“رمضان في السودان”.. طقس غير معتاد يعيد تداول نبوءة قديمة
لزمن طويل، ظلت أحوال الطقس بالسودان مستقرة بدون تغيير وهى تماثل بندول الساعة في الدقة والرتابة، إذ لا جديد يُذكر ولا قديم يُعاد، فهو حار في معظم فترات العام، مع هطول أمطار تتناقص كلما اتّجهنا شمالاً.
مناخ متطرف في السودان
إلاّ أنّ أحوال الطقس في السودان شهدت تطرفاً غير معهود بالأعوام الأخيرة قد يكون سببها التغيرات المناخية جذبت انتباه حتى المواطنين العاديين من غير ذوي الاختصاص.
فغدت شهور الصيف ذات درجات حرارة مرتفعة تشوي الوجوه، وتوشك ملامسة درجات الغليان وإحراق أوراق الشجر أما الخريف فيأتي بماء منهمر حتى يخشى الناس أن تهلك الحرث والنسل وفقا لموقع العربية نت.
وهناك مؤشراتٌ قويةٌ على تبدُّل الأحوال المناخية، تسطع بصور شتى، أشهرها هطول الأمطار في مناطق صحراوية قاحلة شمالاً، لحقب طويلة عز قطر السماء على أرضها. أيضاً ظاهرة النز التي صارت تُهدِّد مدناً كاملة، بعضها يحتوي كنوزاً أثرية بالزوال.
نبوءة سودانية قديمة وأزمنة متغيرة
طقس رمضان الحالي، جاء غريباً، فالوهلة الأولى ساورت الظنون، واستبد القلق بالغالبية العُظمى من الناس بأنه سيأتي عصيباً جداً تحت لسعات الحرارة الحارقة، إلّا أنّ الطقس الرمضاني خالف كل التوقعات والظنون، بطريقة طرب لها الكثيرون، لأن أحوال الطقس جاءت بغير المعتاد، معتدلة الأنسام، مائلة إلى البرود نسبيا في معظم ساعات النهار والليل.
تلك الأحوال المتبدلة والأزمنة المتغيرة، أعادت للأذهان نبوءة قديمة أطلقها راصد جوي مستقل يدعى المنذر أحمد الحاج، العام الماضي، بأن أحوال المناخ بالسودان ستعود إلى سابق عهدها قبل مئة عام.
وعضد الراصد الجوي الذي يُحظى بمتابعة عشرات الآلاف في مواقع التواصل بالسودان، نبوءته الغريبة، بأن دورة المناخ بدأت رحلة العودة فعلياً، وعند اكتمالها ستعود الفصول إلى طبيعتها، شتاءً قارصاً، صيفاً قصيراً، وخريفاً مبشراً وربيعاً جميلاً – علماً بأن المناخ في السودان لا يشهد فصل الربيع- إلا نادراً جداً.
الأرصاد الجوية السودانية: تقلبات فترة انتقالية
بدوره، قال محمد شريف المتحدث باسم هيئة الأرصاد الجوية بالسودان لـ”العربية.نت”: ما يحدث بالسودان حالياً، تقلبات طقس أو تقلبات مناخية أو ما نسميه بالفترة الانتقالية، وتتمظهر في تقلبات المناخ الصيف للشتاء، ومن الحرارة إلى البرودة.
وقال إن الأرصاد الجوية بالسودان، عاكفة على دراسة علمية لرصد تلك الظواهر الطبيعية المتناثرة، وصولاً إلى حقائق علمية لإثبات أنها عملية تغيُّر مناخي أم مجرد تقلبات مناخية عادية.
ويضيف شريف: لأن التغيُّر المناخي تتبعه إجراءات كبيرة، لكيفية التكيف مع التغيُّر الذي يطرأ والحد من أثره. وهناك دول – كما يقول – أجرت دراسات عملية خلصت لوجود تغيُّر مناخي وبدأت في عمليات الإنذار المبكر. لأن التكيف يستدعي تغيُّراً بكل مناحي الحياة وسبل كسب العيش، وأشكال البناء وأنماط الزراعة والرعي.
فالأمطار شمالاً على سبيل المثال تحتاج لتغيير نمط تشييد المنازل المستوية السطح مع النظر في كيفية وقاية التمور – المحصول النقدي الأشهر – التي بات مهدداً بالأمطار والرطوبة العالية.
أما الحديث عن عودة المناخ إلى ما قبل مئة عام، فالمناخ يتبدّل تدريجياً خلال ثلاثين عاماً أو يزيد.