«تحور إنفلونزا الطيور» يضرب الثعالب والثدييات البرية وهذه هي المفاجات… د عاطف كامل يوصح التفاصيل

انتشرت أنفلونزا الطيور في جميع أنحاء العالم ، مما أسفر عن مقتل أكثر من 200 مليون طائر ، مما أدى إلى ارتفاع أسعار البيض ، وأثار مخاوف الحكومات بشأن انتقال العدوى بين البشر. حيث إنتشرت نسخة جديدة من إنفلونزا الطيور عبر أمريكا الشمالية، بعدما عثر العلماء على الفيروس في الثعالب الحمراء والقطط وثدييات أخرى.

وانتشرت السلالة الجديدة لفيروس إنفلونزا الطيور في أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط وآسيا ، ما أدى إلى تفشي المرض في الطيور البرية والداجنة. كما ظهرت في عدد من الثدييات البرية، بما في ذلك مجموعات الثعالب بهولندا .

وبحلول نهاية العام الماضي، وصل الفيروس إلى أمريكا الشمالية عبر مجموعات الطيور المهاجرة، وفي بعض أنواع الطيور، تسبب الفيروس في ظهور أعراض عصبية واضحة، كما أظهر كثير من الثعالب المصابة سلوكيات غير طبيعية، إذ ارتجفوا وساروا في دوائر وأفرطوا في إفراز اللعاب. وفي الحالات الشديدة، أصيبت الثعالب بنوبات؛ وقال الخبراء إن الموت غالباً ما يتبع تلك الأعراض الشديدة بعد فترة وجيزة.

مسؤولون في جمعية الرفق بالحيوان بولاية ويسكونسن الأمريكية،أكدوا أن مجموعات من الثعالب بدأت تتصرف بطرق غريبة، مثل الاهتزاز أو الكفاح من أجل الوقوف، كما أظهرت هذه المجموعات، التي غالباً ما تكون خاملة وتتجول من تلقاء نفسها، قليلاً من الخوف من البشر.

بعض المجموعات التي تم إدخالها للعلاج كانت هادئة، بينما تعثر آخرون حولهم أو أصيبوا بنوبات، وتشنجات في رؤوسهم، وكانت أعينهم تنقلب بشكل غريب، بعد أن استبعد فريق العمل الإصابة بداء الكلب وانخفاض نسبة السكر في الدم والأسباب المحتملة الأخرى، كشفت الاختبارات المعملية عن مرض مفاجئ، وهو سلالة متحورة شديدة الحدة من إنفلونزا الطيور.

وينتشر الفيروس، وهو نوع من إنفلونزا الطيور يعرف باسم أوراسيا H5N1، بسرعة في الولايات المتحدة هذا الربيع، ما أدى إلى إصابة قطعان من الدواجن في 36 ولاية ودفع إلى إعدام جماعي للطيور الداجنة، ولكن يبدو أن هذا النوع من الفيروس يتسبب في خسائر فادحة للطيور البرية أكثر من السلالات السابقة، حيث يجد طريقه إلى البط والإوز والنوارس وخطاف البحر، من بين ثدييات أخرى. وهذا بدوره يعني أن الفيروس يشكل خطراً كبيراً على الثدييات التي تفترس تلك الطيور، بما في ذلك الثعالب الحمراء البرية.

واكتشفت سبع ولايات أمريكية على الأقل الفيروس في مجموعات الثعلب الأحمر، والذي بدا أن العامل الممرض له قاتل بشكل خاص، كما ثبتت أيضاً إصابة قطتين من نوع الوشق الأحمر في ولاية ويسكونسن، وذئب صغير في ولاية ميتشيجان، وحيوان ظربان في كندا بالفيروس، وكذلك الثعالب، وثعالب الماء (القضاعة)، والوشق والقطط البرية، والغرير في أوروبا.

تم الإبلاغ عن حالتي N9  بشريتين، واحدة في الولايات المتحدة والأخرى في بريطانيا، وكلتاهما كانت لأشخاص كانوا على اتصال وثيق بالطيور، و لا يوجد دليل على أن الثدييات تلعب دوراً مهماً في انتشار الفيروس، ولا يزال الخطر على البشر منخفضاً، ويقول العلماء إن هذه نسخة متحورة من فيروسات الطيور”، موضحا أنه كلما زادت إصابة الثدييات بالفيروس زادت الفرص المتاحة له لالتقاط طفرات جديدة يمكن أن تساعده في الانتشار بين الثعالب أو أنواع من القطط أو حتى البشر.

