الأرز أحد المحاصيل الاستراتيجية، التي تلعب دورًا بارزًا في منظومة الأمن الغذائي القومي، ومن ضمن أصنافه صنف أرز “جيزة 183” وهو ما يستدعي الالتزام بتنفيذ كافة التوصيات الفنية الواردة بشأنه، للوصول لأفضل معدلات الإنتاجية الممكنة، في ظل التداعيات السلبية الناجمة عن التغيرات المناخية.
محصول الأرز .. مزايا صنف “جيزة 183”
في البداية تحدث الدكتور بسيوني زايد – أستاذ زراعة الأرز بمركز البحوث الزراعية عن جهود مركز البحوث الزراعية وأساتذته، والرامية صوب إنتاج أصناف عالية الجودة والإنتاجية، بالإضافة لكونها على درجة عالية من تحمل الظروف المناخية غير المواتية للزراعة.
وأوضح أن هذه الجهود أثمرت عن إنتاج عدة أصناف، مؤهلة للتكيف مع التداعيات السلبية للتغيرات المناخية، وفي مقدمتها الارتفاع الشديد في درجات الحرارة والملوحة، علاوة على الجفاف وندرة المياه.
وعدد “زايد” مزايا الأصناف الجديدة المستنبطة وأبرزها “جيزة 183″، مؤكدًا أنه يمتاز بقصر دورته الزراعية، والتي لا تتجاوز حدود الـ120 يومًا، علاوة على ارتفاع مقاومته لموجات الحرارة الشديدة والملوحة والجفاف وندرة المياه.
مزايا الأصناف قصيرة العمر
سلط “زايد” الضوء على أبرز المزايا التي توفرها الأصناف قصيرة العمر الجديدة، التي تم استنباطها بواسطة مركز البحوث الزراعية، والتي يمكن إيجازها في النقاط التالية:
- توفير 30% من إجمالي المقننات المائية المخصصة للري
- تحقيق أفضل إنتاجية ممكنة
- قصر عمر المحصول والذي لا يتعدى 120 يومًا
- تتحمل الارتفاع الشديد في درجات الحرارة
- تتجاوز التبعات السلبية للتغيرات المناخية
أسباب حدوث ظاهرة “الجيرية” في الأرز
تطرق “زايد” إلى التبعات السلبية للتغيرات المناخية، مؤكدًا أن الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، يؤثر على النموات الخضرية، لافتًا إلى أن هذه الإشكالية تؤدي لتقليل كمية الغذاء التي يحتاجها النبات، لإتمام مرحلة امتلاء الحبوب، ما يؤدي لتزايد فرص حدوث ظاهرة “الجيرية”.
وشرح أستاذ قسم الأرز أسباب حدوث ظاهرة “الجيرية”، مؤكدًا أنها نتيجة طبيعية للارتفاع الشديد في درجات الحرارة، ما يؤثر بالسلب على معدلات نجاح عملية البناء الضوئي، أثناء فترة امتلاء الحبوب.
وأوضح “زايد” أن هذه المسألة تؤدي لوجود فراغات كثيرة في الخلايا النشوية الموجودة بـ”الاندوسبيرم”، والتي يحل محلها “الجير” أو كربونات الكالسيوم، ما يؤدي لزيادة حجم الفاقد و”الكسر”، خلال تنفيذ عمليات تبييض محصول الأرز.
العلاج الأمثل لظاهرة “الجيرية”
قدم “زايد” عددًا من التوصيات الفنية الواجب اتباعها للتغلب على تداعيات التغيرات المناخية والارتفاع الشديد في درجات الحرارة، مشددًا على ضرورة الالتزام برش العناصر الصغرى “المنجنيز والحديد والزنك”، بالإضافة لـ”المستخلصات البحرية”.
وأكد أستاذ قسم الأرز بمركز البحوث الزراعية، أن تلك الإجراءات تستهدف مساعدة النبات على إتمام عملية البناء الضوئي، ونقل الغذاء اللازم لامتلاء الحبوب، بما يقلص فرص حدوث ظاهرة “الجيرية”.