د هيثم عبدالغفار يكتب:تغذية الكائنات البحرية خلال دورة التفريخ
المعمل المركزي لبحوث الثروه السمكيه بالعباسه – قسم التفريخ والفسيولوجي
يعد الاستزراع السمكي البحري الاتجاه الأمثل في المستقبل للدول العربية نظرا لما تنعم به الدول العربيه من مسطحات بحريه وشواطئ هائلة. ولكن هناك بعض المعوقات تواجه عملية التفريخ البحري منها صغر حجم اليرقات وضعف القدره علي الحركه لذا فإن تغذية اليرقات المفرخه حديثا هي أهم النقاط الواجب الاهتمام بها عقب عملية التفريخ.
وتعتمد المفرخات البحرية علي الطحالب وغيرها من كائنات دقيقه كالأرتيميا والروتيفر في التغذيه, وسنتطرق لكلا منهم كالاّتي:
أولا: الطحالب :
الطحالب هي حجر الأساس فى السلسلة الغذائية والتى تبدأ بها تغذية اليرقات في المفرخات البحرية حيث أنها تستخدم أما بطريقة مباشرة فى تغذية اليرقات (مثل الجمبرى- السيجان) أو تستخدم بطريقة غير مباشرة حيث يتغذى عليها الروتيفر أو الأرتيميا ثم تتغذى عليهما اليرقات من بعد.
والطحالب تحتوى على صبغ الكلورفيل الذى يؤهلها للقيام بعملية التمثيل الضوئى حيث يمكنها تحويل العناصر الغذائية الذائبة فى المياه مع ثانى اكسيد الكربون الى نمو عضوى.
استخدام الطحالب فى مفرخات الجمبرى:
من أهم الطحالب المستخدمة في مفرخات الجمبري:
الطحالب الدياتومات (الذهبية)
وتستخدم هذه الطحالب بشكل اساسى فى مفرخات الجمبرى البحرى حيث يلزم تقديمها فى المراحل اليرقية المبكرة ة التى تسمى بالبروتوزوا وتتميز باحتوائها على قشرة دقيقة خارجية مكونة من السليكا. ومن الدياتومات شائعة الاستخدام فى المفرخات البحرية هى
Skeletonema, Thalassiasira, Chaetoceros
استخدام الطحالب فى مفرخات الاسماك:
من أنواع الطحالب الدقيقة والتي يصلح استزراعها في مفرخات الاسماك البحرية الطحالب الخضراء والطحالب البنية:
(أ) الطحالب الخضراء:- وتشمل
طحلب التيتراسيلمس ( Tetraselmis chuii ) ، طحلب الكلوريلا ( ( Chlorella spp
طحلب النانوكلوربسيس ( Nannochloropis oculta )
(ب) الطحالب البنية:- وتشمل
طحلب الايسوكرايسيس ( Isochrrysis spp )
ثانبا : الروتيفيرا
الروتيفيرا هو حيوان صغير جداً من القشريات يتبع جنس Brachionus وهو ذو أهمية قصوى فى تغذية اليرقات كغذاء انتقالى مابين الطحالب صغيرة الحجم (5 ميكرون) والأرتيميا كبيرة الحجم (400-500 ميكرون) حيث أنه يتكاثر بالطريقتين (عذريا فى الظروف البيئيىة المناسبة, وجنسيا في الظروف الأخري).
يتغذى الروتيفر على الطحالب وحيدة الخلية ( 2- 17 ميكرون ) , والبكتريا دقيقة الحجم , وتتراوح أحجام الروتيفيرا بصورة عامة من 100 – 400 ميكرون , وبذلك تمتاز عن يرقات الارتيميا بـصغر الحجم وسرعة التكاثر وتغذيتها على أنواع مختلفة من الطحالب.
أهمية استخدام الروتيفيرا:
1- صغر حجم الروتيفيرا بما يناسب حجم فم يرقات الأسماك والقشريات في الأيام الأولي بعد الفقس .
2- يمكن تربية الروتيفيرا في نظام سهل التداول يعتمد على الطحالب من 3 الى 17 ميكرون لنحصل على إنتاج وفير من الروتيفيرا .
3- الروتيفيرا ليست من الكائنات سريعة الحركة ( العوم ) وبالتالي فهي تعتبر ضحية سهلة الافتراس ليرقات وزريعة الأسماك .
4- يحتوي الروتيفيرا على بعض الأنزيمات التي تساعد عملية الهضم في الجهاز الهضمي لليرقات السمكية .
5- يحتوي الروتيفيرا على بروتينات سهلة الهضم.
6- تتوفر منه عدة أنواع يمكن إكثار البعض منها في المياه العذبة والبعض الأخر في المياه المالحة.
ويقدر عمر حيوان الروتيفيرا من 6 الى 8 أيام للإناث ويومين للذكور.
