«إضافة 3.5 مليون فدان للأراضي الزراعية»…دلالات لتطوير الزراعة المصرية تفاصيل يكشفها الدكتور إبراهيم درويش
مشروع الــ 3.5 مليون فدان يصل إلى 4 مليون فدان، يصاف الي مساحة الأراضي الزراعية في مصر، لتطوير الزراعة المصرية، و يعتبر اضخم مشروع زراعى تقيمه الدولة المصرية فى العصر الحديث فى مصر لأنه ببساطة سوف يضيف ثلث مساحة الأراضى المنزرعة القديمة أو أكثر إلى الرقعة الزراعية التى كانت فى عام ٢٠١٤ وقت تسلم الرئيس عبدالفتاح السيسي المسؤولية عبارة عن 8.4 مليون فدان..وهو الطريق إلى الاكتفاء الذاتى الزراعى التى تسعى إليه الدولة وحلم المصرين ..
هو مشروع متكامل إنتاجى زراعى صناعى اجتماعى ضخم..وعملاق وهذا المشروع لايتواجد فى منطقة واحدة بل يضم عدة مشروعات قومية فى مناطق متعددة حتى يضمن توزيع التنمية فى كل ربوع الدولة المصرية وخلق مجتمعات جديدة زراعية تنموية مستدامة. مثل ( مشروع توشكى الخير فى جنوب مصر…لخدمة أهل الصعيد ومشروع مستقبل مصر والدلتا الجديدة فى شمال مصر ..لخدمة الدلتا ومشروع شمال ووسط سيناء لتوطين أهل سيناء وشرق القناة .. بالإضافة إلى مشروع تنمية الريف المصرى مليون ونصف فدان المنسى فى كل انحاء الدولة المصرية ) ..
وكل مشروع من هذه المشروعات تحتاج إلى تفاصيل كثيرة لضخامته والجهود التى تبذل فيه والتكاليف الباهظة التى ضختها فيه ومازلت الدولة المصرية .
وإطلاق هذا المشروع الضخم من الرئيس عبد الفتاح السيسى ..يهدف إلى الإسراع من الانتهاء من جميع مراحل المشروع والذى انتهت فيه أكثر من مرحلة وقامت الدولة بضخ مبالغ مالية ضخمة وغير مسبوقة حتى تدخل كامل مساحة المشروع إلى الخدمة والانتاج…لتخفيف العبئ على المواطن والدولية المصرية فى توفير الاحتياجات من المنتجات الزراعية ويجرى العمل فيه الآن فى كل المناطق على التوازى بكل همة ونشاط.
وهذا المشروع ضرورى وإستراتيجى لانه يضمن إعادة توزيع السكان الدولة المصرية من مساحة ٦% من مساحة مصر إلى٢٠%من المساحة مما يسهل من الخروج من الدلتا والوادى الضيق ..إلى ربوع الدولة .. وهذا سيخفف الكثافة السكانية . ويقلل العشوائيات ويحد من التعدى على الأراضى الزراعية .القديمة الخصبة.
بالإضافة ألى أن هذا المشروع هو أمل الدولة لتحقيق حلم الاكتفاء الذاتى كما ذكرت من المحاصيل الزراعية، خاصة تلك المحاصيل الإستراتيجية مثل القمح والذرة، وفول الصويا، وعباد الشمس ومحاصيل الاعلاف والزيت والبقوليات وغيرها من تلك المحاصيل التى نعانى فيها عجزا صارخا، وتتحمل ميزانية الدولة مليارات الدولارات لاستيرادها ..
والتى شهدت ارتفاع أسعارها فى الأسواق المصرية فى الفترة الأخيرة نتيجة توقف سلاسل الإمداد وارتفاع أسعار الطاقة والأزمات العالمية والحرب الروسية الأوكرانية والتغيرات المناخية مما أثر على سلبيا على المواطن المصرى.
وهذا المشروع يضمن أيضا زيادة زراعة المحاصيل والنباتات التى للدولة المصرية لها فيها ميزة نسبية ونقوم بتصديرها إلى الخارج ..مثل البطاطس والبصل والثوم والموالح والنباتات الطبية والعطرية .والتى وصلت فى عام ٢٠٢٢ .كمية التصدير منها ٦,٥ مليون طن بقيم ٣,٣ مليار دولار .
كما أن هذا المشروع يعمل على تنمية الصناعة التى تقوم على المنتجات الزراعية لتحقيق قيمة مضافة تضمن زيادة أسعار المنتجات الزراعية التى يتم تصديرها بالإضافة إلى توطين الصناعات الزراعية المناسبة لكل منطقة . ومما لاشك فيه أن هذه المناطق تحتاج إلى مدارس ومستشفيات . ولوجستيات ..متكاملة لتحقيق استقرار واستدامة للسكان مما يضمن خلق فرص عمل لاهالى تلك المناطق وتوطنيهم في هذه المناطق مما يضيف فوائد أخرى اجتماعية تصب فى تحقيق الأمن القومى للدولة المصرية ..
وجدير بالذكر أن معركة استصلاح واستزراع تلك المساحات لم تكن وليدة أزمتى كورونا أو الحرب الروسية ــ الأوكرانية فقط ،لكنها كانت ضمن البرامج التى أعلن عنها الرئيس عبدالفتاح السيسى مبكرا منذ بدء توليه مسئولية السلطة
رغم التحديات التى تواجه الدولة المصرية سواء محدودية الأراضى المتاحة للزراعة وكذلك محدودية المياه اللازمة للتوسع فى الرقعة الزراعية.
لكن جائحة كورونا، ومن بعدها الحرب الروسية/ الأوكرانية أكدتا أهمية ذلك المشروع العملاق خاصة مع ما حدث من إغلاق فى بعض دول العالم وتوقف سلاسل الإمدادات أثناء جائحة كورونا، ثم جاءت الحرب الروسية / الأوكرانية لتلقى بظلالها الكئيبة على الاقتصاد العالمي.
وتضرب الصادرات الروسية والأوكرانية فى مقتل وهما الدولتان اللتان كان لهما نصيب الأسد فى الصادرات الزراعية خاصة ما يتعلق بمحصول القمح وهو السلعة الإستراتيجية العالمية التى لا يمكن الاستغناء عنها.
الفجوة الغذائية من المحاصيل والسلع الزراعية خاصة القمح والمحاصيل الاستراتيجية لم تعد مجرد مشكلة اقتصادية وزراعية فقط، لكنها أصبحت قضية إستراتيجية ترتبط بالأمن القومى والإقليمي، وأصبحت سلاحا فى يد الدول المنتجة والمصدرة له، تضغط به على الدول المستوردة لتحقيق أهدافها..
حفظ الله الوطن وتحيا مصر بقيادتها وابنائها العظام .
كاتب المقال ا.د ابراهيم حسينى درويش استاذ المحاصيل وكيل كلية الزراعة جامعة المنوفية