الأخبارالاقتصادالوطن العربى

كيف تواجه لبنان الأزمة الإقتصادية بالمشروعات الزراعية وصناعة النحل؟

>> خليفة: مستعدون لنقل الخبرات المصرية في مجالات الصوب الزراعية والإستزراع السمكي

>> نقيب مزارعي جنوب لبنان: تدهور قيمة الليرة اللبنانية يدفعنا باتجاه تعاون زراعي أكبر مع مصر للتخفيف من الازمة

كشفت زيارة وفد مصري ضم الدكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين وفتحي بحيري رئيس إتحاد النحالين العرب إلي لبنان عن أهمية التعاون بين وزارتي الزراعة والتجارة في البلدين في مجال المشروعات الزراعية وصناعة النحل وتطوير زراعة المحاصيل عالية القيمة وتطوير منظومة الإستزراع السمكي في لبنان وتعزيز تبادل المنتجات الزراعية التي تخدم الأمن الغذائي في البلدين وتستهدف التخفيف من الأزمة الإقتصادية في لبنان، بالإضافة إلي تطوير منظومة تصدير النحل المصري إلي لبنان لتلبية إحتياجاته من النحل لإنتاج عسل النحل وزيادة قدرة لبنان علي التوسع في الصوب الزراعية لتلبية إحتياجات لبنان من الخضروات فضلا عن الإستفادة من الخبرات المصرية في مجال زراعة الأنسجة.

وقال الدكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين علي هامش لقاءه محمد الحسيني نقيب تجمع مزارعي الجنوب في لبنان بمدينة صيدا للبنانية، إنه سيتم الإعداد لزيادة وفد لبناني من المزارعين ورجال الأعمال للإطلاع علي الخبرات المصرية في مجال الإستزراع السمكي خاصة ان مصر تحتل مكانة متميزة في هذا القطاع الحيوي بفضل المشروعات القومية العملاقة في منطقة قناة السويس والبحيرات الشمالية .

وأضاف «خليفة»،إن مصر لديها ميزة نسبية في إنتاجية المحاصيل الغذائية مثل القمح بفضل البحوث التي يجريها مركز البحوث الزراعية، مشيرا إلي أهمية الإستفادة من هذه البحوث بالتعاون مع المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة «أكساد» لتلبية إحتياجات لبنان من التقاوي المعتمدة عالية الإنتاجية والأكثر تحملا للظروف المناخية.

وأوضح نقيب الزراعيين أهمية دور وزارتي الزراعة في مصر ولبنان في وضع آليات واقعية تخدم تعزيز التبادل التجاري في مجال تصدير النحل وفسائل النخيل وزيادة صادرات مصر من البطاطس، أو إستيراد التفاح اللبناني، فضلا عن إعداد مذكرة تعاون بين الوزارتي تساهم في سرعة نفاذ المنتجات الغذائية ذات الميزة النسبية لتلبية إحتياجات لبنان من الخضروات في ظل زيادة الطلب علي الخضروات المصرية، مشيرا إلي إنه سيتم إعداد جدول لتنظيم زيارة لوفد من النقابات الزراعية بمختلف المناطق اللبنانية لإستعراض قائمة المشروعات ذات الأولوية في الاهتمام اللبناني لتطوير المنتجات الزراعية اللبنانية.

وأشار «خليفة»،  إلي أن الاجتماع ناقش خطط لبنان للإستفادة من الخبرات الزراعية المصرية في  5 مجالات رئيسية تضم الصوب الزراعية وزراعة الأنسجة، والإستزراع السمكي وتطوير صناعة النحل اللبناني، وتطوير زراعات المحاصيل عالية القيمة للتخفيف من العجز في تلبية إحتياجاتها من المحاصيل الغذائية وزيادة قدرتها علي الصادرات وتحقيق الأمن الغذائي.