طرق استزراع الروتيفيرا :-
يوجد نظامين لإكثار وتربية كائنات الروتيفيرا :-
1. نظام الأستزراع الثابت.
2. نظام الأستزراع المستمر.
المعدل المناسب من الروتيفيرا عند بدء التغذية يكون بين 10 – 20 روتيفيرا في المللتر. ويعتبر الروتيفر فقير فى محتواه من الأوميجا 3(ω3) ولذا يلزم اثراؤه (enrichment) بالطحالب الغنية بـ ω3 ويتم ذلك بـ
- الاثراء قصير الوقت Short enrichment term : يتم تغذية الروتيفر على الطحالب قبل استخدامه بـ 24 ساعة فقط.
- الاثراء طويل الوقت Long enrichment term : يتم تغذية الروتيفر على الطحالب طوال فترة التربية.
ثالثا : الارتيميا Artemia salina
الأرتيميا هي أحد أنواع الحيوانات الدقيقة والتى لا يزيد حجمها عن 1 سم , وهى تنتمي إلي طائفة القشريات وتنتشر بالمسطحات المائية شديدة الملوحة (من 100الي أكثر من 150جرام / لتر ) بالإضافة لانتشارها بالمناطق الاستوائية وشبه الاستوائية , تتغذي على الهائمات النباتية والبكتريا الدقيقة.
وتبرز أهمية الأرتيميا بالنسبة لإنتاج يرقات الأسـماك كون أنها تعتبر من الأغذية الهامة التي لايمكن الاستغناء عنها في تحضين اليرقات السـمكية, وذلك لصغر حجمها (400 – 450 ميكرون), وارتفـاع محتواها الغذائي نتيجة احتوائها على نسـبة عالية من البروتين الحيواني الغنى بالاحماض الأمينية الأساسية والتي لاتقل عن 55% , بالإضافة الى احتوائها على كميات عالية ومتنوعة من الأحماض الدهنية غير المشبعة بشقيها ( قصيرة وطويلة السـلسلة الكربونية)
العوامل المحددة لجودة نوع الأرتيميا:
عدة عوامل أهمها الحجم و نسبة فقس البيض بالإضافة لمحتواها من البروتين والطاقة وخاصة أنواع الدهون من السلاسل الكربونية الغير مشــبعة.
تفريخ الأرتيميا:-
توجد صفات للحكم على الأرتيميا المستخدمة فى المفرخات البحرية مثل صغر حجم اليرقات الناتجة من الفقس ومدى احتواء الأرتيميا على أحماض الدهنية طويلة السلسلة غير المشبعة .HUFA-
يتراوح طول حيوان الأرتيميا الكامل النمو بين 10 ـ 20 ملليمتر ويصل عمر الحيوان لنحو 6 اشهر , والأرتيميا تتميز بتكاثرها السريع وذلك للحفاظ على النوع حيث أنها تتكاثر إما جنسياً أو بكرياً. ففي حالة التكاثر البكري ( التكاثر الذاتي ) تضع الأنثى البالغة من 200 ـ 300 يرقة كل أربعة أيام.
أما في حالة عدم ملائمة الظروف البيئية فتنشط في الأنثى غدة تقوم بإفراز مادة كيتينية تغلف كل جنين قبل ولادته لحمايته من الظروف الخارجية, ويبلغ قطر البيضة من 200ـ 300 ميكرون وفي حالة تحسن الظروف البيئية المحيطة تفقس البيضة المتحوصلة خلال يوم لتخرج منها اليرقة صغيرة تسمى نوبلي Nupleii تنمو وتتكاثر خلال أسبوعين لإعادة دورة التكاثر مرة ثانية وهي غنية بالبروتين الحيواني وتحتاجها يرقات الأسماك ( مثل يرقات سمك القاروص والدنيس وموسى) اما حديثة الفقس أو بعد نموها من 2 – 3 أيام من الفقس.
وتأخذ البيضة شكلاً دائرياً غير مكتمل أما بعد عملية الهيدرة لمدة ساعة أو ساعتين فان البيضة تأخذ الشكل الدائري المكتمل وتحدث زيادة قليلة في الحجم.
تنتهي عملية التفريخ وتطور الجنين الى ظهور يرقة النيوبلس وخلال هذه المرحلة ينتج غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يذوب بدوره في الوسط المائي للتفريخ مسبباً انخفاض الأس الهيدروجيني , لذلك يفضل إضافة بيكربونات الصوديوم بمعدل يتراوح من 1 الى 2 جرام / لتر.
