أزمة الدواجن وأسعار الفراخ وبيض المائدة…مابين الحكومة والخبراء

وزارة الزراعة تعلن بشكل شبه يومي عن الإفراج عن آلاف الأطنان من الأعلاف  ومستلزمات أعلاف الدواجن، التي كانت متكدسة الفترة الماضية بالموانئ نتيجة نقص الدولار،  ورغم ذلك يؤكد خبراء الدواجن يرجع إلى قتل صغار الكتاكيت لعدم وجود الأعلاف وهو السبب الأساسي لتفاقم أزمة أسعار البيض والدواجن بالبلاد حاليا.

ورغم ما تبذله الحكومة من جهود كبيرة للسيطرة على أسعار الدواجن والبيض، التي سجلت ارتفاعا ملحوظا هذه الفترة، فيما أرجع مسؤول عن صناعة الدواجن بالبلاد السبب في ارتفاع الأسعار إلى رغبة أصحاب المزارع في تعويض خسائرهم السابقة بأي شكل، وعدم تحديد الدولة لسعر عادل.

أسعار الفراخ والبيض

سجل كيلو الفراخ أو الدواجن البيضاء الأكثر مبيعا في مصر سعرا إقترب من  100 جنيها للكيلو ، مقابل أقل من 70 جنيها قبل أسبوع، فيما سجلت كرتونة بيض المائدة حجم 30 بيضة سعر 135 جنيها بينما كانت بداية الشهر بأقل من 100 جنيها وهو ما يثير الجدل.

وشهدت أسعار هياكل وأرجل الفراخ وهي الأقل قيمة على الإطلاق إرتفاعا ملحوظا، إذ سجلت 50 جنيها للكيلو في بعض المحال، فيما اكد الخبراء إن السبب الرئيسي لارتفاع أسعار الدواجن والبيض حاليا، هو سعي أصحاب المزارع والتجار لتحقيق أكبر قدر من المكاسب لتعويض فترة الخسائر التي تعرضوا لها سابقا، وهذا ما يجعلهم يبيعون السلعة بأسعار مبالغ فيها وبعيدة تماما عن حجم التكلفة الحقيقية.

أسباب ارتفاع أسعار الدواجن وبيض المائدة

قال الدكتور عبدالعزيز السيد رئيس شعبة الدواجن في إتحاد الغرف التجارية نا أسباب ارتفاع أسعار الدواجن وبيض المائدة يرجع إلي عدد من الأسباب منها:

• إرتفاع أسعار الأعلاف، حيث أن طن الذرة المستخدمة في أعلاف الدواجن بلغ سعره 13 ألف جنيه إرتفع حاليا إلى 16 ألف جنيه.
• طن الذرة يصل الموانئ المصرية خالص جميع التكاليف بسعر 10 آلاف جنيه، فالطبيعي أن يكون السعر بعد المكسب 11 ألف جنيه للطن، بينما يقوم المستورد ببيعه لمزارع الدواجن بسعر 16 ألف للطن !
• سعر طن فول الصويا العلف بلغ 24 ألف جنيه  قبل أيام، وأصبح الآن بسعر 30 ألف جنيه لمزارع الدواجن.
• تكتفي الحكومة كل ما تفعله بمناشدة المستوردين بمراعاة الأسعار من أجل المواطنين، ولكن ليس هذا المطلوب، بل يجب عليها محاسبة من يغالون في الأسعار سواء بالنسبة للأعلاف أو حتى أسعار الدواجن والبيض.
• حتى مع الأسعار المرتفعة للعلف، فإن أسعار بيع الدواجن والبيض مبالغ فيها جدا، ولا تراعي أبدا ظروف المواطنين محدودي الدخل.
• تم مخاطبة الحكومة ممثلة في وزارة الزراعة بضرور تحديد أسعار الأعلاف وكذلك تحديد أسعار منتجات الدواجن لتكون عادلة قريبة من التكلفة الحقيقية، ولكنها دائما ما ترد بأن المسألة خاضعة للعرض والطلب.
• عندما يتم مطالبة أصحاب المزارع بخفض الأسعار وتحديد سعر عادل يقولون لنا أين كنتم حينما كنا نخسر ونبيع بسعر أقل من التكلفة والحكومة كانت تقول أيضا وقتها مسألة العرض والطلب.
• جميع الجهات كانت تتضامن مع أصحاب مزارع الدواجن حينما كانت هناك أزمة في الأعلاف بسبب ما تكبدوه من خسائر، ولكن حاليا تم حل أزمة الأعلاف ولكن أصحاب المزارع التجار يغالون في الأسعار ولديهم رغبة محمومة في تعويض الخسائر السابقة بمكاسب خيالية، وعلينا جميعا أن نقف مع المواطن في هذه اللحظة لأنه لن يتحمل كل هذا الضغط”.