وتعتمد الخطة وفقا لخبراء النقابات الزراعية في لبنان علي الإعتماد علي التعاون بين بيوت الخبرة ممثلة في نقابة الزراعيين المصرية ونظيرتها في لبنان، بالشراكة مع القطاعات الحكومية ممثلة في وزارتي الزراعة في البلدين.

ومن جانبه قال فتحي بحيري رئيس إتحاد النحالين العرب ان مصر لديها ميزة نسبية في تصدير النحل الحي بإجمالي مليون و300 ألف خلية سنويا، وتخضع منظومة تصديرها إلي الخارج لقواعد صارمة بإشراف قسم بحوث النحل التابع لوزارة الزراعة بالإضافة إلي الحجر البيطري المصري، موضحا ان هذه المكانة الدولية لتصدير النحل يؤكد إلتزام مصر بهذه القواعد.

وأضاف «بحيري» خلال لقاءه  الوفد اللبناني برئاسة رئيس نقابة تجمع مزارعي الجنوب في لبنان والمهندس علي دبوق نائب رئيس النقابة اللبنانية وهاني طاهر  عضو مجلس النقابة اللبنانية لمزارعي الجنوب، ومحمد حسن خبير النحل في لبنان وسامر جواد وعامر جواد ويحيي حمد ، إنه يمكن الإستفادة من التجربة المصرية في مجال إنتاج النحل لرفع كفاءة النحالة في لبنان والإستفادة من الميزة النسبية للبنان في مجال التنوع البيولوجي وإنتشار الغابات وأشجار السنديان  والموالح والحمضيات لزيادة إنتاج لبنان من الأصناف المتميزة من عسل النحل اللبناني.

ومن جانبه أكد محمد الحسيني رئيس نقابة تجمع مزارعي الجنوب أهمية الإستفادة من الخبرات المصرية لتطوير مشروعات الإستزراع السمكي لمواجهة العجز في تلبية إحتياجات البلاد من الأسماك، مشيرا إلي أن لبنان تستورد أسماك بقيمة تتجاوز 300 مليون دولار، وهو ما يتطلب التدخل العاجل للتوسع في مشروعات الإستزراع السمكي للحد من الإستيراد من الخارج في ظل العجز الذي تعانيه لبنان بسبب نقص الدولار وإرتفاع قيمته مقابل الليرة اللبنانية.

وأضاف نقيب مزارعي الجنوب في لبنان، إن العملة اللبنانية إنخفضت 28 ضعفا وتدهورها خلال الفترة الماضية في ظل ارتفاع فاتورة الإستيراد من الخارج إلي 17.7 مليار دولار سنويا مقابل صادرات لبنانية لا تتجاوز 3.6 مليار دولار،  إنعكست علي الاهتمام بالقطاع الزراعي اللبناني ودوره في تلبية إحتياجات الأمن الغذائي للحد من هذا العجور.

وأوضح «الحسيني»، إن هذه العوامل بالإضافة إلي إنخفاض قيمة الجنيه مقابل الدولار، يعكس ميزة نسبية للبلدين في مجال تبادل المنتجات الغذائية بين البلدين في ظل التوازن في أسعار هذه المنتجات لإحتياجات المستهلك اللبناني خاصة في مجال إستيراد الخضروات، وإستعداد لبنان لتلبية إحتياجات مصر من عدد من المنتجات مثل الموز والأفوجادو بأسعار  تناسب المستهلك المصري.

وأشار  رئيس نقابة مزارعي جنوب لبنان ، إلي أن الإنخفاض المتتالي للعملة اللبناني يدفع بإتجاه إستيراد المنتجات الغذائية من الدول التي تواجه نفس الظروف من ناحية الازمة الإقتصادية العالمية، وهو ما يدعم المزيد من التعاون المصري اللبناني في مجال التبادل التجاري للمنتجات الغذائية الزراعية والأسماك، لافتا إلي أهمية الإستفادة من الخبرات المصرية في مجال زراعة الأنسجة لدعم إستيراد إحتياجات لبنان من مختلف شتلات الفواكه لزراعتها في لبنان.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى