د رباب حسنين تكتب: تربية الخيول بطريقة صحية وكيفية العناية بها
باحث – قسم بحوث الفيروسات – معهد بحوث الصحة الحيوانية – مركز البحوث الزراعية – مصر
الخيول هي حيوانات جميلة ورشيقة، ويعتبر ركوب الخيل والفروسية من الرياضات القديمة والتي لا تزال محبوبة في العصر الحديث. وللخيول العربية خاصة شهرة عالمية نظرا لدقة أعضائها وتناسق جسمها وجمال منظرها وسرعة حركته. وقد اعتبرت الخيول العربية وما زالت رمزًا للجمال والقوة ومصدرًا للتباهي عند أصحابها.
فقد ذكرت الخيول فى القران الكريم فى قوله تعالى (والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق مالا تعلمون ) (سورة النحل اية 8) ، كما ذكرت أيضا فى الأحاديث الشريفة (الخيل معقود في نواصيها الخير، اركبوا الخيل فإنها ميراث أبيكم إسماعيل). وأيضا تغنى بها الشعراء فى قصائدهم (كما قال أبو العلاء المعري: ورأيت الوفاء للصاحـب الأول….. مـــن شيمـــة الكريـــم الجـــواد) ورسمها الرسامون العظام ونحتت أشكالها منذ العصور البابلية القديمة.
شروط التربية الصحيحة للخيول
أولاً: يجب أن نضمن توفير بيئة صحية وآمنة للخيل، حيث يجب أن تكون الإسطبلات إما مغلقة او نصف مغلقة أو مفتوحة، واسعة ونظيفة، ويجب توافر الراحة الكافية للخيل ، حيث يحتاج الحيوان إلى فترات راحة كافية بعد التدريب والعمل الشاق، فيجب توفير مكان مناسب يمكنها فيه الإستلقاء والإسترخاء. ومن الشروط اللازم توافرها في إسطبلات الخيول هى:
- بناء الأسس بالأسمنت وذلك لمنع القوارض من الدخول خلال البناء.
- وجود الأرضية الصلبة ويفضل من الأسمنت الذى يحتوى على أخاديد تمنع تزحلق الخيول، مع ضرورة إنحدار الأرضية لتسهيل تنظيفها.
- تصريف المياة ومخلفات الخيول بنظام يسمح انسيابها إلى الأماكن المخصصة لذلك.
- عدم ترك أي جسم حاد أو مدبب داخل الإسطبل.
- ضبط شبابيك التهوية ليكون ارتفاعها مترين إلى مترين ونصف ومساحتها عشر مساحة المكان على أن تغطى بالسلك المشبك وتفتح إلى الداخل
- تثبيت الضوء بعيد عن متناول الحيوان وبما يحقق الإضاءة الكافية للإسطبل.
- وضع الحلقات الحديدية لربط الخيول
- لابد أن تكون الأبواب الرئيسية بعرض مترين إلى مترين ونصف وتفتح للخارج أو بالانزلاق.
ثانياً: يجب الاهتمام بنظام التغذية الصحيح للخيل، حيث يجب توفير الأعلاف الغنية بالفيتامينات والمعادن اللازمة والبروتينات والتي تناسب احتياجات الخيل، سواء احتياجات الإدامة او الاحتياجات الاخري التى تفرضها الأعمال الإضافية مثل النمو، العمل، التناسل. ويجب توفير الماء بشكل دائم ونظيف وفي كمية كافية باستثناء الفترات التي تعقب التمارين الشديدة، حيث يستحسن في مثل هذه الحالات أو بعد فترات قطع الماء عن الحيوانات السماح لها بشرب كميات قليلة على فترات من 5-10 دقائق حتى تتغلب على الشعور بالعطش وتؤدي هذه الطريقة إلى منع الاضطرابات الهضمية والإصابات المحتملة للعرج والذي سببه استهلاك كميات كبيرة من الماء.
ثالثاً: الفراش وهو حاجة ضرورية للمحافظة على صحة الخيول لأنه يشجع الخيل على الرقاد وبالتالي أخذ كفايتها من الراحة ويقلل من وصول البرد والرطوبة عند الرقاد ويخفف من الإحتكاك المباشر لجسم الخيل على الأرض .إضافة إلى أنه يقلل من اتساخ جسم الجواد، وعادة تكون الأفرشة جافة لينة،ماصة للسوائل، نظيفة وخالية من الأجسام الغريبة مثل : قش القمح والشعيروالرز ونشارة الخشب.
رابعاً: العناية بالخيول والقيام بالمسح او التضمير والغرض الأساسى منه هو إزالة الأوساخ والأتربة والقشور الجلدية الموجودة على جلد الخيل.
وكذلك تقويته بتنبيه الغدد الدهنية بزيادة الإفرازات مما يعطي الجواد لمعاناً وقوة ويحمي جسمه من التغيرات الجوية ، كذلك يعمل المسح على تنبيه الدورة السطحية ومنع الإصابة بالأمراض الجلدية وذلك بإزالة أو عدم السماح بوجود الطفيليات الجلدية.
وبعد الإنتهاء من استعمال الفرشاة تستعمل وسادة التلميع لمسح الجسم باتجاه الشعر لتعطيه لمعاناً واضحاً، وللتأكد من جودة المسح تمررأصابع اليد عكس اتجاه الشعر، ويكون تجمع الأتربة على أطراف الأصابع دليلاعلى التنظيف والمسح غير الجيد.
كما يجب الإهتمام بغسل الخيول والذى يعطى مظهرا جيدا ويدل على النظافة ويمنع انتشار الأمراض الجلدية، و تغسل الخيول عندما يكون الجو معتدلا وقاية من تقلبات الجو التي قد تؤدي إلى تعرضها لأمراض الجهاز التنفسي.
كذلك فإن الغسل المستمر يزيل جزءاً من الإفرازات الدهنية الضرورية لحماية جسم الجواد، تتم طريقة الغسل بغمر جسم الجواد بالماء واستعمال الفرشاة لإيصال المياه إلى جذور الشعر، ثم يستعمل الماء الدافئ والصابون باستعمال الفرشاة أيضاً، وبعدها يُزال الصابون بالشطف بالماءالدافئ ليغسل بعد ذلك بالماء البارد لإغلاق مسامات الجلد والمساعدة على وقاية الجواد من البرد.
خامساً: يجب الاهتمام بتدريب الخيل بشكل صحيح وفقًا لمستوى قدراتها، حيث يجب تدريب الخيل بشكل مدروس ومتسلسل، ويجب أن يتم تنفيذ التدريبات بشكل دوري ومنتظم، مع الحفاظ على توازن الجسم والعمود الفقري للخيل، وتفادي الإفراط في التحميل والتدريبات الشديدة.
سادساً: يجب الإهتمام بصحة الخيل ومراقبتها بشكل دوري، حيث يجب تحديد مواعيد الفحص الطبي الدوري للخيل، وتوفير التطعيمات والأدوية الضرورية، والتأكد من سلامة الحيوانات الموجودة في الإسطبلات ويجب العمل على علاج أي مشاكل صحية بأسرع وقت ممكن. كما يجب أيضا توفير الرعاية الصحية للأقدام بانتظام، حيث يجب تنظيفها وتقليمها والاهتمام بصحة وسلامة الحوافر.
سابعاً: يجب توفير الإحتياجات والرعاية الإجتماعية للخيل، حيث يحتاج كل خيل الى التعامل مع الخيول الأخري او مع الاشخاص المحيطة وتكوين علاقات اجتماعية. من الجدير بالذكر أنه من الضروري الاهتمام بالعلاقة بين الفارس والخيل، حيث يجب أن تكون العلاقة بينهما بناءة وتستند على الثقة والاحترام المتبادل، ويجب توفير الرعاية والمودة للخيل، والتعامل معها بلطف وحنان.
أيضا يجب توفير التدريبات النفسية والعقلية للخيول ، حيث يجب تقديم تدريبات متنوعة ومحفزة للخيل وتشجيعها على التعلم والتطور، ويجب تفادى إجهاد الخيل وتقديم الدعم النفسي لها.
وفي النهاية، يجب الإشارة إلى أن التربية الصحيحة للخيل تتطلب العديد من الجوانب، ويجب الاهتمام بالعناية بالخيل بشكل دائم ومستمر، وتحتاج الخيل للحب والرعاية كأي حيوان آخر، وعند توفير ذلك، فإنها ستكون شريكًا رائعًا في المنافسات الفروسية والرياضات الأخرى، وستكون إضافة رائعة لأي مزرعة خيول.