لماذا تعد غابات المانجروف سلاح أخضر لتخزين الكربون ومواجهة مخاطر المناخ؟…نقيب الزراعيين يوضح الحقيقة
>> خليفة: 42 مليار دولار خسائر العالم من إزالة غابات المانجروف
دعا برنامج الأمم المتحدة للبيئة جميع القطاعات بحكومات دول العالم لتكوين شراكات بين منظمات المجتمع المدني والحكومات في عملية التحول الأخضر، من أجل التركيز على عمليات التشجير وزراعة شجر المانجروف على وجه الخصوص، موضحا إن توفير حماية أفضل لأشجار المانجروف، التي تتقلص أعدادها بسرعة، قد يعود بفوائد اقتصادية واجتماعية وبيئية.
ووفقا لتقارير البرنامج فإن عدم وجود آليات لتمويل خفض انبعاثات الكربون، أو سياسات لتعزيز الأنظمة البيئية لزراعة غابات المانجروف، وفقدان هذه الأشجار على نطاق واسع، يعني خسائر محتملة بمليارات الدولارات، حيث تجري إزالة غابات المانجروف بوتيرة أسرع 3 إلى 5 مرات عن الغابات الأخرى.
وحدد برنامج الأمم المتحدة للبيئة هذه الخسائر بعدد من دول العالم وقد تكون ملموسة بشكل خاص في الدول النامية التي توجد بها معظم أشجار المانجروف، بما في ذلك بنجلادش والهند وباكستان وسريلانكا وكينيا والسنغال وغرب البنجال وفيتنام وجزيرة سومطرة الإندونيسية.
قال الدكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين في تصريحات صحفية الجمعة إن التوسع في زراعة غابات المانجروف يعد أحد العوامل الرئيسية لحماية البيئة والتخفيف من مخاطر التغيرات المناخية وأحد أدوات تخزين الكربون والتحول إلي الاقتصاد الأخضر، مشيرا إلي تعدد فوائد التوسع في زراعة غابات المانجروف كأحد أدوات الحد من ظاهرة الإحتباس الحراري وتحسين البيئة في مختلف مناطق مشروعات المانجروف.
وأضاف «خليفة»، إنه يمكن أن تلعب أشجار المانجروف، دورا كبيرا في الحد من انبعاثاث الكربون المسببة لظاهرة تغير المناخ إلى جانب حماية الشواطئ من الأحوال المناخية المتطرفة، وتوفير مكان أمن لتربية الأسماك،مؤكدا إن مصر ودول العالم بحاجة إلى إدراج المانجروف، على المستويين الوطني والدولي، في الاستراتيجيات الوطنية خفض الانبعاثات الناجمة عن إزالة الغابات وتدهورها وغيرها من استراتيجيات خفض انبعاثات الكربون، خاصة أن التكلفة الاقتصادية لتدمير أشجار المانجروف على مستوى العالم تقدر بنحو 42 مليار دولار سنويا.
وأوضح نقيب الزراعيين ، ان التوجه المصري نحو التوسع في زراعة غابات المانجروف نظرا للميزة النسبية لهذه الأشجار حيث تنمو بسرعة نسبيًا ويمكن زراعتها وزراعة أشجار جديدة بسهولة علي سواحل البحر الأحمر، مما يسهم في زيادة قدرتها على امتصاص الكربون، وتساهم في تقليل تراكم ثاني أكسيد الكربون وبالتالي التخفيف من آثار الإحتباس الحراري المسبب الرئيسي للتغيرات المناخية.
وأشار «خليفة»، إلي مساهمة أشجار المانجروف في تحسين تربة المنطقة المحيطة بها ودعم النظام البيئي من خلال توفير مأوى وغذاء للكائنات الحية كالقشريات البحرية والأسماك الصغيرة، مثل الجمبري والإستاكوزا، إضافة إلى أن أغصانها تشكل حاضنا طبيعيا للطيور المهاجرة، مما ينعكس علي التنوع البيولوجي في مناطق زراعة أشجار المانجروف.
ولفت نقيب الزراعيين إلي أن زراعة أشجار المانجروف تساهم في الحد من عملية إنجراف التربة، بفضل تماسك جذوره وتشعبها، مما يؤدي إلى تماسكها وعدم انجرافها بواسطة الأمواج، وهو ما يجعلها أحد أدوات مشروعات حماية الشواطئ، مشيرا إلي أن أشجار المانجروف من أكثر الأشجار التي تتمتع بقدرة القضاء على الملوثات السائلة في المياه وحماية البيئة البحرية التي تنمو فيها الطحالب، وتُحسن من جودة المياه المحيطة والمساعدة على نمو أنواع مختلفة من الشعاب المرجانية.