نجحت الدكتورة كلارا عزام الأستاذ في معهد بحوث المحاصيل الحقلية والحاصلة على جائزة المرأة التقديرية في مجال الزراعة والعلوم الغذائية في إستنباط أصناف وسلالات من محصيل القمح وعباد الشمس والفول السوداني أكثر تحملا للظروف المناخية مثل الجفاف وتكون أقل إستهلاكا للمياه، مؤكدة أهمية دور شباب الباحثين وإن عليهم أن يحبوا عملهم، لأن هذا يُهون كل الصعاب، وأن يراعوا ضميرهم، ويراعوا الدقة في عملهم.
وقالت كلارا عزام رئيس قسم الخلية بمعهد المحاصيل الحقلية بمركز البحوث الزراعية ان هذه الأهداف هي المخطط للنهوض بالزراعة المصرية في مواجهة التحديات المناخية ورفع كفاءة الموارد المائية والارضية إعتمادا علي تطبيقات البحوث العلمية لخدمة البشرية و مساعدة ملايين الأشخاص، عن طريق البحث حول إنتاج سلالات مقاومة للجفاف والأمراض والحشرات من محاصيل القمح وعباد الشمس والفول السواني.
ولفتت «كلارا عزام»، إلي إنها عملت من خلال البحوث العلمية علي تنفيذ خطة إنقاذ عباد الشمس من الهلاك الذي يتعرض له المحصول أو النبات بسبب الارتفاع الزائد عن الحد لنبات عباد الشمس والذي كان يُعرضه للانكسار، موضحة أنها تمكنت عن طريق استخدام البيولوجيا الجزيئية وعملية عزل الجينات من التغلب على تلك الأزمة، ونجحت في تقصير طول النبات بالحد الذي يحول دون تعرضه للانهيار والهلاك بسبب الرياح ونحو ذلك، ليكون المحصول أكثر انتاجية وقوة عن الماضي بصورته التقليدية.
وأكدت رئيس قسم الخلية بمعهد المحاصيل الحقلية، أن مصر تستحق أن نعمل جميعاً بجد لكي تكون في المراتب الأولى وفي مصاف الدول المتقدمة، فنحن نملك عقولا ممتازة وإرادة حديدية، مشيرة إلي أنها تعمل «عزام» على تطوير بحوث علي نبات «الشيا» خلال الفترة الحالية، وهو نبات من عائلة النعناع او المرمرية ضمن مشروع دولي تم منحه من FOSC وبتمويل من صندوق العلوم والتنمية والابتكار: “نبات الشيا لا يزرع بمصر، ويتم استيراده من الخارج بالعملة الصعبة، رغم أن زراعته تجود تحت ظل الظروف المصرية، ولا توجد أي أصناف مسجلة في مصر، لذا أقوم من خلال المشروع الآن أنا وفريق المشروع البحثي بتسجيل أول صنف شيا تحت اسم مصر 1”.
وقالت رئيس قسم الخلية بمعهد المحاصيل الحقلية بمركز البحوث الزراعية، إن “تلك البذور صالحة للأكل، مصدرها نبات يعيش في الصحراء يسمى سالفيا هيسبانيكا، وهي من الحبوب الكاملة المهمة لجسم الإنسان ويتم إدخالها إلى النظام الغذائي بغرض الإشباع وتخفيض الوزن، فضلاً عن الفوائد الأخرى، بجانب تميزها بقيمتها الغذائية العالية التي تحتوي في تركيبها على الأحماض الدهنية أوميجا 3 والكربوهيدرات والبروتين والألياف ومضادات الأكسدة والكالسيوم.
سموم الأفلاتوكسين
وشددت «عزام» وهي أستاذة التكنولوجيا الحيوية والبيولوجيا الجزيئية بمعهد المحاصيل الحقلية، على استخدام التقنيات الحيوية والبيولوجيا الجزيئية لإيجاد سلالات مقاومة للفطريات المُفرزة لأخطر المواد السامة “الأفلاتوكسين”، فاستطاعت الوصول إلى مبتغاها من خلال استخدام التربية التقليدية مع الطرق “البيو تكنولوجية” الحديثة المتمثلة في زراعة الأنسجة والمعلمات الوراثية الجزيئية.
