كشف تقرير رسمي أصدرته وزارة الزراعة ، عن رصد العديد من التأثيرات السلبية الشديدة للتغيرات المناخية في العديد من مناطق التربية في العالم ومنها مصر علي صناعة النحل خلال موسم فرز عسل النحل لتربية النحل خلال العام الحالي لموسمي تزهير الموالح والبرسيم بمختلف المحافظات، موضحا ان هذه التغيرات إنعكست علي العديد من أنواع المحاصيل الزهرية المرتبطة بالنحل لإتمام عملية التلقيح .
وأضاف التقرير ، إن هذه التأثيرات تشمل إحداث خلل واختلافات في توقيتات عملية الإزهار في النباتات المختلفة والتأثير علي نشاط النحل ونمو طوائفه وتؤثر على سلوك نحل العسل حيث ستعمل هذه التغيرات المناخية على زيادة شراسة النحل وميله للسع، مما يؤدي إلى إحداث مضايقات وزيادة الآلام للإنسان خاصة الذي يقوم بالعمل في مجال تربية النحل وإنخفاض إنتاجية النحل من العسل.
وأوضح التقرير، أن موجات البرد والصقيع المتزامنة مع التغيرات المناخية تؤدي إلى التأثير على عملية التشتية في طوائف نحل العسل وبالتالي تدهور وموت الطوائف. كما يعمل إرتفاع درجات الحرارة والجو الحار الجاف إلى قلة السروح لشغالات النحل وقد يؤدي إلى هلاك الطوائف، مشيرا إلي أن نحل العسل يلعب دورا حيويا وهاما في النظام الزراعي في تلقيح المحاصيل الزراعية حيث يعتمد ثلث الغذاء في العالم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على التلقيح بنحل العسل، وأن التغيرات المناخية تؤثر علي نحل العسل، وعلى فقد طوائف نحل العسل.
ووفقا للتقرير، فإن الدراسات العلمية إن نتائج ارتفاع نسبة الفقد في تعداد طوائف النحل بسبب الطقس السئ وبصفة خاصة موجات الصقيع في الشتاء بلغت نسبة حوالي 7% من مجموع الطوائف الكلية، وهو ما يمثل نسبة حوالي 23% من إجمالي الفقد الحادث أو بمعنى آخر من إجمالي الطوائف المفقودة خلال مرحلة التربية وإنتاج عسل النحل.
وأشار تقرير وزارة الزراعة إلي إن الملوثات البيئية والتدهور البيئي الناتج عن التغيرات المناخية يهدد نحل العسل ودوره البيئي كمؤشر حيوي للاستدلال على مدى تلوث البيئة المحيطة بالملوثات المختلفة من مبيدات وعناصر ثقيلة ومضادات حيوية موضحا إن هذه الملوثات تقلل من قوة طوائف النحل وتطورها وقد يؤدي إلى فقد وموت الطوائف.
ووفقا للتقرير، فقد تم رصد تأثير التغيرات المناخية علي طوائف النحل حيث فقدت بعض البلدان في خلال العشرين عاما الأخيرة نسبة تراوحت ما بين 35 – 65% من مجموع طوائف نحل العسل بها وهو يمثل خسارة إقتصادية كبيرة حيث تؤثر التغيرات المناخية على توزيع مجاميع وأنواع كثيرة من الملقحات الحشرية خاصة النحل البري.
ونبه التقرير إلي أن التغيرات المناخية أثرت علي شراسة أعداء نحل العسل وإحداث أضرار به أو افتراسه مما يكون له مردود سلبي على البيئة والنحل مشيرا أن إنخفاض تعداد طوائف نحل العسل يؤدي إلى آثار خطيرة على خفض الإنتاجية الزراعية وجودة المحاصيل، كما يؤدي أيضا إلى تقليل التنوع الحيوي وما ينتج عن ذلك من إندثار بعض الأنواع النباتية وإنعكاس ذلك على النظام البيئي.
وأضاف التقرير، أن الظاهرة تنعكس علي إنتشار الآفات الحشرية التي تهاجم المحاصيل الزراعية المختلفة والمسببات المرضية التي تسبب أضرارا للنباتات، وتأثير ها على الحشائش الضارة. مما يستلزم تدخل المزارع بإستخدام المبيدات المختلفة المستخدمة في مجالات المكافحة المختلفة موضحا إنه لهذه المبيدات المستخدمة آثار سلبية على الحشرات النافعة سواء الطفيليات والمفترسات التي هي من وسائل المكافحة الحيوية وكذلك على الملقحات الحشرية ونحل العسل.
ولفت تقرير وزارة الزراعة، إلي أن التغيرات المناخية تؤثر على سلوك وفسيولوجية وتوزيع نحل العسل وعلى الأطوار المختلفة للحضنة (بيض، يرقات، عذارى) وبالتالي تؤثر على تطور الطوائف. كما تعمل على التأثير على ظهور الأمراض المختلفة بمسبباتها الميكروبية المختلفة سواء البكتيرية أو الفطرية أو الفيروسية أو البروتوزوا والتي تصيب النحل وتسبب له أضرار بدرجات متفاوتة وقد تؤدي إلى الموت وفقدان طوائف النحل.
وأوضح التقرير إن صناعة النحل وإنتاج العسل إحدى المهن الزراعية الرئيسية في الكثير من بلدان العالم ولا تقتصر أهمية نحل العسل على منتجاته التي نحصل عليها من طوائفه وحسب (والتي تصنف وتستخدم كدواء وغذاء) بل تمتد لتشمل الحفاظ على حياة البشرية، موضحا إن أهمية قطاع تربية النحل في الاقتصاد العالمي والأمن الغذائي الدولي، ترجع إلى أنه يساهم في تلقيح ما يزيد عن 85% من الأنواع النباتية أي أنه يسهم بنسبة ليست بالقليلة في إنتاجية المحاصيل الزراعية على تنوعها واختلافها، ويعمل على الحفاظ على التنوع الحيوي للأنواع النباتية.
وأشار التقرير، إلي أهمية التخفيف من مخاطر التغيرات المناخية علي صناعة النحل أو منظومة التربية خاصة أن نحل العسل يساهم في الحفاظ على الغطاء النباتي والرقعة الزراعية وزيادة إنتاجية المحاصيل، وبالتالي تقليل ظاهرة التصحر مما يؤدي إلى الحد من انبعاث ثاني أكسيد الكربون وزيادة إنتاج الأكسجين والحد من ارتفاع درجات الحرارة، ومردود كل ذلك على خفض التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية مما يلعب دورا هاما في التنمية المستدامة وحماية الصناعة من هذه المخاطر.
وأوضح التقرير ، أن النحل يسهم بنسبة ليست بالقليلة في إنتاجية المحاصيل الزراعية على تنوعها واختلافها، ويعمل على زيادة التنوع الحيوي، والمساعدة في عمليات التحسين الوراثي. بالإضافة الى دوره في المحافظة على التنوع الحيوي للنباتات البرية، وذلك في ظل انخفاض تعداد الحشرات البرية الملقحة. كما يعد النحل مؤشرا للأوضاع البيئة في أي منطقة، علاوة على دوره في مكافحة ظاهرة التصحر لحفاظه على الغطاء النباتي والحد من الارتفاع المستمر لدرجات الحرارة، وإن أي تهديد لمنظومة تربية النحل بسبب التغيرات المناخية ينعكس علي إنخفاض إنتاجية المحاصيل.