ما يتطلبه هذا الفيروس للانتقال من كونه فيروس بطة أو دجاجة إلى فيروس من الثدييات هو فرص أكبر للتكاثر في تلك الثدييات المضيفة. ولهذا السبب عندما نرى هذه الثدييات مصابة بهذا الفيروس، فإننا نلاحظ ذلك، كما إن فحوصات ما بعد الوفاة كشفت أن كثيراً من المجموعات مصابة بالتهاب رئوي. وعندما فحصت أنسجة دماغ الحيوانات تحت المجهر، تم ملاحظة علامات تلف واضحة، وكان هناك كثير من الالتهابات في الدماغ مجهرياً كما تم رصد ذلك بواسطة علماء العالم.

وحتى الآن، يبدو أن الفيروس يتسبب في خسائر فادحة بمجموعات الثعالب الصغيرة أكثر من الثعالب البالغة، ربما لأن الحيوانات الصغيرة ليست لديها أجهزة مناعية متطورة بشكل كامل بعد. كما أبلغ المسؤولون البيطريون في فرنسا عن إنفلونزا الطيور H5N1 في عينات من الثعالب الحمراء ، وجزء من الاكتشافات الجارية في الثدييات ،

وأبلغت دولتان من أمريكا الجنوبية مؤخرًا عن فيروس H5N1 في الطيور البرية لأول مرة عن اكتشافهما الأول للفيروس في الدواجن. في إخطار للمنظمة العالمية لصحة الحيوان (WOAH) أمس ،

قال مسؤولون فرنسيون إنه تم العثور على الفيروس في عينة من ثعلب ، واحد من ثلاثة تم العثور عليهم ميتًا في 10 فبراير في محمية طبيعية بالقرب من مدينة مو ، على بعد حوالي 35 ميلاً شمال شرق البلاد. باريس. تم العثور على الثعالب الميتة بالقرب من النوارس الميتة.

وينتمي الفيروس الموجود في الثعلب إلى مجموعة 2.3.4.4b H5N1 التي تنتشر في الطيور البرية والدواجن – مع اكتشاف ثدييات عرضية – عبر قارات متعددة. يراقب مسؤولو الصحة عن كثب التطورات في الثدييات ، لأنه يبدو أن الفيروس به طفرات قد تجعله أكثر قابلية للتعرّف على خلايا مجرى الهواء في الثدييات.

تم الإبلاغ عن عدد قليل من الإصابات البشرية التي تنطوي على الكليد ، كل ذلك في الأشخاص الذين كانوا على اتصال وثيق مع الدواجن. وأبلغت دول أخرى في أوروبا عن اكتشاف فيروس H5N1 في الثدييات ، بما في ذلك المملكة المتحدة وإسبانيا ، اللتين أبلغتا عن تفشي الفيروس في مزرعة المنك.

الأرجنتين وأوروغواي من بين دول أمريكا الجنوبية التي أبلغت عن اكتشاف أول فيروس H5N1 في الطيور البرية في فبراير ، والآن أبلغ البلدان عن فيروس H5 شديد الإمراض في الدواجن ، وفقًا لإخطارات من WOAH. حيث أبلغت الأرجنتين عن فاشيتين في الدواجن التجارية ، أحدهما في مزرعة مربيّة في مقاطعة بوينو أيريس في الشرق يأوي 17000 طائر والآخر في مزرعة دجاج التسمين في مقاطعة ريو نيجرو في الشمال والتي بها 190 ألف طائر ، وفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية. في مكان آخر ، أبلغت أوروغواي عن تفشي فيروس H5 في طيور الفناء الخلفي من أنواع مختلفة في مقاطعة تاكواريمبو في الجزء الشمالي الأوسط من البلاد ، بما في ذلك الدجاج والطيور الغينية والبط ، وفقًا لتقرير منفصل من WOAH. من بين 195 طائرًا في الموقع ، قتل الفيروس 94.

كاتب المقال خبير في الحياة البرية