لولا التغيرات المناخية ..ظاهرة الطقس المتطرف لا تحدث إلا مرة كل 40 ألف عام
>> جفاف مدمر في القرن الإفريقي ..و ارتفاع الحرارة مائة ضعف بسبب الاحتباس الحراري
التغيرات المناخية.. قال العلماء في تقديرهم إن العالم يشهد حادثا مناخيا متطرفا ، مرة كل 40 ألف عام قبل الاحتباس الحراري .
وأشاروا إلى أن درجات الحرارة التي بلغت أرقاما قياسية وضربت منطقة غرب المتوسط الأسبوع الماضي ، كان من الممكن أن تكون شبه مستحيلة بدون الأزمة المناخية .
وأكد الباحثون أن الموجة الحرارية عبر إسبانيا و البرتغال و المغرب و الجزائر ، تكررت على الأقل مائة مرة ، وهي على الأرجح بسبب الاحتباس الحراري ، موضحين أنه قبل الأزمة المناخية كان هذه الحادث المتطرف متوقعا أن يحدث مرة واحدة فقط في غضون 40 ألف عام ، مما يجعلها مستحيلة إحصائيا بمقاييس الزمن البشرية .
و نبه العلماء إلى أن مثل هذه الحرارة في وقت مبكر من العام كانت ضارة بشكل خاص للناس ، الذين كانوا أقل استعدادا في الصيف ، في حين أن المزارعين كانوا يعانون تحت وطأة الجفاف الذي يستمر لفترة طويلة ، في حين أن موجة الحر ارتفعت في وقت حساس يتزامن مع فصل نمو المحاصيل .
وتتزايد درجات الحرارة المتطرفة في المنطقة بوتيرة أسرع مما هو تنبأت به النماذج المناخية ، وهي مشكلة تؤرق العلماء ، بينما يجرى بحث مكثف في طور التقدم لفهم الأسباب .
و يعرف الاحتباس الحراري العالمي الذي يتسبب فيه البشر بأنه زيادة في شدة و تكرار الموجات الحرارية ، ولكن عدد الأحداث المتطرفة التي كان من المستحيل وقوعها لولا تفاقم الأزمة المناخية ، صار في ارتفاع ، مما يدمر الحياة و مصادر الارتزاق عبر كوكب الأرض .
و أوضح العلماء ، في إبريل أن الجفاف المدمر في القرن الإفريقي ، ما كان ليحدث بدون الاحتباس الحراري العالمي .
وتوصل تحليل أجرته صحيفة الجارديان البريطانية في 2022 إلى أن ما لايقل عن عشرة أحداث خطيرة ، والتي تتنوع ما بين موجات الحر القاتلة إلى ارتفاع موجات البحار ، ما كان لها أن تقع وعلى نحو مستحيل بدون الاحتباس الحراري العالمي الذي يتسبب فيه البشر .
وأكد الدكتور بمعهد هولندا الملكي للأرصاد الجوية ، سوكي فيليب أن موجة الحر كانت حدثا نادرا في المناخات الحالية ، ولكن حدثا بهذا التطرف و الشدة كان مستحيلا تقريبا في المناخات الماضية الأكثر برودة ، ولسوف نرى في المستقبل مزيدا من الموجات الحرارية الأكثر شدة و تكرارا.
وأكد الدكتو بالكلية الملكية البريطانية في لندن ، فردريك أوتو ، و هو أحد أفراد فريق الدراسة :” إن البحر المتوسط
هو أحد أكثر المناطق تعرضا لآثار التغيرات المناخية في أوروبا ” ، مشيرا إلى أن هذه الموجات الحرارية لا تتلاشى بعيدا على الأطلاق ، فهذه الأنماط من الظروف سوف تحدث مرارا و تكرارا حتى نتوقف عن إصدار غازات الدفيئة .
أما الدكتور فاطمة دريوتش ، بجامعة محمد الخامس بالمغرب ، وهي عضو بفريق البحث إن موجة الحر الشديدة أتتا على القمة في عام من الجفاف المتعدد ، مما يفاقم بندرة المياه في المنطقة و يهدد إنتاج المحاصيل في العام الجاري 2023 .
و استخدم الباحثون أساليب مراجعة مناظرة في الدراسة وذلك لتقييم تأثير الاحتباس الحراري على موجة الحر التي ظهرت في الفترة ما بين 26-28 أبريل الماضي ، وكانت النتائج هي الأسرع حتى الآن والتي توصلت إليها الدراسة في أسبوع واحد فقط ، حيث جلبت موجة الحر درجات حرارة لم يتم تسجيلها من قبل على الأطلاق في اربع دول في ذلك الوقت من العام ، و التي تراوحت ما بين 36,9 درجة إلى 41,0 درجة .
واستخدم الفريق بيانات طقس و نماذج مناخية لمقارنة إحتمالية ارتفاع درجات الحراة في عالم اليوم الأكثر سخونة مع احتمالية حدوثها قبل وقوع الأزمة المناخية .
و توصلو إلى أن الاحتباس الحراري العالمي تسبب في تضاعف الموجة الحرارية مائة مرة ، على الأرجح ، مع ارتفاع وصل إلى 3,5 درجة أعلى مما كانت عليه بدون الاحتباس الحراري .
وتميل الموجات الحرارية لأن تكون النوع الأكثر فتكا في الطقس المتطرف ، حسبما أكد العلماء ، لكن بيانات الوفاة من موجة أبريل لم تتوافر حتى الوقت الراهن ، غير أن الموجات الحرارية في 2022 أدت إلى نحو 4 آلاف وفاة في إسبانيا ، بزيادة ألف وفاة في البرتغال .
و قال روب سنج ، المسؤول بمركز مناخ الصليب والهلال الأحمر ، إن نتائج الدراسة تشير إلى الحاجة للعمل بمزيد من السرعة لتنفيذ أساليب التكيف التي تحد من الوفيات التي تتعلق ، فعلى سبيل المثال قللت لشبونة من تأثير الجزر الحرارية في المدينة من خلال زيادة المساحة التي تغطيها المساحات الخضراء والمعالم المائية.