إستعرض المهندس محمد حسان قطنا وزير الزراعة السوري، خلال مشاركة بلاده في قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية «النظم الغذائية +2» المنعقدة في العاصمة الإيطالية روما خلال الفترة من 24- 26 يوليو الجاري هموم الأمن الغذائي عالميا وعربيا، والحصار الاقتصادي علي بلاده، وأزمة الغذاء التي يشهدها العالم بسبب الظروف السياسية والتغيرات المناخية، وآليات التعاون العربي المشترك لمواجهة هذه التحديات للحد من إنعدام الأمن الغذائي بالمنطقة.
وشهدت ساعات اليوم عددا من اللقاءات المكثفة لوزير الزراعة السوري لإستعراض رؤية سوريا في التعاون الدولي لتحقيق مصالح الشعوب ومواجهة مخاطر تزايد معدلات الجوع ومعوقات التبادل التجاري للمنتجات الزراعية بين الدول العربية للوصول إلي إتفاقية عربية تحقق إنسياب في حركة التجارة البينية بين مختلف الدول العربية.
كانت البداية لأنشطة وزير الزراعة السوري اليوم الثلاثاء المهندس محمد حسان قطنا، لقاءا هاما مع وزير الزراعة والبيئة والمياه السعودي المهندس عبد الرحمن الفضلي على هامش أعمال قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية التي تعقد في العاصمة الإيطالية روما «النظم الغذائية +2» خلال الفترة من 24- 26 يوليو الجاري، لبحث التعاون الزراعي بين البلدين وآليات تسهيل حركة نقل المنتجات الزراعية بين البلدين، وتعزيز التجارة البينية في السلع الزراعية، مع وجود رغبة وإقبال من قبل المستهلك السعودي على هذه المنتجات.
وشدد «قطنا» علي أن سورية تفتح ذراعيها لكافة الدول العربية الشقيقة، وتقدير سورية لما قدمته المملكة من دعم خلال أزمة الزلزال المدمر ومساندة الرعايا السوريين خلال الأحداث التي شهدها السودان الشقيق مؤخراً، مؤكدا على أهمية الدور الذي تلعبه المملكة السعودية على الساحة العربية والدولية مقدراً مساهمتها في استعادة سورية مكانتها الطبيعية بين أشقائها في جامعة الدول العربية.
وأشاد وزير الزراعة السوري بمبادرة الملك محمد بن سلمان لزراعة مليار شجرة في سبيل زيادة المساحات الخضراء ومواجهة تغير المناخ وتخفيض انبعاثات الكربون، مبيناً في هذا المجال استعداد سورية لتوفير جزء من الغراس والشتلات اللازمة لتنفيذ المبادرة السعودية وإنتاجها حسب المواصفات المطلوبة لتكون قابلة للتصدير إلي المملكة.
واستعرض «قطنا» خلال لقاءه نظيره السعودي الصعوبات والتحديات التي يعاني منها القطاع الزراعي في سورية نتيجةً للحصار الجائر، مؤكداً على أهمية تعزيز التجارة البينية ووصول المنتجات الزراعية السورية إلى الأسواق السعودية بشكل مباشر، مشيراً إلى الصعوبات التي تواجه الشاحنات السورية خلال رحلتها إلى السعودية بسبب عدم تسجيل سورية على قائمة الدول المصدرة للسعودية في نظام الحجر الصحي النباتي السعودي، وضرورة إيجاد حلول وتفاهمات مشتركة لذلك تضمن زيادة حركة المنتجات الزراعية السورية في الأسواق السعودية.
وأشار وزير الزراعة السوري إلى الاتفاق الرباعي الموقع بين سورية ودول الجوار (الأردن والعراق ولبنان) لتعزيز التعاون التجاري خدمةً لتحقيق الأمن الغذائي في هذه الدول الأربعة، داعياً المملكة للانضمام على هذا الاتفاق لما فيه من مصالح عربية مشتركة في مجال تبادل المنتجات الزراعية ومدخلات الإنتاج الزراعي وتخفيض رسوم عبور الشاحنات بين هذه الدول لخدمة التبادل التجاري، مؤكدا على ضرورة مراجعة اتفاقيات التعاون في المجال الزراعي التي كانت موقعة وقائمة بين سورية والسعودية وتحديثها وإعادة توقيعها واتخاذ خطوات عملية نحو تنفيذ برامجها.
ومن جانبه أعرب وزير الزراعة والبيئة والمياه في المملكة العربية السعودية المهندس عبد الرحمن الفضلي عن سعادة بلاده بعودة سورية إلى جامعة الدول العربية مشيراً إلى تاريخ سورية واحتضانها للحضارة الإسلامية وكونها عاصمة الدولة الأموية، مؤكداً عن متانة العلاقات السورية السعودية رسمياً وعلى المستوى الشعبي.
