الأخبارالعالم

تحليل أمريكي: أسعار الحبوب ستتعرض لأزمة إرتفاعات «غير مسبوقة» و 7 أسباب وراء الازمة

>> هاميلتون: الحرب والنقص المياه والنقل والصراع الدولي والمناخ عوامل تهدد الأمن الغذائي

كشف رئيس مؤسسة «فيرست جرين» ، المتخصصة في إنتاج الحبوب ، ميلو هاميلتون ، عن وجود تحديات تواجه التجارة الدولية للحبوب تنعكس علي أسعار الحبوب، في ظل إن مخزونات الولايات المتحدة من الحبوب أصبحت «شحيحة» وأن الأرجنيتين تعاني من الجفاف ، رغم أننا لا نعلم مدى أضرار ذلك الجفاف حتى الآن، رغم ان التوقعات تشيرا إلي حدوث إنفراجه في هذا الملف خلال الشهور المقبلة حتي أغسطس المقبل.

وقال هاميلتون، إنه من المتوقع أيضا ان تنتج البرازيل كميات أقل من الأرز ، وأنها لن تنقل شيئا من هذه المنتجات لتصديرها إلي الخارج هذا العام ، خاصة أن ممخزونات الحبوب «شحيحة» في أمريكا الجنوبية ، موضحا أن هذه السوق لم تتخذ خطوتها النهائية ، فعندما تتخذ خطوة سوف تكون مهمة.

وأضاف رئيس مؤسسة «فيرست جرين» ، إن هناك 7 عوامل تؤثر على سوق الأرز ، وأسعاره العالمية تشمل تكاليف الإنتاج والنفل والإحتياجات المحلية للدول المنتجة لمحاصيل الحبوب ممثلة في تغطية إحتياجات الإكتفاء الذاتي منها والتصرف في الفائض بتصديره إلي الخارج.

وأوضح « هاميلتون»، إنه من بين العوامل المؤثرة في أسعار الحبوب حالة الاستقطاب التجاري ، خاصة ان العالم منقسم إلى “قطبيات تجارية ” ، والعولمة تتحقق لفترة ما في تطبيقات العرض والطلب رغم أنه لا توجد مثل هذه المشكلات المتعلقة بآلات العرض والطلب ولكن للأسف يوجد ،نظام عالمي جديد يترابط كل شيئ بمجموعة من الشركاء التجاريين

وأوضح رئيس مؤسسة “فيرست جرين ، إن أسواق السلع تعمل في مناخ معقد والذي لا يشمل المبادئ الاقتصادية المتعلقة بالعرض والطلب ، ولكنه يمتد إلي طبقات أكثر قتامة من الجغرافية السياسية، مشيرا إلي ان الوضع الحالي للأرز يشمل هذه القضايا فضلا عن عدم وجود شفافية في إدارة ملف أسواق السلع علي المستوي الدولي بسبب الظروف الدولية التي إنعكست علي آثارة الشك والريبة علي هذا الملف.

وأشار « هاميلتون»، إلي إنه من الممكن أن تكون الدولة جزءا من مجموعة تجارية تعمل علي نطاق دولي، وتصدر الغذاء لشعب معين أو ربما لا تسمح للشركاء بالتصدير للآخرين ، مشيرا إلي ضرورة أن يكون لك “دولة صديقة تصدر لها الغذاء ، وإلا سوف تترك وحيدا في العراء وتفقد القدرة علي النفاذ للأسواق الدولية بسبب هذه الظروف.

ونبه رئيس مؤسسة «فيرست جرين» إلي إنه لا يوجد طرق تجارة آمنة وإنه بالنسبة لبعض الدول تتعرض لتهديدات فيما يتعلق بخططها لتصدير الحبوب أو إستيراد الحبوب من الخارج من خلال أعمال القرصنة الدولية ، أو الاضطرابات التي ترعاها دول ما وتهدد شحنات الغذاء و المواد الضرورية للانتاج والتصدير.

وأوضح «هاميلتون»، إن السعر العالمي هو أحد المؤثرات في التجارة الدولية للحبوب و إن كل إشارة إيجابية حول أسعار الحبوب تتمثل في دور السوق الصاعدة ، موضحا أن الهند و الصين مسؤولتان عن 51% من تلك السوق ، أما الولايات المتحدة وبقية العالم فهي مسؤولة عن 49% ، مشيرا إلي أن الصين و الهند توفر الإطار المناسبة لإحياء هذه السوق ، لكن العالم لايزال مهما في هذا السياق فيما يتعلق بإدارة ملف تجارة الحبوب ، لأنه يمثل 49 % ، وأن الهند و تنتج 6 أضعاف إنتاج نصف الكرة الغربي بأكمله .

وشكك رئيس مؤسسة «فيرست جرين» في التقارير الخاصة بمخزون الصين من الأرز، موضحا أن الصين تظل أكبر مستورد للغذاء في العالم على الرغم من صدور تقارير تفيد توافر مخزون كاف ، وان كانت الصين هي “الأكثر جفاف” منذ بدء حفظ السجلات الخاصة بالدول الكبرى المنتجة لمحاصيل الحبوب منذ عام 1961 ،حيث يتم إنتاج الكثير من الأرز الذي يتميز بالحبة الطوية على طول وادي اليانجتسي حيث تمتلك الصين معظم المخزونات العالمية من الأرز والقمح وفول الصويا والذرة، كما بلغت احتياطيات الصين من الحبوب كل عام ارتفاعات تاريخية.

