تخفيض السكر في الدم بإستنبات بذور الفجل …دكتورة إيمان ترك تكشف التفاصيل
>> إستنبــات بــذور الفجــل بـإستخــدام المــــاء المالح وتأثيراتها البيوكيميائية والباثولوجية على الفئران البيضاء وإثبات تأثيرها الفعال فى خفض نسبه السكر فى الدم كبديل للأدوية و الأنسولين
هل يمكن الإستفادة من بذور الفجل في تخفيض نسبة السكر في الدم، طموحات كبيرة يحاول العلم الإستفادة من البحوث التطبيقية لخدمة الملايين من المصابين بمرض السكر ووضع حلول تساهم في التخفيف من معاناتهم، وهذه المحاولة إعتمدت علي التاريخ الإنساني في الإستفادة من المنتجات الطبيعية كأدوية في علاج الأمراض، حيث تم إستخدام الفجل بأنواعه كغذاء طبى فى عديد من الامراض كأدويه شائعة منذ القدم قبل بناء الاهرامات كما كان شائعاً إستهلاكه فى عصر الرومان منذ القدم وليس البذور.
لذلك تم إستنبات بذور الفجل في مكان مظلم «برطمان زجاج» ظلام للفجل فى هذه الدراسة والتى تم فيها تقييم محتواه من المركبات الكيميائية والمواد الغذائية النباتية فى نبت الفجل المصرى المستنبت فى الماء العادى (NRS) ,والماء المملح بكلوريد الصوديوم ((SRS)) مقارنة بالبذور، وأجرى هذا الجزء من الدراسة في معمل الزراعة العضوية بقسم البساتين بكلية الزراعة- جامعة عين شمس .
وإشتملت الدراسة أيضا على توضيح الدور الذى يلعبه نبت الفجل المصرى بإستخدامه فى نظام غذائى معدل على بعض الصفات الكيميائية الحيوية على عملية التمثيل الغذائى لأعضاء الفئران المصابة بداء السكرى بتأثير الإستربتوزوتوسين وفى الفئران العادية وأجرى هذا الجزء من الدراسة في المركز الإقليمي للأغذية والأعلاف .
ويمكن تلخيص النتائج المتحصل عليها من هذه الدراسة كما يلى:
أولاً: تأثير عملية التنبيت على المكونات الغذائية والكيميائية النباتية فى نبت الفجل المصرى (NRS and SRS)
مقارنة بالبذور تم تحليل نبت الفجل المصرى (NRS , SRS) المنتج بعيدا عن الضوء بعمر ثلاثة أيام لتقدير محتواهم من المغذيات الكبرى والعناصر المعدنية (مثل الكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم والفسفور والحديد والصوديوم) وتقدير الأحماض الدهنية والفيتامينات (فيتامين (C,E, A, بالإضافة لتقدير المركبات الكيمائية وخلصت النتائج فيما يلى:
- خلال عملية التنبيت تم ملاحظة الزيادة الكبيرة فى محتوى الرطوبة فى كلا نبت الفجل وعلى آية حال فإن عملية التنبيت أدت لزيادة فى محتوى البروتين والالياف فى نبت الفجل المصرى أكثر من المحتوى بالبذور الجافة بالنسبة للوزن الجاف كما انخفض محتوى الكربوهيدرات والدهون والطاقة بعد تنبيت بذور الفجل المصرى .
- عملية التنبيت لبذور الفجل أدت لإنخفاض محتوى النبت من العناصر الغذائية وخاصة البوتاسيوم والكالسيوم ماعدا عنصر الصوديوم فى النبت المالح SRS الذى إزداد محتواه من العناصر الغذائية مقارنة ببذور الفجل .
- محتوى فيتامين C والبيتاكاروتين كبادئ لفيتامين A إزداد عقب عملية تنبيت بذور الفجل بينما إنخفض محتوى فيتامين E) التوكوفيرول) .
- التحليل الكروماتوجرافى بإستخدام جهازMS-GC-MS لمكونات بذور ونبت الفجل المصرى قد سجل تواجد34 مركب فى نبت NRS و 42 مركب فى نبت SRS مقارنة بتواجد 25 مركب فى البذور الجافة. وتم توضيح تركيب هذه المركبات وأظهر التحليل تواجد حمض الدوديكاندويك بكميات جيدة ولم تتواجد هذه المركبات فى بذور الفجل.
ثانياً: التقييم الكيميائى الحيوى لنبت الفجل المصرى(NRS,SRS) كمضادات لمرض السكرى
تركت ذكور الفئران البيضاء البالغة لإستخدام كميات حرة من ماء الشرب والاكل حتى نقطة الصفر (بداية معاملات التجربة) وقسمت الفئران إلى 4 مجموعات (5 فئران لكل مجموعة).
وكانت فئران المجموعة الأولى سليمة بينما فئران المجموعة الثانية والثالثة والرابعة تم حقنها فى الغشاء البريتيونى بمركب الإستربتوزوتوسين STZ (60 ملجم/كجم من وزن جسم الفأر) لتحفيز مرض السكر فى الحيوانات.