ورحب وزير الزراعة السعودي بفكرة إعادة تفعيل مذكرات التفاهم بعد عقد اجتماعات افتراضية بين الفنيين في الوزارتين لإيجاد الصيغ المناسبة والبرامج التنفيذية لها، مشيرا إلى ضرورة تعزيز التجارة البينية في السلع الزراعية، منوهاً إلى أنه لا يوجد موقف تجاه المنتجات السورية الزراعية والغذائية خاصةً مع وجود رغبة وإقبال من قبل المستهلك السعودي على هذه المنتجات.
وأوضح «الفضلي»، ضرورة مراجعة الأجندة التنفيذية للاتفاق الرباعي المنعقد في دمشق مع دول الجوار، ودراسة إمكانية الانضمام إلى هذا الاتفاق وفيما إذا كان من الممكن توسيعه ليشمل العديد من الدول العربية تحت مظلة جامعة الدول العربية، مؤكدا على أهمية العمل العربي المشترك وضرورة الاستفادة من الخبرات والإمكانيات لتحقيق الأمن الغذائي من خلال تحسين واستنباط الأصناف النباتية والسلالات الحيوانية.
وفي ختام اللقاء وجه وزير الزراعة السوري الدعوة لوزير الزراعة السعودي لزيارة دمشق وبحث آفاق التعاون في المجالات الزراعية بشكل معمق، ورحب الوزير السعودي بهذه الدعوة وأبدى استعداده لتنفيذها في الوقت المناسب.
وشهد اللقاء الثاني ضمن أنشطة المهندس محمد حسان قطنا وزير الزراعة السوري خلال لقائه نظيره وزير الزراعة اللبناني الدكتور عباس الحاج حسن على هامش أعمال قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية «النظم الغذائية +2» المنعقدة في العاصمة الإيطالية روما خلال الفترة من 24- 26 يوليو الجاري التأكيد علي ضرورة الإسراع في بناء الأجندة التنفيذية للاتفاق الرباعي الموقع في دمشق خلال شهر مارس الماضي، لتخفيض رسوم عبور المنتجات الزراعية بين الدولتين بنسبة تصل إلي 50% والتوسع بهذا الاتفاق وضم دول عربية شقيقة جديدة إليه عند اكتمال أجندته التنفيذية، لتحويله من اتفاق رباعي إلى اتفاقية عربية-عربية تضم أكبر عدد ممكن من الأشقاء العرب.
وشدد «قطنا»، علي أهمية تعزيز التبادل التجاري وتقديم التسهيلات اللازمة من سوريا ولبنان للبضائع الزراعية الواردة من كل منهما إلى الآخر أو عبره، مشيراً إلى ضرورة تفعيل ما تنص عليه الاتفاقيات بين البلدين لتنظيم انتقال الأشخاص والبضائع والشاحنات بين البلدين وعقد اجتماع بحضور الوزراء المعنيين في الجانبين لحل وتجاوز المسائل العالقة خدمةً لمصلحة البلدين.
من جانبه أكد الدكتور عباس الحاج حسن وزير الزراعة اللبناني في تصريحات صحفية اليوم الثلاثاء على عمق العلاقات السورية اللبنانية، مؤكدا أن لبنان يعتبر سورية بمثابة الرئة التي يتنفس من خلالها، مشيداً بالإيجابية الكبيرة في التعاطي مع المسائل التي تطرح من قبل الجانب اللبناني والسعي لإيجاد حلول مباشرة لها من الجانب السوري.
ورحب الوزير اللبناني بعقد الاجتماع الوزاري بحضور كافة الوزراء المعنيين بحل أي مسائل عالقة بين البلدين في مجال تسهيل التبادل التجاري خاصةً في المنتجات والسلع الزراعية، مؤكداً على أن هذا الموضوع ستتم متابعته في الجانب اللبناني لإزالة العوائق.
كما أشار «عباس الحاج» إلى أهمية الإسراع في بناء برنامج تنفيذي للاتفاق الرباعي وإيجاد الإمكانيات المناسبة لتوسيعه ليشمل الأشقاء العرب التي تم التطرق إليها خلال اللقاء.
وخلال اللقاء سلم وزير الزراعة السوري نظيره اللبناني برنامج تنفيذ أحد بنود الاتفاق الرباعي حول رسم عبور الترانزيت على الشاحنات اللبنانية وما يقابل ذلك من تسهيلات للشاحنات ووسائل النقل السورية تمهيدا لعقد اجتماع مشترك لاقرارها بحضور وزراء النقل والزراعة في البلدين.
