مدير «أكساد»: الإنتاج العربي من الحبوب يكفي 42% من الإحتياجات وتعزيز الأمن الغذائي «ضرورة»
>> العبيد: تطبيقات الزراعة الذكية والممارسات الجيدة في الزراعة والبحوث العلمية لمواجهة تحديات المناخ
قال الدكتور نصرالدين العبيد مدير المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة «أكساد»، أن إنتاج الدول العربية جميعا من الحبوب، لا يزيد عن 60 مليون طن بما يمثل 42 بالمئة فقط من إجمالي الاحتياجات، أما بالنسبة للقمح، فقد بلغ الإنتاج 28 مليون طن وهي كمية لا تلبي سوى 43 بالمئة من الاحتياج الكلي مؤكدا ضرورة تضافر الجهود لتعزيز الأمن الغذائي من خلال تطبيق أهداف التنمية المستدامه وزيادة معدلات الإكتفاء الذاتي من محاصيل الحبوب وخاصة القمح.
وشدد مدير «أكساد»، في كلمته خلال فعاليات إفتتاح الندوة العلمية الأولى حول الأمن الغذائي في الوطن العربي، التي عقدت يومي 28 و 29 مايو الجاري في مدينة قسنطينة في الجزائر برعاية رئيس الجمهورية الجزائرية ، علي أهمية مواجهة التحديات التي تواجه الأمن الغذائي للمنطقة، في ظل ندرة الموارد المائية وزيادة موجات الجفاف، مؤكدا ضرورة تعزيز التعاون والعمل العربي المشترك وتبادل الخبرات، للاستجابة للتحديات المطروحة وتطبيق أفضل الممارسات في مجال الزراعة والتنمية الريفية، بما يحقق الاكتفاء الغذائي للشعوب العربية التي تستورد 43 بالمئة من إحتياجاتها من القمح.
وأصاف «العبيد»، إنه تم استنباط أصناف من الأشجار المثمرة والنباتات الرعوية الأكثر تكيفا مع بيئات المناطق الجافة والهامشية وذات القيمة العلفية الجيدة، ويتم العمل على نشر التطبيقات الزراعية المبتكرة والذكية مناخيا، مثل نظام الزراعة الحافظة التي تهدف لتحسين إنتاجية الأرض والمياه وزيادة إنتاجية الأنواع المحصولية في البيئات الجافة وشبه الجافة، ورفع قدرة الترب الزراعية على احتجاز الكربون فيها.
وأشار مدير«أكساد»، إلى مشروع «دراسة التغيرات المناخية في المنطقة العربية وتأثيرها على الموارد المائية السطحية والجوفية»، والذي تم إنجازه بالتعاون مع الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى، وكان من أهم نتائجه أن معدل ارتفاع درجات الحرارة سيصل وفق سيناريو الانبعاثات الغازية الأسوأ، إلى 2.15 درجة مئوية بحلول عام 2045 حتى 2060، وإلى نحو 4 درجات في فترة نهاية القرن.
وشدد مدير «أكساد»، علي إنه لا بد من العمل على الحد من التأثيرات السلبية الناتجة عن التغيرات المناخية في القطاع الزراعي من خلال تغيير مواعيد الزراعة وتطبيق الممارسات التي تجعل هذا القطاع أكثر إنتاجية وتحسن من عوامل إدارة الموارد الطبيعية مشيرا إلي أهمية دور منظمة «أكساد»، في تنفيذ مجموعة من المشاريع الهامة في مجالات المياه والحبوب والمراعي والثروة السمكية بمختلف الدول العربية، ومنها تقديم 7 مشاريع في مجالات المياه و الحبوب و المراعي و الثروة السمكية .
وأكد «العبيد» إن انعقاد هذه الندوة العلمية الهامة حول الأمن الغذائي في الوطن العربي ياتي في إطار توصيات وقرارات الدورة الواحدة والثلاثين للقمة العربية المنعقدة بالجزائر، التي أولتْ مسألة الأمن الغذائي العربي أهمية خاصة، وأدرجته ضمن الاهتمامات ذات الصلة بالأمن القومي العربي، مشددا علي أهمية تضافر الجهود من أجل تعزيز القدرات العربية الجماعية في مجال الاستجابة للتحديات المطروحة على الأمن الغذائي والصحي لمواجهة التغيرات المناخية.
وأشار مدير «أكساد»، إلي أن المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة من أوائل المنظمات العربية والدولية المتخصصة التي أولت اهتماماً خاصاً لكافة القضايا المتعلقة بالأمن الغذائي العربي بمشاريعها التنموية المختلفة وبأبحاثها ودراساتها مشيرا إلى استعداد منظمة أكساد الدائم لتقديم الخبرة والمشورة والمساعدة في تنفيذ البحوث والدراسات التي تعزز تطوير البرامج الزراعية المستدامة في الجزائريه خصوصاً، والمنطقة العربية عموماً.
وأشاد «العبيد»، بالدور التاريخي لرئيس الجزائر في القمة العربية 31 «قمة لم الشمل العربي» والتي اتخذت العديد من القرارات الهامة والتوصيات بخصوص الأمن الغذائي العربي أهمية مواصلة العمل العربي المشترك على موضوع الأمن الغذائي، وندرة الموارد المائية من خلال نجاح منظمة «أكساد»، في تطوير سلالاتٍ مختلفةٍ متحملةٍ لظروف الجفاف، من القمح، والشعير، والأشجار المثمرة. وتطبيقات نظم الزراعة الحافظة، والتوسع في استخدامها بالدول العربية.
وأضاف مدير «أكساد»، إنه تم تنفيذ عشرات مشاريع حصاد مياه الأمطار لعشرات من المشاريع في المنطقة العربية لتأمين المياه اللازمة للري التكميلي وتوفير المياه اللازمة لتربية الماشية خلال فترات الجفاف وتحسين كفاءة إنتاج اللحوم والحليب، ورفع الكفاءة التناسلية لحيوانات المزرعة كالأغنام والماعز الشامي والإبل، مع تحسين قدرتها على التكيف مع آثار التغيرات المناخية.
شارك في ندوة الأمن الغذائي العربي الدكتور نصرالدين العبيد مدير منظمة «أكساد» والدكتور إبراهيم الدخيري مدير المنظمة العربية للتنمية الزراعية، ووالي مدينة قستطينه و مدير المدرسة الوطنيه العليا للتقانات الحيوية و ممثل عن رئاسة الجمهورية و ممثلين عن وزارات الخارجيه و التعليم العالي و الموارد المائيه و الفلاحة و التنمية الريفيه و حضور أكثر من 100 مشارك من الدول العربيه و الوزارات و الجامعات المختلفه في الجزائر.
وتناولت ندوة الأمن الغذائي العربي بالجزائر، ملفات الموارد المائية التقليدية وغير التقليدية كمحددات طبيعية للأمن المائي” و”الزراعة في سياق تغير المناخ”. و”المخزون السمكي وتربية الاسماك في السدود والانهار والبحيرات” و “البيو تكنولوجيا والتكنولوجيا الغذائية”.