وجهة نظر الحكومة في أسباب إرتفاع أسعار الدواجن

يري الدكتور طارق سليمان أن ارتفاع أسعار الدواجن يرجع لعدد من الأسباب منها:

• السبب في زيادة الأسعار هو تبعات الحرب الروسية الأوكرانية ومن قبلها أزمة فيروس كورونا.
• تسبب الحرب الروسية وأزمة فيروس كورونا وما نتج عنهما من زيادة كبيرة في أسعار مدخلات الإنتاج وخاصة المستوردة مثل الأعلاف والتي زادت أسعار بعضها بنسبة تصل إلى 200 %.
• برغم كل تلك الزيادة في أسعار مدخلات الإنتاج إلا أن نسبة الزيادة في الأسعار بالنسبة للمنتج النهائي لم تتخط 30 في المئة، لأن الدولة تتحمل جزءا كبيرا من فروق الزيادة بين تكاليف الإنتاج والأسعار النهائية للمنتج.
• بالنسبة للظروف العالمية، فزيادة الأسعار مبررة ومربي الدواجن لابد أن يربح وإلا فسيهجر تلك الصناعة الاستراتيجية، وتكون النتائج كارثية حيث سيتم الاعتماد على الاستيراد فقط، ووقتها ستتضاعف الأسعار إلى ما لا نهاية.
• وزارة الزراعة تبذل جهودا لتوفير الأعلاف لتلك الصناعة القومية، وتعمل من خلال منافذها على توفير الدواجن والبيض بأسعار أقل من القطاع الخاص بنسبة تصل إلى 25 %.

كيف واجهت الحكومة أزمة إرتفاع أسعار  الدواجن؟

• آخر خطوات الحكومة المصرية للسيطرة على أسعار الدواجن ومنتجاتها، قرار مجلس الوزراء بتأجيل سداد مزارع الدواجن من للضريبة العقارية لمدة 3 سنوات.
• يري إتحاد منتجي الدواجن ان قرار تأجيل سداد الضريبة العقارية عن أصحاب المزارع لن يحل أزمة الأسعار.
• إتحاد منتجي الدواجن أكد أن هذا القرار يخفض من تكاليف الدورة الإنتاجية، ولكنه غير مؤثر على الأسعار، لأن الزيادات التى تشهدها نتيجة ارتفاع الأعلاف، ولن يتم حل الأزمة إلا إذا توافرت الأعلاف بأسعار مناسبة.
• رغم وجود زيادة في أسعار البيض والدواجن نتيجة الظروف العالمية المفروضة على الجميع، فإن السلع في مصر متوافرة ولم يحدث فيها أي نقص مثلما حدث في دول أخرى، وأجهزة الدولة المصرية من خلال لجان شكلها رئيس الوزراء حريصة على توفير السلع بالأسواق وتشديد الرقابة على الأسعار لمنع المبالغة فيها.
• نصح سليمان المواطنين مقاطعة التجار الذين يبيعون بأسعار مبالغ فيها والإبلاغ عنهم، والامتناع عن النهم في شراء السلع وتخزينها خوفا من نقصها، لأنه لن يحدث نقص، وكذلك هذا السلوك يؤدي لزيادة الأسعار أكثر.