الأخبارالاقتصادمصر

د نصر بسيوني يكتب: حلول عملية لإنخفاض إنتاج عسل النحل وإنتشار عمليات «الغش»

خبير دولي في تربية النحل وإنتاج العسل – مركز البحوث الزراعية – مصر

يشكو غالبية النحالة من انخفاض انتاج العسل لهذا العام إن لم يكن انعدام الأنتاج تماماً لعدد من الأسباب منها التغيرات المناخية وإرتفاع تكاليف الإنتاج ومنذ ايام و الحديث الدائر بين النحالة عموما هو تكاليف الأنتاج المرتفعة وضرورة تغطيتها برفع سعر العسل و الطرود بنسبة كبيرة .

الخسارة الكبيرة لبعض النحالة سوف تتسبب فى بيع عدد من النحالة لمناحلهم وتصفية أعمالهم وهذا الوضع الكارثى ذكرنى بإقتراحى السابق الذى نشرته منذ سنوات والخاص بتعديل المواصفة القياسية لعسل النحل فحاليا يختلط الحابل بالنابل و الغث بالسمين والصحيح بالمغشوش.

أستمرار الوضع على ما هو عليه ستنقرض مهنة النحالة الصحيحة تدريجياً وستصبح مهنة انتاج العسل المغشوش  هى الغالبة وكلما ارتفعت الأسعار كلما زاد ربح «الغشاش» والأقبال عليه حتى يصبح هو الغالب لذلك أعود مرة أخرى الى ضرورة وضع مواصفة قياسية جديدة للعسل المصرى تقسمه الى ثلاث نوعيات على الأقل.

الأولى : وتسمى عسل علاجى أو شفائى وهو عسل يحتوى اقل نسبة ممكنة من السكروز والعلاجات و المبيدات ويستخدم للأغراض العلاجية وسيباع بأسعار مرتفعة ان شاء الله.

الثانية : عسل مائدة وهو عسل قد يحتوى على نسبة مرتفعة من السكروز وتدخله نسبة كبيرة من التغذية السكرية وسيباع بأسعار تشابه أسعار المربى التى تباع بالمحلات وسيقبل عليه المستهلك البسيط متوسط وضعيف الدخل بديلاً للحلوى و المربى التى يستخدمها وقد يضاف معه بعض الفاكهة أو عصائرها أو مكسبات الطعم .

النوعية الثالثة : عسل صناعى وهو العسل غير المطابق للنوعيتين السابقتين وقد يحتوى بعض العلاجات وهو عادة يستخدم فى تصنيع الحلويات ويتم تسخينه فتتكسر اى مواد نافعة أو ضارة به ويفقد قيمته كعسل ويعامل معاملة سكر الفراكتوز و الجلكوز والسكر المحول.

بعض الردود السابقة على أقتراحى زعمت ان هذا يشرع للغش ويبيحه وأرد عليهم بأن توضيح نوعية العسل ومصدره للمستهلك يبعد عن المنتج صفة الغش ويحلل ماله فمن يشترى العسل يعرف ان هذا العسل هو ناتج تغذية أو ناتج رحيق صافى ويصلح للعلاج.

رسول الله حينما وضع يده فى التمر واصابه رطبها طالب التاجر ان يضع التمر الذى اصابته المياه فى الأعلى ليراه الناس ولم يطالبه بالتخلص منه .

عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مرّ على صُبْرَة طعام، فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللاً، فقال: ( ما هذا يا صاحب الطعام؟ ) ، قال: أصابته السماء يا رسول الله، قال: ( أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس؟ من غشّ فليس مني) رواه مسلم

يجب ان تتحرك الدولة سريعاً لحماية تربية النحل وإنتاج العسل للنهوض بالصناعة وضمان التنمية المستدامة في المجتمعات الريفية، حتي نتجنب الأسوأ في هذه الصناعة الواعدة.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى