خبير زراعي : الموجة الحارة تشكل خطورة شديدة علي حالة المحاصيل الصيفية
>> إسماعيل: حماية الزراعات يرتبط بإنتظام الري وزيادة معدلات رش المغذيات
قال الدكتور علي إسماعيل أستاذ الموارد المائية والأرضية في مركز البحوث الزراعية، إن التأثيرات السلبية لارتفاع درجة الحرارة بسبب ما تشهده البلاد من الموجة الحارة تسبب تأثيرا سلبيا وخطورة شديدة علي نمو النبات تتمثل فيما تُحدثه الحرارة المرتفعة من أضرار علي المحصول منها الجفاف ، موضحا إنه عند ارتفاع درجة الحرارة يتزايد معدل فقد النبات للماء عن طريق النتح ويبدأ النبات في الذبول عندما يصبح التوازن المائي له سالباً من خلال كمية الماء المفقودة عن طريق النتح وذبول النباتات.
وأضاف «إسماعيل»، في تصريحات صحفية السبت، إن الموجه الحارة تتسبب في تزايد معدلات الهدم تزيد عملية الهدم في النبات وزيادة معدل التنفس بارتفاع درجة الحرارة عن الحد الأقصى لان عملية التمثيل الغذائي في النبات تعتمد على التوازن ما بين عمليتي البناء كعملية البناء الضوئي وتكوين المركبات، مشيرا إلي إنه في الطماطم على سبيل المثال نجد أن درجة الحرارة التي يبدأ بعدها النبات في استهلاك المواد المصنعة في عملية التمثيل الضوئي بواسطة التنفس هي 36 درجة مئوية.
وأوضح إستاذ الموارد المائية والأرضية تأثير الحرارة على عمليات التلقيح والإزهار والإثمار في النبات فهناك تأثيراً ضاراً منها أن حبوب اللقاح في النبات تعتبر حساسة جداً الارتفاع درجة الحرارة حيث تقل التلقيح والإخصاب، وإنه عند تكون الأزهار ونتيجة للحرارة المرتفعة فإنها تسقط وبذلك لا تتكون الثمار.
وأشار «إسماعيل»، إلي أن جذور النبات في التربة تكون معرضة لتأثيرات الحرارة الضارة خصوصا الطبقة السطحية حيث تموت في درجات الحرارة المرتفعة وبالتالي يتأثر نمو النبات، كما تتأثر نوعية الثمار المنتجة في درجات الحرارة المرتفعة حيث تكون أقل حلاوة بسيب نقص السكريات والتي تستخدم في عملية التنفس.
ولفت أستاذ الموارد المائية والأرضية إلي أن الموجات الحارة الطويلة ستوجد مشكلات فى الزراعات الصيفية وزيادة الرطوبة حيث يتعرض النبات للاحتراق بفضل المناخ الضار وعدم القدرة على تجديد الخلايا، كما توجد تغيرات شديدة فى التحولات الغذائية للنبات نتيجة زيادة درجات الحرارة أعلى من معدلاتها بـ5 درجات مئوية على الأقل .
وشدد «إسماعيل»، علي إنه يجب علي مزارعي هذه المحاصيل بإجراء رية سريعة فى الصباح الباكر خلال أيام ذروة الموجة وزيادة معدلات رش المغذيات مع ضرورة عدم الري ظهرا ومراعاة تقليل كميات المياه فى الرية الواحدة وزيادة عددها لتفادى تساقط الثمار ، مطالبا المزارعين بحماية محاصيلهم من الموجة الحارة بإجراء رشات وقاية ضد الحشرات والرطوبة العالية التي تزيد فى تلك الظروف مع احتمالية ظهور الحشرات شديدة الخطورة مثل (توتا إبسولتا ) أو ما يسمى بحافرة الأنفاق وديدان الثمار .
ولفت أستاذ الموارد المائية والأرضية إلي أهمية إجراء رية على «الحامي» فى الصباح ويتجنب تماما الري أثناء الظهيرة والاهتمام بإجراء رشات وقائية عاجلة ضد بعض الأمراض الفطرية المحبة للرطوبة العالية مثل البياض على القرعيات ،الندوة المبكرة على الطماطم ،أعفان ثمار الطماطم والفلفل وغيرها، مشددا علي ضرورة إجراء رشة بالمغذيات والأحماض الأمنية ومحفزات النمو وسليكات البوتاسيوم أو البوتاسيوم فوسفيت بصورة عاجلة لمساعدة النباتات على معاودة النمو بسرعة بعد فترة توقف وضعف امتصاص العناصر بسبب زيادة الرطوبة الجوية وزيادة الحرارة .
ونبه «إسماعيل»، إلي أن البلاد تتعرض خلال حاليا لما يسمى بظاهرة «النينو» وهى أن يكون الطقس معاديا للمحاصيل وضارا بها نتيجة شدة الحرارة، موضحا إن حماية أشجار الفاكهة وخاصة المانجو والعنب وغيرها من المحاصيل البستانية الصيفية تتطلب ضبط منظومة الري الحقلي وخاصة التي تروى بالغمر من إضافة المياه في الصباح الباكر او الري ليلا.
وأوضح أستاذ الموارد المائية والأرضية إن الأراضي التي تستخدم الري الحديث فهي تستفيد من توفر المياه وتوزيع المياه من خلال النظم الحديثة بالري على فترتين صباحا مساءا يوميا لمجابهة الحرارة الشديدة التي يتعرض لها النبات مع وقف الري من الثانية عشر صباحا حتى الخامسة مساءا…
وأشار «إسماعيل»، إلي إن النبات يحتاج إلى إجراءات للتخفيف من مخاطر الآثار السلبية للتغيرات المناخية علي المحاصيل لمواجهة تأثير الموجة الحارة من خلال التكثيف الزراعي والتحميل تحمي النباتات الضعيفة والتي تحتاج إلى الأشجار ومصدات الرياح خاصة في المناطق الصحراوية المكشوفة، بالإضافة إلي الحاجة إلي كميات من المياه اضافيه عنها في الظروف الطبيعية مع مستويات المقننات المائية واحتياجات النباتات من المياه اللازمة لمراحل النمو للنباتات.
وأوضح أستاذ الموارد المائية والأرضية ان ذلك يتطلب صرف كميات اضافيه من المياه في المناوبات وزيادة عدد الايام لفترات العمالة وتقليل فترات البطالة وخاصة في شهري يوليو أغسطس وهي ما تسمى بفترات أقصى التصرفات للتيل من السد العالي، مشيرا إلي إنه يمكن الاهتمام بمجموعه من النقاط في إدارة المزارع الحقول لمواجهة تأثير الموجة الحارة بالاهتمام بتصميم المزرعة منذ البداية بالطريقة الصحيحة والاهتمام ببناء هيكل خضري قوي للأشجار قبل البدء فى تحميل الثمار.
ونبه «إسماعيل»، إلي ضرورة الاهتمام بالحالة الصحية للأشجار خاصه فى عام الحمل الثقيل ومتابعه توقعات الطقس بصفه دائمه للمنطقة الخاصة بالمزرعة واداره العمليات الزراعية وخاصه عمليه الري بصوره علميه والاستعانة بالتجهيزات الخارجية مثل حمايه الثمار ( استخدام الورق و استخدام مركبات الحماية من اشعه الشمس و التظليل واستغلال ( الحشائش ) الموجودة البواكى بين خطوط الزراعة لتلطيف درجات الحرارة ارتفاعا او انخفاضا.