا).
2- اختبارات الترابط الثانوي، وهي اختبارات تتحد فيها الأجسام المضادة بالسيرم مع مولدات الضد بشكل ظاهر للعين المجردة اعتماداً على ظاهرة حيوية دون الحاجة لكاشف، وذلك مثل اختبارات التلزن بأنواعها.
3- اختبارات الترابط فوق الثانوي: وهي اختبارات تعتمد على ظاهرة مناعية داخل جسم الكائن الحي مثل اختبار الحساسية لمادة البروسيللين البروتينية في الجلد.
المفاضلة والاختيار بين الاختبارات السيرولوجية المستخدمة:
يعتمد اختيار اختبارات سيرولوجية معينة للتشخيص دون الأخرى عل عدة عوامل أساسية منها:
- الهدف المطلوب من الفحص السيرولوجي ودى ملاءمة الاختبار له
- وجود وتوزيع المختبرات المجهزة والكوادر المدربة على الفحص وتأويل النتائج
- العينات المتاح أخذها للفحص وتوافر العمالة المدربة لذلك
- هل الحيوانات مرقمة أم غير مرقمة يصعب الرجوع إليها بعد الفحص؟
- عمر وعدد وفصيلة الحيوانات المراد فحصها وطبيعتها الإنتاجية (تسمين/ حلاب)
- حساسية الاختبار أو الحد الأدنى من الأجسام المضادة التي يمكنه اكتشافها أو قياسها
- الحد الفاصل بين السلبي والإيجابي للاختبار
- خصوصية الاختبار من حيث عدم إعطاء نتيجة إيجابية إلا مع الأجسام المضادة للبروسيلا فقط دون غيرها من البكتيريا
- انتقائية الاختبار لنوع الأجسام المضادة للبروسيلا من حيث ارتباطها بالعدوى أو التطعيم بلقاحات البروسيلا
- الوقت اللازم لإتمام الاختبار وسرعة اتخاذ القرار
- الحالة الوبائية للمرض ومدى انتشاره بين فصائل الحيوانات المختلفة ونوع البروسيلا السائدة والتاريخ المرضي للعدوى في المنطقة
- طبيعة السياسة المتبعة لمكافحة البروسيلا والحالة الاقتصادية للمزرعة أو البلد
عيوب الفحص السيرولوجي للبروسيلا:
يتميز الفحص السيرولوجي بسرعته وسهولته مقارنة بالفحوصات البكتريولوجية أو الجزيئية، لكنه يعطي تشخيصاً دقيقاً بنسبة لا تتعدى 95% حيث تتلخص عيوبه فيما يلي:
- الحساسية المنقوصة المتمثلة في نتائج سلبية كاذبة:
- طول أو اختلاف فترة الحضانة الخاصة بالمرض
- ظاهرة وجود الحيوانات الحاملة للعدوى بدون أعراض
- الإخفاق في الكشف عن الأجسام المضادة لمولدات الضد المستخدمة
- الإخفاق في الكشف عن الأجسام المضادة لمولدات الضد غير عديد التسكر الدهني
- الخصوصية المنقوصة المتمثلة في نتائج إيجابية كاذبة:
- التفاعلات غير الخاصة نتيجة الأجسام الطبيعية المسببة للتلزن
- التفاعلات غير الخاصة نتيجة البكتيريا سالبة الجرام شبيهة البروسيلا
- التفاعلات غير الخاصة نتيجة التطعيم بأحد لقاحات البروسيلا
الجديد في التشخيص السيرولوجي للبروسيلا:
اختبار الاستقطاب الفلورسنتي (سنة 1996):
يعتمد هذا الاختبار على قياس الاستقطاب الضوئي فعندما يمر ضوء مستقطب في جزيئات مولد الضد صغيرة الحجم سريعة الدوران لارتباطها بالكاشف فقط يخرج الضوء غير مستقطب، وعندما يمر ضوء مستقطب في جزيئات مولد الضد كبيرة الحجم بطيئة الدوران لارتباطها بالكاشف والأجسام المضادة يخرج الضوء غير مستقطبا جزئياً، ويوجد الاختبار على هيئتين إما في أطباق مايكروتايتر معينة تقرأ بواسطة مطياف في المختبر (الصورة اليمنى) أو في أنابيب صغيرة معينة تقرأ بواسطة مطياف محمول في الحقل (الصورة اليسرى)
مميزاته
- اختبار دقيق من اختبارات الترابط الأساسي أو الأولي
- اختبار سريع متجانس (لا يحتاج إلى خطوات غسيل) يمكن إجراؤه في الحقل
عيوبه
- اختبار مكلف يعطي نتيجة كيفية وليست كمية
- ارتباط مولد الضد بالكاشف من المكونات الحرجة في الاختبار
- تتأثر قراءات الاستقطاب بدرجة الحرارة
اختبار حل مشكلة الوقت بنقل طاقة الرنين الفلورسنتي (سنة 2009):
وهو عبارة عن تطويع لاختبار الإليزا التنافسي متعدد الخطوات ليصبح اختباراً في خطوة واحدة عبارة عن تحضين لمدة 30 دقيقة، وذلك بتتويج أجسام مضادة أحادية المستعمرة للبروسيلا بمادة مانحة للطيف الفلورسنتي طويلة العمر من جهة ومن جهة أخرى تتويج عديد التسكر الدهني للبروسيلا الناعمة مع مادة مستقبِلة متطابقة، حيث تنتقل الطاقة بين مانح ومستقبِل لهما صفات طيفية ملائمة إذا كانا قريبَيْن من بعضهما بالقدر الكافي ويحدث ذلك عند اتحاد الأجسام المضادة أحادية المستعمرة مع عديد التسكر الدهني للبروسيلا، وتقاس الطاقة المنتقلة الناتجة عن إثارة المادة المانحة للطيف الفلورسنتي، ومما هو جدير بالإشارة أن هذا الاختبار لم يظهر بعد في شكل تجاري بالأسواق.
