د دينا عزالدين تكتب: مرض خربشة القطة «حمى خدش القطط» وطرق الوقاية والعلاج

 باحث– الباثولوجيا و الباثولوجيا الاكلينيكية – معهد بحوث الصحة الحيوانية معمل فرعى أسيوط

قد يصاب الإنسان بعدوى تسببها بكتريا متواجدة في لعاب القطة، هذه البكتريا تعرف باسم (Bartonella.henselae) .
هذه البكتريا تنتقل من القطة إلى الإنسان، وهناك اعتقاد من جانب الأطباء والباحثين بأن القطط تصاب بهذه البكتريا من حشرة البرغوث.  وينتقل المرض من القطة إلى الإنسان عن طريق الخربشة أو عض القطة له، وعن كيفية حدوث العدوى عن طريق الخربشة إذا انتقلت البكتريا إلي المخالب عندما تقوم القطة بلعق نفسها، أما العدوى عن طريق العضة يكون من خلال لعاب فمها حيث احتوائه على البكتريا الناقلة للمرض.
كما يمكن أن تنتقل العدوى إلى العين إذا قام الشخص بمداعبة القطة والإمساك بفرائها، ثم ملامسة العين بالأيدي الحاملة للبكتريا من الفراء. وهناك العديد ممن يصابون بمرض خدش القطة لكنهم لا يتذكرون متى قامت القطة بخربشتهم أو عضهم.
وهو مرض ليس خطيراً للأشخاص الأصحاء لكنه يمثل مشكلة صحية لمن يعانون من خلل بجهازهم المناعي.

أعراض حمى خدش القطة:

–  احمرار في الجلد المحيط للخربشة او العضة الذي يزداد حجمه لأكثر من يومين بعد الإصابة، ظهور قرحة مكان العضة أو الخربشة والتي تظهر في غضون 3 – 10 أيام من العضة أو الخدشة حيث تستغرق هذه القرحة وقتاً طويلاً لكي تتماثل للشفاء.
–  عدوى بالعقد الليمفاوية وخاصة تلك القريبة من مكان العضة أو الخربشة. وعلى سبيل المثال إذا كانت العضة أو الخربشة في الذراع فستتورم العقد الليمفاوية التي توجد تحت الإبط ويكون بها ألم. ويصل حجم هذا التورم إلى 2.5 سم أو ما يزيد على ذلك لأكثر من أسبوعين او ثلاثة أسابيع وهذه تعد من العلامات الاساسية لدى الأطفال والمراهقين المصابين بالمرض.
–  الحمى المستمرة المصاحبة للإصابة والتي تستمر لبضعة أيام دون انخفاض والتى تصل حتى 39 درجة مئوية.
– آلام في المفاصل والعظام . آلام في البطن بدون ارتفاع في درجات الحرارة أو قيئ وإسهال.

–  صداع مع فقدان للشهية.

– الشعور بتعب غير طبيعي لمدة تستمر لأكثر من أسبوعين أو ثلاثة.
–   من الممكن ان يصاب الشخص بمضاعفات غير قابلة للشفاء كالتهاب شبكية العين أو

الإصابة بالتشنجات المرضية المزمنة او التهاب المخ والذى قد يؤدي للوفاة خلال أسابيع

إذا أهمل التشخيص والعلاج.

• كما أن القطط يمكن أن تسبب أنواعا من الإسهالات الحادة والتي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان عن طريق تلوث الطعام المكشوف بجراثيم تعيش في براز الحيوان.

أساليب العلاج:

كما أسلفنا سابقاً فإن بعض الحالات تتماثل للشفاء تلقائيا ولاتحتاج الى علاج. وبعض الحالات يتم الشفاء في غضون أسبوعين وكل ما يحتاجه الشخص علاج منزلي يتصف ببعض المسكنات للألم كالأسبرين أو الإيبوبروفين مع وضع كمادات دافئة على المكان المصاب لتخفيف الألم. وقد توصف المضادات الحيوية لمن يعانون من تورم وآلام في العقد الليمفاوية التي تستمر لأكثر من شهرين أو ثلاثة ، كما أن تلك المضادات الحيوية توصف أيضا لمن يعانون من ارتفاع في درجات الحرارة والتي تستمر لمدة طويلة من الزمن.

    الوقاية من المرض:

• الابتعاد عن الحيوانات المريضة.
• التأكد من اللقاحات الخاصة بالحيوان الأليف.
• الحفاظ والسيطرة على نظافة القطط من البراغيث.
• عدم لمس أو التعامل مع القطط الغريبة أو الشريدة.
• تجنب القطط في حالاتها أو مواقفها الهجومية لضمان تجنب المرض .
• غسل الأيدي بعد كل تعامل مع القط يجنب الإنسان الإصابة بالعدوى أو المرض .

لهذا يعد مرض خربشة القط مهماً لأن تشخيصه لا يتم إلا عن طريق استبعاد الأمراض الأخرى المعروفة وقد تؤدي أحياناً إلى الإصابة بأمراض خطيرة مثل السرطان في الجهاز اللمفاوي . وبعد القيام بأبحاث عديدة اكتشف أن سبب هذا المرض هو البكتريا وهو جرثوم صغير جدا يصعب رؤيته بالمجهر لهذا يتم استعمال طريقة أخذ عينة وفحصها في الصبغة الفضية والتي تستعمل عادة لتشخيص الأمراض الجرثومية.  وعند استعمالها وبعد مشوار طويل من البحث تبين أن إمكانية تمييز الجرثوم تكون في المراحل الأولى منه وبصعوبة كبرى في المراحل المتقدمة. وبعد فحص حالات تورم الغدد اللمفاوية عن طريق الصبغة الفضية اتضح للأطباء أن الجرثوم الجديد المسبب لخربشة القط موجود بأعداد كبيرة وقد وجد أن هذا المرض يمكن أن يصيب أي شخص ممن يتعاملون مع القطط بعد أن كان يعد سابقاً مرض خاص بالأطفال.

وأقرأ أيضا:

د دينا عزالدين تكتب: مرض خربشة القطة «حمى خدش القطط» وطرق الوقاية والعلاج