الأخبارحوارات و مقالات

محمود عطا يكتب: الكتابة وآفة الإدعاء

كاتب وإعلامي 

الكتابة وآفة الإدعاء …هذه الكلمات تكشف حقائق كثيرة فقد يكتب الانسان كتابا في يوم ويقول عنه فى الغد لو كتب كذا أو أضيف كذا لكان أفضل ولو حذفت الجملة التى تحتوى معنى كذا لكان يستحسن ولعل ذلك دليل عظيم على إستيلاء النقص فى جملة البشر.
فى الواقع هذه ليست وجهة نظرى الشخصية وإن كنت مؤمن بها وانما هى خلاصة فلسفة الكاتب المبدع أبو العلا الأصفهانى وهو من أعظم وأرقى من وظفوا الكلمة فصنع منها الأغنية والقصيدة وأبدع إبداعًا فى توظيف الجمل الكلامية قد لايجود الزمان بمثله .
وبمناسبة الزمان وإنحسار الصحافة الورقية وتخاذلها وضعفها وهوانها على القراء وبزوغ شمس الصحافة الإلكترونية فى ظل عالم يتغير في وقت يسمى الفومتو ثانية تجد بعض ممن يكتبون مقالات الرأى فى الصحف الورقية بإعتبار أن ذلك مهنتهم (أكل عيش ).

يشمرون سواعدهم ويتمخضون ويفتون ويطلقون نظريات وفتاوى وأراء وأحكام مطلقة دون الرجوع إلى أهل العلم أو التخصص أو تجد بعضهم ينتقدون أداء موظف عام بالدولة دون أن يحدثونه تليفونيا أو يتكبدوا عناء مهام ذلك الموظف أو وظيفة وطبيعة عمل تلك المؤسسة .

هنا لاألوم الكاتب أو أنتقده وإنما فقط أبحث عن دوافعه فلا أجد سوى أنه يريد أن يكتب ويكتب حتى يستمر فى تحقيق ذاته التى أنقرضت وضعفت وسقطت أحيانا بفعل التطور التكنولوجى وإنتشار الصحافة الإلكترونية وأيضا قد يكون دافعه إستمرار حصوله علي أجره المعتاد من صحيفة يعمل بها قد تخجل إدارتها في منع منحه أجره المعتاد نظرا لكبر سنه أو لتاريخه وربما لإعتبارات إنسانية !
وهذا لايعنى أن قمم الكتاب وقاماتهم الشامخة من أصحاب الرؤى والأفكار الإبداعية يمكن وضعهم فى ذلك المصاف بل يبقون أساتذة أجلاء نتعلم منهم ونستفيد من فيضهم ونجلهم ونقبل أيديهم تقديرا وإحتراما .

فقط اتحدث عن بعض مما أصابتهم صدمة عدم إستيعاب التطور العالمى ومازالوا يقبعون خلف أفكار قديمة بالية أهمها هو ان تنتقد كل شئ بهدف فرض العضلات الصحفية وبعض المهارات الكتابية لإثبات أنك مازلت على قيد الحياة
أزعم وربما أكون مخطئا أن النقد الإبداعى هو إضافة للموضوع أو المحتوى محل النقد ووفي النهاية …فعلا الكتابة وآفة الإدعاء حقيقة نعيشها اليوم.

 

زر الذهاب إلى الأعلى