غرفة تشبه العمليات الجراحية، تخضع النباتات بداخلها من أجل فحصها والعناية بها، لزيادة إنتاجيتها، إذ يستقبل معهد بحوث الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية بالسادات، عددا من النباتات والثمار الاستوائية النادرة في مصر، ليجرى شرحا وافيا للراغبي العثور على فرص عمل من خلال زراعة تلك النباتات.
نباتات متنوعة مثل السواك وفواكه البلاك بيري وأشجار الباولونيا، نجح المعهد في زراعتها رغم احتياجها لدرجة الحرارة العالية، وذلك باستخدام الهندسة الوراثية، بحسب تصريحات الدكتور أحمد نوير عميد المعهد.
زراعة أشجار الباولونيا في مصر
وتعد أشجار الباولونيا من أهم الأشجار المنتجة للأخشاب، والتي تنافس أشجار الزان، وتكثر في مصر عن طريق المعهد، ويمكن زراعتها باستخدام مياه الصرف الصحي المعالج، وتستطيع أن تمتص ثاني أكسيد الكربون أكبر 10 مرات من غيره من النبات، لأن مسطحة الورقي كبير، ويمكن استخدام أوراقه كعلف للمواشي، ويجرى التعاون بين المعهد وجهاز مدينة السادات على زراعته في المنوفية وبقية المدن الجديدة.
التدريب على زراعة الهندسة الوراثية
هيثم فتحي متدرب، نجح في تحويل التدريب النظري إلى نجاح عملي، إذ قرر الاستفادة من المحتوى الذي حصل عليه، بعد أن تعلم كيفية زراعة النباتات، بهدف تحقيق إنتاجية كبيرة.
وساعدت الإنتاجية الكبيرة على توفير فرص العمل، مشيرا إلى أن زراعة الأماكن الصحراوية والأراضي المالحة ساعدته في تنفيذه المعهد من خلال التدريب، ولم يقتصر الأمر على تدريب ابنه فقط، بل يتطلع إلي تدريب ابنته أيضا بعد انتهائها من امتحانات الثانوية العامة.
زراعة المناطق الصحراوية في سيوة، كانت خريطة محمد عبدالنبي متدرب المعهد، بعد الاستفادة من الخبرات التي حصل عليها، هذا ما أوضحه نادر ياسين، مشيرا إلى أن الدورات ساعدته على زيادة الإنتاجية بشكل كبير، بما يحقق عائدا ماديا كبيرا، يسهم في توفير مصدر دخل كبير له ولأسرته، من خلال مشروعات صغيرة ومتوسطة.
تأهيل الشباب بمشروعات صغيرة ومتوسطة أيضا في المجال الزراعي وغيرها من المجالات المختلفة، من بينها إنتاج السماد العضوي، والذي يعد من المشروعات الكبيرة للمعهد، إذ يسلم المتدربين الدود المستخدم في إنتاج السماد، وتصل إنتاجيته إلى نسب مرتفعة من الأسمدة على المدى المتوسط والبعيد، فضلا عن استخدام التكنولوجيا الحيوية في إنتاج الأمصال والتصنيع الغذائي والدوائي.
الاستدامة في زراعة النباتات
«التكنولوجيا الحيوية لا حدود لها».. جملة قالتها الدكتورة عواطف بدر الدين الباحثة في معهد بحوث الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية بجامعة السادات، موضحة أن الهدف من التدريبات هو الاستدامة بعد نجاح زراعة النباتات والأشجار عن طريق الهندسة الوراثية، وزراعتها طوال العام.
وأضافت أن الزيادة في إنتاج الشتلات بالهندسة الوراثية تكون بشكل متوالي، وتصل إلى 30 ضعف الإنتاج العادي من الثمار والنباتات، وتكون فيها النباتات أكثر قوة من الثمار التي تزرع بالنظام العادي.