محمود عطا يكتب: كلمة الإ ربع
تعددت الأسباب والنتيجة واحدة …نحن لدينا مشكلة إقتصادية ترتب عليها مشكلات اجتماعية كنتاج طبيعى لتردى الأوضاع الثقافية وانحدار المستوى الأدبى في الدراما والإعلام والتعليم وماخلفه من خلق كيانات هشة وإن حاولت أن تظهر عكس ذلك
الاقتصاد هو عصب التنمية وهو محرك الديموقراطية هو الطبيب المعالج للأمراض الإجتماعية وإن شئت فقل أيضا أنه الداء حين يكون مبنيا على أسس غير علمية .
المتابع الجيد للأحداث السياسية يدرك تماما أن السياسة هى اللاعب الرئيسي بل قد يكون الأوحد فى خلق إقتصاديات قوية ومتينة لديها قدرة على التكيف والتأقلم بمرونة مع متطلبات السياسة الخارجية والداخلية والحقيقة أن مصر واحدة من الدول التى تعاني موقعها الجغرافي الاستراتيجي والذى يجعلها مطمع للعدو المتربص دائما محاولا الانقضاض على فريسته وقت أن تتهئ له الظروف المواتية لذلك بل هو يسعى لخلق تلك الظروف فيهئ المناخ الملائم لتحقيق أهدافه .
التصدى لذلك العدو يكون ببناء إقتصاد حقيقى ومرن مبنى على أسس علمية ومعتمدا على سياسات إنتاجية ذات صلة مباشرة بالغذاء وأهمها السياسة الزراعية ثم الصناعية ثم يلى ذلك ضبط السياسات التجارية على المستوى الداخلى والخارجى .
وحتى نقترب أكثر من الصورة الحقيقية للوضع الراهن كى نرى التفاصيل دعونا نفكر بهدوء في إطار علمى متخصص يشارك فيه علماء السياسة والاقتصاد والاجتماع فالصورة ليست قاتمة وسوداوية كما يظن البعض ولكنها أيضا مشوهة المعالم …
نعم هناك مشكلات ولكن يوجد في الأفق ضوء خافت سرعان مايزداد فيقترب شيئا فشيئ لتظهر ملامح الصورة ويعاد ترميمها وربما يكون ذلك الضوء هو الحوار الوطنى الذى دعا إليه وتبناه وأصر على إستمراره الرئيس عبدالفتاح السيسي وذلك رغم أزمة السودان.
ومايحدث في ليبيا واليمن وتونس وغيرهم من دول المنطقة واضعا نصب عينيه ماحدث للعراق ومايحدث فى سوريا ولبنان
إرتفاع الأسعار وإنحدار الذوق العام والتردى الأخلاقي ماهى إلا أعراض لمرض سياسى نعم سياسى بجدارة نتجت عنه أمراض إقتصادية وهاهى الأعراض نراها جميعآ بوضوح.
إن ماتعرضت له مصر ومازلت تتعرض له من حفنة أشرار تسعى لتقويض الدولة بمفهومها الوطني وفرض هيمنة دينية ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب هى فى حقيقة الأمر أداة من أدوات ذلك العدو الصهيونى المتربص بنا للإنقضاص على فريسته كما فعل ومازال يفعل فى دول الجوار
إن أزمة المأزوم ليست جديدة عليه بل هى قدر كتب عليه ولكنه ليس قدر أبدى فالأقدار تتغير بالعلم والمعرفة والإرادة