ولفتت رئيس قسم الخلية بمعهد المحاصيل الحقلية بمركز البحوث الزراعية إلي أنّ الأفلاتوكسين هو أحد أخطر السموم الفطرية على صحة الإنسان والحيوان، وتعرّض أي شخص لكمية بسيطة للغاية منه ولو جزء من المليون تؤدي إلى وفاته، وهذا ما أشارت إليه منظمة الصحة العالمية.
وأضافت «عزام»: «كما أنّ تعرض الأطفال له لمدد طويلة وبنسب أقل بكثير، يؤدي إلى التقزّم وحدوث خلل في الجهاز المناعي لهم، فسموم (الأفلاتوكسين) من الممكن أن تدخل إلى جسم الإنسان إما بطريقة مباشرة من خلال الأغذية، أو غير مباشرة من خلال تناول منتجات مصدرها حيوانات سبق لها أن تغذت على أعلاف ملوّثة بالسموم الفطرية».
وأوضحت رئيس قسم الخلية بمعهد المحاصيل الحقلية بمركز البحوث الزراعية ،مخاطر تلك السموم الفطرية التي عملت على إيجاد سلالات مقاومة لها خاصة أن «الأفلاتوكسين» يعتبر أيضاً أحد أكثر المركبات المسببة للسرطان المنتجة من أصل طبيعي، وبداية انتشاره كانت في عام 1952 بسبب تسمم ناتج عن استهلاك ذرة صفراء متعفنة من قبل الخنازير المعدة للتربية في جنوب الولايات المتحدة.
ولفتت «عزام»، إلي إنه في عام 1960، أُطلق على (الأفلاتوكسين) المرض الغامض الذي أدى إلى موت عشرات الآلاف من طيور الديكة الرومية في انجلترا، وفي روسيا خلال الحرب العالمية الثانية توفي عدد كبير من سكان إحدى القرى وماشيتها بسبب تعرضهم لهذا السم، الذي تسبب حينها في نقص وتسمم كرات الدم البيضاء”، بحسب قولها.
وأضافت رئيس قسم الخلية بمعهد المحاصيل الحقلية بمركز البحوث الزراعية ، إن البحث عن حلول لمحاصيل أكثر إنتاجية، وإنقاذ الأرواح من خلال سلالات مقاومة للأمراض والفطريات، هدف أسمى لابد أن يحظى باهتمام كل الباحثين والعاملين في الحقل العلمي في كافة المجالات والتخصصات.
السيرة الذاتية للدكتورة كلارا عزام رئيس قسم الخلية بمعهد المحاصيل الحقلية بمركز البحوث الزراعية
- تم إدراج اسمها كواحدة من أهم الباحثين في العالم خلال العام الجاري وفقاً لموقع
- حصلت على منحة من ألمانيا لمدة 13 شهراً بين عامي 1998 – 1999 بقسم بيولوجيا الخلايا الجزيئية في معهد وراثة النباتات وبحوث المحاصيل الحقلية
- تم اختيار بحث لها كأفضل بحث من معهد بحوث أمراض النبات بمركز البحوث الزراعية عام 2007 بعنوان المعلمات المرتبطة بمقاومة أمراض موت البادرات وعفن الجذور لطفرات الفول السوداني وإنتاجيتها.
- تُمثل مصر كباحث رئيسي في المشروع العالمي الذي يهدف إلى تعزيز الأمن الغذائي، وتطوير العمليات الزراعية القائمة على الكتلة الحيوية في القارة السمراء، لتعزيز الاستدامة والاستفادة من المواد الأولية.
- حصلت على زمالة ما بعد الدكتوراة من جامعة واشنطن بالولايات المتحدة، من مركز التكنولوجيا الحيوية 2010.