ولفت «هاميلتون»، إلي أن العامل الرابع في التأثير علي التجارة الدولية للحبوب هو تكاليف أعلى لهذه المحاصيل ، كما أن الحبوب تعد”أغلى ثمنا” بسبب تكاليف الأسمدة و الوقود و الشحن ، مقترحا أن يغطي مزارعو الأرز مدخلات الإنتاج خلال موسم الزراعة الصيفي المقبل، موضحا إن إمدادات الغاز الطبيعي وصلت إلى مستوى منخفض للغاية ، ولايزال سعر الغاز الآسيوي و الأوروبي مرتفعا للغاية .

وأوضح رئيس مؤسسة «فيرست جرين» أن الصين يمكنها تخزين كميات ضخمة من الغاز ، لمواجهة أي عجز متوقع الخريف المقبل ، مشيرا إلى أن الصين تحتاج لاستيراد المواد الغذائية و من ثم ستكون التكلفة و توافرها من بين العوامل ، وقد ترتبط تكلفة أسمدة البوتاس والفوسفات واليوريا بمشاكل في أي سلسلة توريد واحدة ، بما في ذلك روسيا وأوكرانيا وكندا.

وقال «هاميلتون» ان الولايات المتحدة والبرازيل والصين إلى البوتاس والموردون هم روسيا وأوكرانيا وكندا، تحتاج إلي المزيد من مخازن الحبوب مضيفا أن الولايات المتحدة لديها ميزة في وجودة أماكن تخزين لمحاصيل الحبوب ، بينما توجد كنا في مكان قريب ، موضحا إن التربة الفقيرة في كل من الصين وروسيا والبرازيل تزيد من أهمية الحصول على المغذيات ، تتطلب ما يتراوح بين 4 – 5 أضعاف كمية السماد لإنجاز المهمة في الصين كما هو الحال في حزام الحبوب بوسط الولايات المتحدة.

وأعرب رئيس مؤسسة «فيرست جرين»، عن عدد من الملاحظات منها أن تفشي الأمراض الوبائية الحيوانية ومنها إنفلونزا الخنازير الأخير في الصين وهو ما كشف عن أن لديهم سعة أقل لتلبية إحتياجات الإستهلاك المحلي من الغذاء لإطعام الناس، موضحا أن الصين سوف تكون مهتمة للغاية بعدم تصدير أحد أهم مستلزمات الإنتاج الزراعي وهو إنتاج الفوسفات من أراضيها لتحسين خصوبة التربة في الأراضي الزراعية الصينية

ولفت «هاميلتون» إلي أنه من بين العوامل المؤثرة في التجارة الدولية للحبوب هو ما يشهده العالم من اقتصاد الحرب وأن الأمر لا يتعلق بالسعر فقط ولكن الحروب و الأوبئة التي أصابت المشترين بالتوتر و القلق ، مؤكدا أن الوباء جعل الموارد غير موثوق بها ، أما الآن فالحرب المشتعلة في اوكرانيا تعد تهديدا كبيرا .

وكشف رئيس مؤسسة «فيرست جرين»، عن إنه من المحتمل أن تتعقب روسيا الإنتاج الزراعي في أوكرانيا بمجرد تحريك دباباتها ، إلي مناطق جديدة لإنتاج الحبوب وخاصة القمح حيث يمكن لروسيا ان تلاحقر المزارعين بإستهداف البنية التحتية و الموانئ مثل أوديسا ، مشيرا إلى أن روسيا ترغب في الحد من مخزون القمح العالمي و تدفع بسعر القمح إلى أعلى ، حتى يتمكنوا من تمويل عمليات التجنيد بمزيد من الجنود و الأسلحة.

وفيما يتعلق بالعامل السادس المتعلق بالتجارة الدولية للحبوب وخاصة القمح، أكد «هاميلتون» الميزة الأمريكية في الإنتاج لمحاصيل الحبوب، معربا عن تفاؤله إزاء إنتاج الأرز الأمريكي على المدى الأطول وحتى عام 2024 ،مشيرا إلي أن ذلك سيكون لمصلحة الولايات المتحدة من ناحية القيمة السوقية لأسعار الحبوب الأمريكية وستفوز الولايات المتحدة بشكل كبير في هذه الأسواق بفضل منتجاتها الكبيرة من هذه المحاصيل.
ولفت رئيس مؤسسة «فيرست جرين»، إلي أن 60% من الأنهار الصالحة للملاحة في العالم والتي تعد أقل تكلفة

فيما يتعلق بالشحن والنقل النهري حيث تقع هذه الأنهار في الولايات المتحدة ، موضحا أن تكلفة الملاحة النهرية تعادل خمس إلى عشر ما تتطلبه الشاحانات أو السكك الحديدية، ويعد نهر المسيسبي القريب ، أحد مصادر الربح الكبرى في أمريكا في عملية نقل الحبوب والاسمدة الواردة من جارتها الشمالية كندا عبر هذه الأنهار..

وفيما يتعلق بأهمية المياه كعنصر في تحديد تكلفة إنتاج السلع الزراعية والغذائية، أكد «هاميلتون» أن هذا العامل هو أحد أهم العوامل المحددة لأسعار السلع الغذائية خلال الفترة المقبلة،وإنه على مدار الخمس وعشرين سنة المقبلة ، وبحلول عام 2050 ، سيكون مورد المياه العالمي المتوافر منخفضا بنسبة 50% في هذا الدول المنتجة لهه المحاصيل، حيث سيعاني العالم من مشكلات في المياه في كل مكان ، ولن يتمكن السياسيون من التعامل معها ، مما يعني خسارة الأصوات للمرشحين خلال أية إنتخابات ، وهذا ليس أسلوبا جيدا للعمل .

 

زر الذهاب إلى الأعلى