« 100 من الحيوانات البرية النادرة»…هل يدفع الجوع الاسود والثعابين إلي الهروب من متحف التاريخ الطبيعي بالخرطوم؟
أكد خبراء الحياة البرية خطورة الصراع في السودان، على وضع الحيوانات البرية الحية، وسط استغاثات للتدخل العاجل لإنقاذها وإمدادها بالماء والغذاء بعد حالة الجوع والعطش الذي تتعرض له هذه الحيوانات جراء الأزمة السودانية، فيما تسببت الاشتباكات الجارية ، في تعذر الوصول إلى موقع المتحف التاريخ الطبيعي في الخرطوم، وسط مطالب بإنقاذ حياة هذه الحيوانات، خشية محاولات البعض إنقاذ الأسود والنمور والثعابين والزواحف بتهريبها من داخل أقفاصها مما يشكل كارثة حقيقية.
ووفقا لمصادر سودانية يضم متحف التاريخ الطبيعي ما لا يقل عن 100 حيوان من الحيوانات البرية، وضعت داخل أقفاصها قبل يوم واحد من اندلاع القتال في 15 أبريل الماضي، ومن حينها لم تحصل على طعام أو ماء بسبب تعذر الحصول علي مصادر التغذية اللازمة لمعيشتها.
وأوضحت المصادر السودانية، إن حديقة الحيوانات بمتحف التاريخ الطبيعي تعد موطنا لأنواع عديدة من الحيوانات البرية، من بينها الأسد والببغاء الرمادي الإفريقي، وقرد الفرفت، والسحالي العملاقة المعروفة باسم مراقبي النيل، وسلحفاة الصحراء، والثعبان المقرن، وكوبرا نوبية.
ويوثق المتحف الحياة البرية في السودان وجنوب السودان، ويخدم العلماء والمتخصصين في الحياة البرية وعامة الزوار على حد سواء، كما يحتوي على مئات العينات الحيوانية القيمة المحفوظة، التي انقرض بعضها الآن.
الحيوانات البرية تتعرض إلي الموت البطيئ بسبب الجوع والعطش
واعتبرت سارة سعيد مديرة متحف التاريخ الطبيعي في الخرطوم ، أن الحيوانات البرية هناك “تموت ببطء من الجوع والعطش وقلة الرعاية”، في خضم صعوبة متابعة العاملين للحيوانات خشية على حياتهم من أن يطالهم الرصاص من أحد الجانبين.
وأوضحت «سارة سعيد» خطورة الموقف الحالي للحيوانات البرية في متحف التاريخ الطبيعي في عدد من النقاط:
- فقدان بعض الحيوانات البرية بسبب هذه الأزمة، من بينها ثعابين وعقارب سامة جمعت بصعوبة لخدمة مشروع توطين إنتاج الأمصال بالسودان، فضلا عن فقدان زواحف مهمة لأغراض البحث بكلية العلوم.
- فقدان بعض الحيوانات التي يندر وجودها في بيئتها الطبيعية حاليا، وعلى رأسها التمساح الذي جرى إحضاره “كبيضة وفقس في المتحف في تجربة علمية مهمة“.
- منطقة المتحف تم تصنيفها كمنطقة غير آمنة للحركة، ومن دون السماح بالزيارة من الجهات الحكومية المسؤولة لن نتحرك من أنفسنا تجنبا لأي خسارة محتملة أو إصابة لأي شخص مما يشكل خطورة علي الحيوانات البرية داخل المتحف.
- إدارة المتحف لا تستطيع استلام أو التعاون مع أي جهة في هذه الفترة الحرجة، أو قبول دعم مادي لصعوبة ذلك.
- لا توجد جهة مصرح ليها العمل نيابة عنا في المتحف أو إدارة الجامعة وكلية العلوم، ونحاول إجراء تقييم حقيقي للوضع الراهن لحماية الحياة البرية.
مشاهد من داخل متحف التاريخ الطبيعي في الخرطوم
- المتحف يحتوي أيضا على “حيوانات حية لمختلف أنواع الزواحف والطيور والقرود التي تمثل أهمية بالغة للدراسات العلمية بكلية العلوم بجامعة الخرطوم، وطلاب الدراسات العليا والباحثين.
- ومن أهم الزواحف الموجودة التمساح النيلي الذي أحضر بيضة في سبعينيات القرن الماضي، وفقس داخل المتحف.
أخطر الحيوانات البرية في متحف التاريخ الطبيعي في الخرطوم
- تتواجد أنواع من الثعابين السامة وغير السامة والورل والسلاحف الصحراوية، وتلك الأخيرة من الأنواع المهددة بالانقراض حاليا، كما يحوي المتحف طيورا جارحة وداجنة وطيورا برية كالببغاء الرمادي الإفريقي.
عقارب وحيات سامة وشديدة الفتك
- لمتحف يحوي أنواعا من العقارب والثعابين شديدة السمية، جمعت بمشقة بالغة ومصاعب لا حد لها من مناطق مختلفة بالسودان، بمشاركة مركز أبحاث الكائنات السامة بجامعة الخرطوم بهدف توطين صناعة أمصال السموم المضادة لها بالبلاد.
أرشيف نادر ومزار سياحي
- يعتبر متحف السودان للتاريخ الطبيعي أحد المكونات المهمة بكلية العلوم جامعة الخرطوم، وتم افتتاحه في مقره الحالي بشارع الجامعة بالخرطوم عام 1958.
- المتحف به عينات تعود إلى القرن التاسع عشر لحيوانات محنطة جمعت من مناطق جغرافية مختلفة من السودان وجنوب السودان، بواسطة هواة من المستعمرين البريطانيين وقتذاك.
- وجود مكتبة بها سجلات تاريخية نادرة للمتحف، عبارة عن أرشيف يعود لأكثر من مئة عام، بالإضافة لدوريات ومراجع علمية مختلفة.
- المكتبة الكاملة للدكتور محمد عبدالله الريح، الذي يعتبر واحدا من أشهر أساتذة علم الحيوان بالسودان.
- يعتبر المتحف قبلة سياحية علمية، حيث يستقبل يوميا زواراً من مختلف الفئات والسياح بالإضافة للطلاب من مرحلة الحضانة حتى الدراسات العليا.
ثروة تحت مخاطر التدمير والزوال
- الصراع الدائر حاليا سيكلف بلادنا ثروة هائلة داخل متحف التاريخ الطبيعي بالخرطوم، سواء بالقصف أو بنفوق الحيوانات والطيور جوعا وعطشا، التي تعاني غياب الماء والغذاء نهائيا منذ اليوم الأول لبدء الاقتتال في 15 أبريل الماضي، مطالبة الجميع بالتدخل العاجل لمنع وقوع تلك الكارثة بأي طريقة ممكنة.