«أكساد»: التعاون مع المركز البحثية بالدول العربية لتقييم 76 صنفا من القمح والشعير والذرة الرفيعة لمواجهة التغيرات المناخية
>> العبيد: نستهدف إستنباط أصناف من المحاصيل تتحمل ظروف الإجهادات البيئية والجفاف
قال الدكتور نصرالدين العبيد مدير المركز العربي لدرايات المناطق الجافة والأراضي القاحلة «أكساد»، أن خبراء برنامج الحبوب في المنظمة يعملون على تحسين إنتاجية محاصيل الحبوب الشتوية الصغيرة، ولا سيما القمح بنوعيه الطري والقاسي، والشعير الثنائي والسداسي الصفوف، ومحاصيل الحبوب الصيفية، مثل الذرة الرفيعة (الذرة البيضاء)، والدخن، مشددا علي التعاون مع المركز البحثية بالدول العربية لتقييم 76 صنفا من القمح والشعير والذرة الرفيعة لإستنباط أصناف من المحاصيل تتحمل ظروف الإجهادات البيئية والجفاف.
وأضاف «العبيد»، إن إستنباط أصناف من القمح والشعير والذرة الرفيعة يتم من خلال تنفيذ عددٍ كبيرٍ من التهجينات بين الآباء المنتخبة التي تمتلك مجموعة من الصفات الكمية والنوعية، والفيزيولوجية، بما يتناسب مع الأهداف الموضوعة في برامج التربية والتحسين الوراثي، بما يمكن من إستنباط أصناف من هذه المحاصيل ومنها القمح والشعير والذرة تكون أكثر تحملا للظورف غير المواتية من المناخ وأكثر مقاومة للأمراض وأقل إستهلاكا للمياه.
وأوضح مدير «أكساد»، إنه تتم عمليات الانتخاب لإستنباط أصناف من القمح والشعير والذرة الرفيعة خلال الأجيال الانعزالية، بهدف استنباط أصناف تتسم بالكفاءة الإنتاجية المرتفعة، ومتحملة للإجهادات اللاأحيائية (الجفاف، والحرارة المرتفعة، والملوحة)، ومقاومة للإجهادات الأحيائية (المسببات المرضية، وبخاصةٍ الأصداء، والآفات الحشرية)،مشيرا إلي أنه يتم تزويد مراكز البحوث الزراعية في الدول العربية سنوياً بعدد يصل إلي 76 صنفا من القمح والشعير والذرة الرفيعة لتقييم أداءها تحت الظروف المحلية بكل دولة عربية.
وأشار «العبيد»، إنه يتم تزويد هذه المراكز بالسلالات المبشرة من القمح الطري (20 سلالة)، والقاسي (20 سلالة)، والشعير الثنائي والسداسي الصفوف (20 سلالة)، والذرة الرفيعة (16 سلالة مبشرة)، والأصناف المعتمدة المتفوقة في الصفات الكمية والنوعية والتكنولوجية، ذات المقدرة التكيفية العالية، لتقييم أدائها ضمن ظروف المناطق العربية الجافة وشبه الجافة.
وأضاف مدير «أكساد»، إن هذه العملية لإستنباط أصناف من القمح والشعير والذرة الرفيعة تهدف إلي انتخاب التراكيب الوراثية ذات الكفاءة الإنتاجية المرتفعة والمتفوقة على الشواهد المحلية والمتكيفة مع التغيرات المناخية، واعتمادها كأصنافٍ مزروعة بأسماء محلية. بالإضافة إلى تطوير زراعة محصولي الذرة البيضاء والدخن نظراً لقيمتهما الغذائية والعلفية، وتحملهما للجفاف والحرارة المرتفعة، ويمكن إدخالهما كمحاصيل بديلة في ظل التغيرات المناخية.
وأوضح «العبيد»، إن برنامج الحبوب التابع لمنظمة «أكساد»، يعمل أيضاً على تقييم أداء المدخلات الواردة من المنظمات الدولية (السيميت، وإيكاردا، وأكريسات)، في البيئات الجافة وشبه الجافة، لرفد البرنامج سنوياً بالآباء المناسبة، والاستفادة أيضاً من الأصول الوراثية البرية والسلالات المحلية لتوسيع القاعدة الوراثية وتحسين تحمل القمح القاسي والطري والشعير للإجهادات اللاأحيائية، وبخاصةٍ الجفاف المتزامن مع الحرارة المرتفعة ،التي عادةً ما تحدث خلال المراحل التطورية المتقدمة (الإزهار، وامتلاء الحبوب)، وتؤدي أحياناً إلى حدوث حالات الفشل الكامل للمحاصيل النجيلية الشتوية.
وأشار مدير «أكساد»، إلي أن التعاون مع المنظمات الدولية يهدف أيضا إلى دراسة التنوع الوراثي للتراكيب الوراثية استناداً إلى التحليل المتعدد في البيئات المتباينة عبر المواسم والمواقع، تحت ظروف الزراعة المطرية، بما يضمن زيادة كفاءة الانتخاب وتحقيق كسب وراثي حقيقي، يضمن تطوير سلالات مبشرة وأصناف ذات كفاءة إنتاجية مرتفعة ومتكيفة في الوقت نفسه مع التغيرات المناخية، بهدف الاستفادة منها في برامج تربية وتحسين إنتاجية الأصناف التجارية المزروعة.
وشدد «العبيد»، علي أن برنامج الحبوب في منظمة «أكساد» يهدف إلي تطوير حزمة الممارسات الزراعية المثلى المناسبة لكل صنفٍ من أصناف القمح والشعير والذرة الرفيعة ومنطقة بيئية لبلوغ الطاقة الإنتاجية الوراثية الكامنة للأصناف المعتمدة المزروعة، وتحسين كفاءة استعمال المياه المياه، وكفاءة استعمال العناصر المعدنية المغذية، وبخاصةٍ في ظل شح الموارد المائية العذبة، بسبب التغيرات المناخية، وارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج الزراعي عامةً، والأسمدة المعدنية خاصةً، وندرتها في الأسواق المحلية.