«الزراعة»: إستراتيجية «الصحة الواحدة» تستهدف الحماية من مخاطر الأمراض المشتركة والوبائية
>> القصير: التعاون مع المنظمات الدولية للحد من مخاطر عدوي الأمراض ومواجهة مخاطر المناخ
أكد السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي أن إطلاق مصر رسميًا الإطار الاستراتيجي القومي لمفهوم الصحة الواحدة 2023 –2027 كخارطة طريق مشتركة للصحة الواحدة بين وزارات الصحة والسكان والزراعة والبيئة، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) في مصر تكون مصر في مقدمة دول العالم التي تتبنى كدولة وبشكل مؤسسي تطبيق نهج الصحة الواحدة ليكون التزاماً مستداماً بين جميع القطاعات ذات الصلة بالدولة المصرية.
وقال وزير الزراعة في تصريحات صحفية الأثنين إن الدولة المصرية بمؤسساتها الصحية والعلمية والأكاديمية بالتعاون مع المنظمات الدولية قطعت شوطاً كبيراً في السنوات الأخيرة على صعيد تأكيد وتطبيق نهج الصحة الواحدة لإرتباط ذلك بحماية الأنسان والحيوان من مخاطر الأمراض، وأصبح هناك عدد من المبادرات الوطنية الهامة التي استهدفت تحقيق وتعميق هذا المفهوم.
واضاف “القصير” أن مفهوم الصحة الواحدة بدأ يتعاظم في السنوات الأخيرة بعد ان اثبتت الدراسات تزايد معدلات الامراض المشتركة التي تصيب الانسان والحيوان معاً وزيادة عوامل ومسببات انتقال العدوى بينهما. اضافة إلى ما سببته الجوائح والتحديات التي مر بها العالم أخرها جائحة كورونا وأيضاً مع زيادة تأثيرات التغيرات المناخية والتي انعكست على تغير النمط الوبائي وزيادة ضراوة بعض الأمراض وعودة ظهور أمراض كانت قد اختفت .
وأوضح وزير الزراعة ان إستراتيجية الصحة الواحدة يرتبط بعدد من الظواهر التي شهدها العالم خلال الفترة الأخيرة منها زيادة احتمال ظهور أمراض وبائية عابرة للحدود، أيضاً ساهمت زيادة وتيرة الظواهر الجوية المتطرفة إلى التأثير على التوزيع الجغرافي والزمني للحشرات الناقلة للأمراض.كما يؤدي تغير المناخ أيضاً إلى التحورات الجينية في العديد من الميكروبات، والتي تعد من أخطر التحديات التي تواجه العالم.
وأشار «القصير»، إلى تنامى بعض الظواهر التي لم تكن تتسارع في الماضى بالشكل الذي نلاحظه خلال العقد الأخير وعلى رأسها ظاهرة مقاومة المضادات الميكروبية. اضافة إلى تأثير ظاهرة الزيادة السكانية وزيادة التجمعات السكانية العشوائية والتي ساهمت في زيادة الاتصال والاحتكاك بين الحيوانات والانسان ، مما زاد من فرص انتقال العدوى المشتركة بينهما.
وأكد وزير الزراعة على أنه يستوجب من المجتمع الدولي وعلى مستوى كل دولة أيضاً تبني العمل بشكل جماعي للتصدي للتهديدات التي تطال الأنسان والحيوان والبيئة. خاصة وأن التحديات التي واجهها العالم بالأمس القريب اثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن قوة أي دولة تكمن في اتحاد جميع المنظومات العاملة بها سواء في صحة الإنسان أو الحيوان أو النبات أو البيئة تحت منظومة الصحة الواحدة.
وأضاف «القصير»، أن المتابع للأمر يجد أن رئيس الجمهورية خلال كلمته بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس منظمة الصحة العالمية، قد أشار إلى أن ” هذا الاحتفال أتى عقب الأوقات الصعبة التي مر بها العالم تحت وطأة جائحة كورونا، وهي الأوقات التي أكدت أن الأمن الصحي لن يتحقق أبداً بالعمل الفردي المنعزل، وإنما يتطلب جهداً جماعياً منسقاً”، ضمن أهداف مفهوم الصحة الواحدة.