بينما طالب المهندس محمد حسان قطنا وزير الزراعة السوري خلال لقاءه الثالث في كلمته أمام قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية «النظم الغذائية +2» المنعقدة في العاصمة الإيطالية روما بإجراءات سريعة لتحويل نظم الزراعة والغذاء ، نحو أنماط إنتاج وإستهلاك مستدامة ، للوصول إلى نمو إقتصادي شامل قائم على الحد من أوجه عدم المساواة . ودعم الدول التى تعاني من أزمات أو حالات طوارئ لحاجتها إلى منهجية خاصة لتحسين أداء سلاسل القيمة للمنتجات الزراعية فيها، مشيرا إلي أن ذلك يعتمد علي مواجهة التحديات في مجال الأمن الغذائي وإدراك أخطار ما يتعرض له العالم من زيادة عدد الجياع .
وقال وزير الزراعة السوري ،إن المهمة التاريخية التي تواجة العالم اليوم هي القدرة على الوصول إلى نهج شامل ومنسق لتحويل نظم الزراعة والغذاء إلى نظم أكثر كفاءة وشمولية ومرونة وإستدامة وقدرة على الصمود ، وهذا ما تعمل الحكومة السورية علية مع مكتب منظمة الفاو في دمشق حالياً من أجل بناء إستراتيجية متكاملة لتحويل نظم الزراعة والغذاء في سوريا .
وأشار «قطنا»،إلي إن المشاركة الواسعة رفيعة المستوى في أعمال قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية في روما لتقييم النظم الغذائية ستضفى الزخم من أجل التحول والإبلاغ عن التقدم المحرز على المستوى الوطني ، مشددا علي إنه لابد من التركيز خلال المرحلة المقبلة على الإستثمار في مجالات البحث وبناء القدرات وتعزيز الممارسات الخضراء للمنتجين والمستهلكين وتقليل البصمة البيئية الناجمة عن نظم الزراعة وإنتاج الأغذية وتصنيعها وتوزيعها .
ولفت وزير الزراعة السوري، إلي أهمية توفير التمويل اللازم لدعم خفض الكلفة الحقيقية للإنتاج الزراعي والغذاء والتي تشمل الجوانب المالية والإجتماعية والبيئية ، والتى تبدأ من الحقل والممارسات الزراعية الجيدة والذكية مناخياً ، بالإضافة إلى تعزيز وتسهيل وتحييد التجارة خدمة لقضايا الأمن الغذائي . اود أخيراً أن أعرب عن أمنياتي لهذا الحدث بالنجاح و أن تتوج أعماله بسلسلة من النتائج الفعالة .
وأوضح «قطنا»، إنه على الرغم من اننا جميعاً متفقون على مبادئ العمل في الإتجاة الصحيح، إلا أن الممارسة العملية لا تسير في ذلك الأتجاه ، مؤكدا أن هذه القمة تعد حدثاً عالمياً حظى بالزخم الكافي لكي يدرك العالم حجم الأخطار التى باتت تهدد تحقيق الأمن الغذائي وإمكانية تحقيق إستدامة الموارد في ظل تنامى الطلب على الغذاء وأصبحت تلك الأخطار «محققة بالفعل» ، وليست محتملة .
وشدد وزير الزراعة السوري علي إنه على الرغم من كل الجهود والإجتماعات والمبادرات ، لا يزال عدد الجياع والفقراء ومستويات انعدام الأمن الغذائي في ازدياد، ولا زالت الأخطار تتزايد ، ولا يزال الكثيرون يتركون بالفعل على قارعة الطريق ويحتاجون للحلول لتمكينهم . مشيرا إلي إنه لابد من توسيع نطاق البحوث العلمية والتطبيقية .
وأوضح «قطنا»، أهمية الإستفادة من مراكز الدراسات لتجنب الأزمات البيئية والإجتماعية والإقتصادية الحادة التى نواجهها ، بل الكارثية ، مدفوعة بالأتجاهات الجيوسياسية ، مما يفضى إلى خلل كبير في العرض والطلب على الموارد الطبيعية والمياه والغذاء والطاقة ، ولن يكون بمقدور أى دولة أن تسلم من النتائج والأثار .
وأشار وزير الزراعة السوري، إلي أن بلاده واجهت العديد من التحديات بسبب الإرهاب والحصار الذى تمت ممارسته علينا من بعض الدول ، خاصة وأن الأيام المقبلة مليئة بالتحديات ولا يمكن مواجهة كل الصعوبات والمعوقات إلا بمزيد من التعاون والتنسيق المشترك .
ولفت «قطنا»، إلي أن سوريا تتطلع إلى التعاون مع الدول التى تؤمن وتعمل بالفعل من أجل حقوق الإنسان والأمن البشري ، ومع المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية ، لتنفيذ برامج التعافى المبكر والتنمية في بلاده ، لافتا إلي أن هذا التعاون يشكل حجر الزاوية لنجاح أى جهد يبذل لبلوغ أهداف التنمية المستدامة . وفقا للاستراتيجية المحدثة للزراعة 2021-2030 .