وتعتبر عملية التطهير من العمليات الضرورية , حيث تتراكم البكتريا والفطريات وبعض الشوائب على ســــــطح البيض , وبإجراء عملية التطهير تقتل البكتريا والفطر الضــارتين . ويتم التطهير بواســـــطة الكلور, بعد تحـــديد عدد البيض وحجم الوعاء, وذلك لتحــديد كمية الكلـور ( التركيز يجب أن يكون 200 جزء في المليون ) التي من المفترض إضافتها.
يتم حصاد الأجنة ( يرقات النيوبلس ) بعد حوالي 24 ساعة , ويمكن أن تمتد الى 48 ساعة طبقاً لمصدر الأرتيميا. وتتم عملية الحصاد بغلق مصدر التهوية وتغطية الوعاء بغطاء اسود لحجب الضوء , علي أن يتم توجيه الضوء لأسفل الوعاء, وذلك لجذب يرقات الأرتيميا وبالتالي يمكن جمعها بسهولة بطريق السايفون.
عملية ازالة قشر بيض الأرتيميا تسمى De-capsulation وهى يزيد من كفاءة الفقس وبهذه الطريقة نتجنب موت اليرقات بسبب انسداد قناتها الهضمية بواسطة تجمع قشر بيض الأرتيميا بها ويقلل من تأثير التلوث الناجم عن وجود القشور.
رعاية اليرقات المفرخه حديثا و طرق التغذية
تختلف طرق تغذية يرقات الأسماك البحرية باختلاف كثافة التخزين فيوجد منها :
1- التربية الموسعة Extensive Culture Method
وتتميز هذه الطريقة باستخدام أحواض ترابية صغيرة المساحة حيث تتراوح من (100 – 1000 م3 ( ويضاف إليها الأسمدة العضوية مع السوبر فوسفات وذلك لمدة أربعة أسابيع . وفي هذة الطريقة يتم تخزين اليرقات بمعدل ضعيف يصل إلى( 2- 8 يرقات / م3 ) وهي تعطي معدلات بقاء منخفضة جداً تتراوح بين 0.1 – 0.5 % وهذه الطريقة تصلح لتربية يرقات القاروص والدنيس وموسى .
2- التربية المكثفة : Intensive Culture Method
وفي هذه الطريقة تتم تربية اليرقات تحت ظروف متحكم فيها وتعتمد على زيادة معدلات التخزين مع إضافة الأغذية الحية المستزرعة على حسب احتياجات اليرقات الغذائية.
وتتطلب التربية بالطرق السابقة فترات إضاءة محددة لكل نوع من الأسماك وكذلك شدة الأضاءة وهما غالباً ما تتغير بتغير عمر اليرقات .
ويمكن تقسيم طرق رعاية اليرقات المكثفة طبقاً لأعتمادها على الطحالب والروتيفر فى التغذية كالتالي :
1- تغذية اليرقات بأستخدام الطحالب والروتيفر:
وهذه الطريقة هي الشائعة بين المفرخات البحرية بالدول المختلفة وهي تحتاج إلى جهد وعمالة كبيرة وكذلك مستويات مرتفعة من الطاقة ودرجة عالية من التحكم في الظروف البيئية. وهذه الطريقة ملائمة لكثير من أنواع الأسماك البحرية مثل الدنيس وموسى والوقار.
وتتم التغذية اليرقات كالتالي :-
- اضافة الطحالب لأحواض تربية اليرقات من البداية.
- تتغذى اليرقات علي الروتيفر ابتداء من اليوم الثانى الى العاشر بمعدل 10 حيوان/ مل وبعد ذلك تضاف بمعدل 20 حيوان/ مل.
- ثم يتم التداخل ما بين الروتيفر والارتيميا و يتناقص الروتيفر وتزيد الارتيميا ثم يتم منع الروتيفر وتستمر التغذية علي الارتيميا إلى اليوم 35 ثم يتم الفطام وتعتمد اليرقات على العلف الصناعي.
- يستخدم العلف الصناعى من اليوم العشرين بكميات بسيطة ويزداد تدريجيا حتى مرحلة الفطام.
2- طريقة تربية اليرقات بدون أستخدام الطحالب والروتيفر:
وهذه الطريقة تعتمد على استخدام الظلام ودرجات الحرارة المنخفضة للمياه في الأيام الأولى بعد الفقس بحيث تعطي الفرصة لفتحة فم اليرقات والقناة الهضمية بالتطور بالدرجة التي تسمح لها بالتغذية على الأرتيميا مباشرة بعد انتهاء هذه الفترة وامتصاص كيس المح يجب توفير التغذية (الغذاء الحي) لليرقات. ومن مميزات هذه الطريقة:
- توفر في المساحة المستغلة لاستزراع الطحالب والروتيفر.
- توفر في العمالة والطاقة المستهلكة.
ومن الجدير بالذكر أن هذه الطريقة ملائمة فقط ليرقات أسماك القاروص ويمكن أن تلائم اسماك موسى ويطلق عليها الطريقة الفرنسية.