الأخبار

وزير الزراعة : توافر الإرادة السياسية للدول الكبرى «حتمي» لمواجهة آثار التغيرات المناخية

>> القصير: لدينا برامج الابتكار والتكنولوجيا في مجال الزراعة بتعميق دور البحوث التطبيقية

ألقى السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي كلمة في الجلسة الأساسية رفيعة المستوى لمؤتمر قمة المناخ المنعقد حاليا بالعاصمة الامريكيه واشنطن  بحضور توم فيلساك وزير زراعة الولايات المتحدة الأمريكية، و مريم المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة في  الامارات العربية المتحدة، بحضور الدكتور سعد موسى المشرف على العلاقات الزراعية الخارجية والدكتور محمد فهيم مستشار وزير الزراعة للتغيرات المناخية وعدد كبير من وزراء الزراعة والتغير المناخي لكثير من دول العالم ورؤساء المنظمات الدولية والسفراء وشركاء التنمية وذلك لمواجهة مخاطر التغيرات المناخية علي كوكب الأرض .

وقال وزير الزراعة، في كلمته خلال الجلسة إن هذا الإجتماع الهام والذي يأتي عقب استضافة مصر لمؤتمر المناخCOP27 في نوفمبر من العام الماضي، وأيضاً في ظل التحضيرات الجارية لانعقاد مؤتمر المناخ COP28 بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة ‎، موضحا إن هذا الاجتماع يأتي في توقيت هام للغاية بسبب الحاجة الملحة لدعم قطاع الزراعة والتنمية الريفية من أجل تحقيق الأمن الغذائى لشعوب العالم أجمع خاصة في ظل الأزمات والتحديات المتلاحقة عالمياً بدءاً من جائحة كورونا مروراً بالأزمة الروسية الأوكرانية مع تفاقم مخاطر التغيرات المناخية.

وأضاف «القصير»، إن تأثير التغيرات المناخية أصبح واقعاً ملموساً ، حيث تزايدت الأدلة على أن آثار تغير المناخ على نظم الأغذية الزراعية في جميع انحاء العالم أصبح أكثر وضوحاً خصوصاً في البلدان النامية والاقتصاديات الناشئة، فالآثار العالمية لتغير المناخ واسعة النطاق ولم يسبق لها مثيل من حيث ‏الحجم والخسائر ، مشيرا إلى زيادة معدلات ‏الحرائق والفيضانات والسيول والجفاف وهو الأمر الذي أدى إلى فقد ملايين الهكتارات من الأراضي ونقص في الإنتاجية الزراعية والتي تسبب عنها احداث خلل فى نظم الأغذية الزراعية.

وأوضح وزير الزراعة إنه رغم تأثر نظم الأغذية الزراعية بظاهرة التغيرات المناخية إلا انها ما زالت قادرة على توفير فرصة فريدة لمعالجة أثر تغير المناخ من خلال بناء هذه الأنظمة لضمان تكيفها مع تغير المناخ، فضلاً عن أنها توفر العديد من الفرص للحد من انبعاثات الغازات الكربونية وتعتبر بالوعات لامتصاص ومعادلة هذه الانبعاثات ( Carbon sink)، مشيرا إلي أنه لتنفيذ تلك النظم القادرة على الصمود أمام تغير المناخ فلابد من توافر الإرادة السياسية والتزام الدول الكبرى وشركاء التنمية في اتاحة الموارد المالية بالقدر الكافي لدعم المنتجين والجهات الفاعلة.

وشدد «القصير»، علي أهمية التخفيف من تأثير التغيرات المناخية من خلال تنفيذ التحول المستدام والعادل من خلال توليد وتبادل المعرفة وتنفيذ أفضل الممارسات الابتكارية والتي تشمل تحديث وتطوير برامج الانذار المبكر لرفع تدابير الاستجابة للمزارع لسرعة التعامل مع ‏تهديدات تغير المناخ مع استخدام نظم الزراعة الدقيقة والذكية مناخياً والذكاء الاصطناعي ‏وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات و توسيع دائرة الارشاد الزراعي والتحول الرقمي ‏لضمان وصول هذه الابتكارات إلى المزارعين خاصة أصحاب الحيازات الصغيرة لتوسيع نطاق الحلول التي تمنحهم المرونة في ‏مواجهة تغيُّرات المناخ.

وأكد وزير الزراعة أنه من الابتكارات التي يجب ان تتبناها المبادرة هو الاهتمام بتكنولوجيا إستنباط أصناف نباتية ذكية ، اذ لم يعد مقبولاً ان تظل انتاجية الوحدة المنزرعة من المحاصيل في بعض المناطق من العالم أقل بحوالي 50% من مثيلاتها في الدول التي تتبع آساليب الابتكار الزراعي ، وذلك لمواجهة آثار التغيرات المناخية.

وأشار “القصير” إلى أن الدولة المصرية قد تبنت برامج الابتكار والتكنولوجيا في مجال الزراعة من خلال تعميق دور البحوث التطبيقية في مجال استنباط الاصناف قصيرة العمر والمتحملة للاجهادات المناخية، فضلاً عن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي وبرامج الزراعة الذكية مناخياً مع التوسع في الميكنة الزراعية الحديثة والتطبيقات الرقمية وأنظمة الإنذار المبكر وزيادة مرونة وتدعيم القطاع الزراعي في المناطق الهامشية والهشة مناخياً مع اطلاق مبادرات تشجيع التحول إلى نظم الري الحديث خاصة في ظل محدودية الموارد المائية كأحد التحديات التي تواجه قطاع الزراعة في الدولة المصرية.

واضاف وزير الزراعة أنه بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) أطلقت مبادرة الغذاء والزراعة من أجل التحول المستدامFAST خلال مؤتمر المناخ COP27 على هامش يوم التكيف والزراعة في 12 نوفمبر   2022 والتى شارك فيها  وزير الزراعة الأمريكي ووزيرة التغير المناخي والبيئة بدولة الامارات العربية الشقيقة وعدد كبير من السادة وزراء الزراعة والبيئة حول العالم ، والتي استهدفت تحفيز حشد التمويل لبرامج التكيف والابتكار الزراعي، إذ أن الواقع يشير إلى عدم قدرة الدول النامية والاقتصاديات الناشئة على تمويل هذه البرامج من موازنتها.

وأوضح “القصير” أن مبادرةFAST تتكامل مع مبادرة الابتكار الزراعي AIM for Climate  ضمن مبادرات التخفيف من تأثير التغيرات المناخية، حيث يمثلان سوياً فرصة للدول المشاركة فيهما ولشركاء التنمية للمساهمة في حفز التمويل لتمكينها من مجابهة هذه التغيرات من خلال تنفيذ إجراءات ملموسة وابتكارات زراعية من شأنها أن تؤدي إلى تحسين العمل المناخي في اطار توحيد الجهود الدولية للتحول المستدام للأنظمة الزراعية والغذائية.

وأكد وزير الزراعة  على أهمية دعم مبادرة الابتكار الزراعى للتخفيف من آثار التغيرات المناخية داعيا جميع دول العالم للانضمام لها وخاصة وإنها تتكامل مع مبادرة الغذاء والزراعة من أجل التحول المستدام FAST لدعم ملف الامن الغذائي خاصة في الدول النامية والاقتصاديات الناشئة، مشيرا إلي دور هذه القمة  في الخروج بتوصيات ورؤى فاعلة لانقاذ العالم من الآثار السلبية لتغير المناخ على النظم الغذائية والأمن الغذائي لشعوبنا العظيمة .

 

زر الذهاب إلى الأعلى