اخبار لايتالأخبارمتفرقات
جولة في سوق الحامدية بدمشق…«البوظة» والصابون النابلسي تتمسك بالتاريخ لإحياء أشهر المعالم الدمشقية
تجولت «أجري توداي»، داخل سوق الحاميدية الشهير بالعاصمة السورية دمشق والمجاور للمسجد الأموي، حيث كان لافتا ضعف الإقبال علي عمليات الشراء للمنتجات المعروضة داخل السوق الشهير ومنها «البوظة الدمشقية» والتمر هندي والملابس والإكسوارات النسائية، بسبب ضعف القوة الشرائية بسبب تداعيات الحصار الاقتصادي والإنقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي لبعض الساعات خلال فترات التسوق بالإضافة إلي برودة الطقس مع بدء موسم الشتاء.
ورغم إن كان هناك إقبالا محدودا علي شراء وتناول «الآيس كريم» أو البوظة كما يطلق عليها السوريون والتي يشتهر بها سوق الحامدية في محلات «بكداش» الشهيرة في السوق التاريخية خاصة خلال شهور الصيف الحارة، ويتميز هذا النوع من الآيس كريم أو «البوظة»، بالحجم الأكبر واحتواءه علي المكسرات الفاخرة من الكاجو والفستق الحلبي ومذاقه الخاص رغم ارتفاع سعره لأكثر من دولارين بعد إن كان هذا النوع من «الآيس كريم» لا يتجاوز سعره مايعادل دولار.
وأعرب مدير محلات «بكداش»،عن امله في عودة «الأيام الخوالي» وفقا لوصفه في إشارة إلي شهرة سوق الحامدية ومحلات «بكداش» لبيع «البوظة»، لإستقطاب المشاهير من الزوار الذين كانوا يخططون خلال رحلتهم إلي دمشق بزيارة السوق الشهير وشراء البوظة الشامية منه كما كان عادة عدد من رؤساء الدول العربية قبل عام 2011 كانوا الأكثر حرصا على زيارة هذا المعلم الدمشقي العريق .
وأوضح مدير محلات «بكداش»، إن هذه البوظة تعده محلات بكداش بطريقة تقليدية خاصة، حيث يتم دق البوظة يدويا عدة مرات بعصا خشبية مدببة الرأس داخل أوعية معدنية خاصة، إلى أن تصبح متجانسة وجاهزة للتقديم، وهو ما يضفي عليها إقبالا أكثر من طرق التصنيع الأخرى لمنتجات الآيس كريم.
ويعود تأسيس هذه المحلات إلي عام 1895 أي قبل أكثر 128 عاما، ومنذ ذلك الحين وهو يتربع على عرش صناعة «البوظة» او الآيس كريم في المنطقة العربية، وتحظي بالإقبال من جميع فئات المجتمع السوري بإطفاله وشبابه وكباره، وتعد جزءا من الماضي والحاضر السوري ومصدر لفخر السوريين في الداخل والخارج.
كما تجولت «أجري توداي»، في عدد من الشوارع والأزقة المجاورة لسوق الحامدية والجامع الاموي سوق العطور ومستحضرات التجميل والتي تقع في الطريق المؤدي إلي مرقد السيدة رقية بنت الحسين حيث تنتشر محال بيع صابون الغار الشهير أو ما يسمى بالصابون الحلبي، حيث تحتضن دمشق 55 سوقاً تجارية تتنوع ما بين تجارة الصابون أو الزيوت او مستحضرات التجميل بالإضافة إلي أسواق الطب البديل كأحد البدائل للحصول علي أدوية علاجية من منتجات طبيعية في ظل تحديات الحصار الاقتصادي علي البلاد وضعف القدرة الشرائية علي تداول المنتجات المستوردة الأكثر تكلفة.
ووفقا لأصحاب هذه المحال يعد أكثر أنواع الصابون شهرة هو «صابون الغار»، ويطلقون عليه الصابون السحري والذي يتم صناعته بشكل أساسي من زيت الزيتون. وتشتهر بصناعته مدينة حلب شمال سوريا، حيث يصنع من شجرة اسمها «الغار »المنتشرة في منطقة الساحل السوري والتي تضم عددا من المدن الساحلية والجبلية وخاصة محافظة اللاذقية وهو من أنواع الصابون الذي يتكون من مجموعة من الزيوت وأهمها زيت الزيتون بالإضافة إلى زيت الحبة السوداء وزيت النخيل وزيت جوز الهند بذور القطن.
ويتم بيع الصابون الطبيعي المصنوع من زيت الزيتون والغار في هذه المحال، وكل ما يتعلق بالأفراح من علب الأفراح والشموع، والبخور، الحناء، الكحل وغيرها، إعتمادا علي ما يرد إلي السوق الدمشقي بما تمده جبال سوريا وباديتها، بأكثر من 3 آلاف نوع من الأعشاب والبذور والأتربة وغيرها.
ويؤكد السوريون إن صابون الغار لا يحتوي على أي من المواد العطرية أو الصبغات المصنعة، ولا يوجد فيه أي من المواد الكيميائية أو الصناعية التي تؤذي البشرة والشعر، فزيوته طبيعية 100%، لما له من فوائد عظيمة للبشرة والشعر أيضاً، مشيرين إلي أن الأطباء والصيادلة كانت أدويتهم عبارة عن دهون ومسحات مستخرجة من الأعشاب الطبيعية، دون أن تخضع لأي تعديل كيميائي. كما يباع في السوق اكثر العطور المستخرجة من ورد الشام، ومئات الأنواع من الصنوبر، اللوز، الجوز، الكاجو، الفستق الحلبي، الفستق السوداني والبندق، والبقوليات مثل الفول، والحمص، البازلاء والعدس والقمح الأخضر (الفريكة) والجاف (الحنطة).