وبعد 4 ايام من الحقن تم تقدير نسبة الجوكوز في الدم والتأكد من أن كل مجموعة (5 فئران) تراوح بها نسبة الجلوكوز بالدم بين 398 إلى 412 (mg/dl) بعد ذلك إستمرت المجموعة الأولى للفئران بالتغذية على العليقة القياسية العادية (المقارنة السليمة) والمجموعة الثانية المصابة للسكرى أيضا إستمرت بالتغذية على العليقة القياسية العادية (المقارنة المصابة بمرض السكرى الناتج عن (STZ .
اما المجموعة الثالثة والرابعة المصابة بمرض السكرى فقد تم تغذيتها على نظام غذائى معدل بمطحون نبت الفجل NRS,SRS (بنسبة 10% من العليقة) وخلال 6 أسابيع (مدة التجربة) تم حساب والماء المستخدم وبعد إنتهاء مدة التجربة (6 أسابيع).
تم تشريح الفئران وأخذت عينات الدم ووزن الأعضاء (الكبد – الكلى– المخ – البنكرياس والطحال– الرئتين- والخصى) لتقييم تأثير نبت الفجل العادى NRS والمالحSRS على جلوكوز الدم وعملية التمثيل الغذائى للفئران ووظائف الكبد والكلى ونسبة وزن الأعضاء.
ملخص دراسة تأثير بذور الفجل علي تخفيض نسبة السكر في الدم
ويمكن تلخيص النتائج المتحصل عليها كم يلى:
- أدى النظام الغذائى المعدل بمطحون نبت الفجل وخاصة المسنبت بالماء المالح SRS إلى إنخفاض معنوى لمستوى الجلوكوز فى دم الفئران المصابة بالسكرى فى نهاية فترة التجربة (6 أسابيع) وصل إلى حوالي 54% من جلوكوز دم الفئران المصابة بالسكري (المقارنة).
- أظهرت الفئران المصابة بالسكرى زيادة فى الإستهلاك اليومى للماء أكثر من الفئران المرجعية السليمة وقد ساعد النظام الغذائى المعدل بمطحون نبت الفجل المصرى الفئران المصابة بالسكرى لظبط معدل الإستهلاك اليومى للماء.
- مرض السكرى الناتج بسبب الإستربتوزوتوسين ونبت الماء العادى NRS قلل معنوياً وزن الفأر والزيادة المكتسبة فى وزن الفأر مقارنة بمجموعة الفئران المرجعية السليمة ولكن أدى إلى زيادة نسبة وزن الكبد والكلى (جم/ 100 جم من وزن الجسم) مقارنة بالمرجعية السليمة وأدى النظام الغذائى المعدل بمطحون نبت الفجل المصرى بالماء المالح SRS إلى تحسين وزن الفأر والزيادة المكتسبة فى الوزن ونسبة وزن الأعضاء. للفئران المصابة بالسكرى.
- حفز مرض السكرى نشاط إنزيمات الكبد ((ALT,AST. وأدى النظام الغذائى المعدل بمطحون نبت الفجل المصرى إلى تقليل التأثيرات الضارة لمرض السكرى وأدى لتحسين نشاط إنزيمات الكبد.
- مرض السكرى الناتج عن الإستربتوزوتوسين أدى إلى زيادة معنوية فى مستوى حمض اليوريك والكرياتينين بالدم مقارنة مع المرجعية القياسية السليمة. وإضافة نبت الفجل المصرى إلى عليقة الفئران المصابة بمرض السكرى أدت إلى إنخفاض فى مستوى حمض اليوريك والكرياتينين على المستوى الطبيعى.
- مرض السكرى أدى لزيادة معنوية فى مستويات الكوليستيرول الكلية والجليسريدات الثلاثية مقارنة مع المرجعية القياسية السليمة.
- أدى النظام الغذائى المعدل بمطحون نبت الفجل المصرى العادى NRS فقط إلى تقليل التأثيرات الضارة لمرض السكرى وأدى لتحسين مستويات كل من الكوليستيرول الكلى والجليسريدات الثلاثية.
- مرض السكرى الناتج عن الإستربتوزوتوسين أدى لإنخفاض العدد الكلى لصفائح الدم PLT مقارنة بفئران المرجعية القياسية السليمة وتغذية الفئران على نبت الفجل المصرى أدى لزيادة العدد الكلى لصفائح الدم فى الفئران المصابة بالسكر مقارنة بفئران المرجعية القياسية المصابة بالسكرى.
- مرض السكرى الناتج عن الإستربتوزوتوسين أدى لإنخفاض العدد الكلى لكرات الدم البيضاء (WBC) فى الميكروليتير وكذلك مكوناتها (NEUT, LYMPH, MONO,EO,BASO,) مقارنة بفئران المرجعية القياسية السليمة. وأدى تغذية الفئران المصابة بالسكرى على نبت الفجل المصرى لمدة ستة أسابيع (فترة التجربة) إلى زيادة العدد الكلى لكرات الدم البيضاء ومكوناتها .
وخلاصة البحث هو إمكانية إستخدام نبت الفجل الناتج عن الإستنبات في الماء المالح SRS في الظلام جزئياً في تقليل تأثير مرض السكري مع عدم الإفراط في الكمية المستخدمة لإحتواء النبت على الحامض الدهني (الإيروسك) الضار وذلك في حالة صعوبة توفير النبت الأخضر من الفجل المصري.
كاتبة المقال: الدكتور إيمان ترك – الأستاذ في المركز الإقليمي للأغذية والأعلاف – مركز البحوث الزراعية