تحديات كثيرة تواجه قطاع تربية النحل في مصر والوطن العربي خاصة في السنوات الماضية وسط طموحات بوضع حلول جذرية تسهم في نشاط قطاع تربية النحل والتي يتزامن معها اقتراب انطلاق مؤتمر اتحاد النحالين العرب المقرر انعقاده يوم ١٣ نوفمبر الجاري.
وقال الدكتور محمد فتح الله رئيس قسم بحوث النحل في معهد بحوث وقاية النباتات، إن هناك العديد من التحديات التي تواجه صناعة تربية نحل العسل في مصر والتي سيتم مناقشتها في مؤتمر اتحاد النحالين العرب ولعل من أهمها هو الاستخدام المفرط والعشوائي للكيماويات داخل خلية النحل والتي يقوم بها مربي النحل ظنا منه بذلك يقوم بالحفاظ على طوائفه من الأمراض المختلفة التي يتعرض لها النحل.
وأضاف «فتح الله»، في تصريحات صحفية، إنه من بين التحديات التي تواجه صناعة تربية النحل هي ظاهرة إختفاء أو إنهيار طوائف النحل في معظم بلدان العالم والتي ظهرت جليا في العقدين الأخيرين وأدت إلى فقد في طوائف نحل العسل تجاوز 50% في بعض المناطق.
وأوضح أن ذلك يعود إلى بعض الأسباب ومنها إستخدام المبيدات الكيمائية سواء خارج الخليه على المزروعات أو داخلها لعلاج أمراض وطفيليات النحل.
وشدد رئيس قسم بحوث النحل علي أن أشد وأخطر أعداء النحل هو النحال الجاهل الذي يدمر النحل وهذه المهنة بممارساته الخاطئة ومنها كما ذكرنا سلفا الاستخدام المفرط والعشوائي للكيماويات داخل خلية النحل، موضحا إن تلك المواد الكيميائيه منها المسجل ومنها غير المسجل بغير ضابط أو رقابه حيث يؤدي هذ الاستخدام الخاطئ إلى الكثير من المشاكل والسلبيات على طائفة النحل.
وأوضح «فتح الله»، إن الاستخدام الخاطئ للمبيدات يؤدي إلي قصر عمر الذكور في الطوائف التي يستخدم فيها الكيماويات المخلقة وخفض الخصائص البيو مترية لها، وخفض لتعداد الحيوانات المنوية في ذكور النحل بنسب تصل إلى حوالي 50%، بالإضافة على التأثير على حيوية الحيوانات المنوية في الذكور.
وأشار رئيس قسم بحوث النحل أن الآثار السلبية لاستخدام المبيدات علي النحل يؤدي إلي خفض حجم القابلة المنوية ووزن الملكات العذارى الناتجه من طوائف تعرضت للمبيدات، وكذلك التأثير السلبي على الحيوانات المنوية داخل القابله المنوية للملكات الملقحة ويزيد من معدلات الإحلال لهذه الملكات بنسب قد تصل إلى 75% خلال 6 شهور من تلقيح الملكات.
وأضاف «فتح الله»، أن هذه السلبيات تؤدي أيضاً إلي قصر عمر الشغالات القوى العامله بطائفة النحل مما يترتب عليه ضعف لقوة الطوائف وانخفاض إنتاجيتها مما يسبب خسائر ماديه، وانخفاض المقاومه الطبيعيه للنحل نتيجه للتأثير السلبي للمواد الكيميائيه على أنواع الميكروبات النافعه والمتواجدة بمعدة النحل والتي تلعب أدوارا هاما في عمليات الهضم والتغذيه بالإضافة إلى دورها الرئيسي في تضاد عمل ونمو بعض المسببات المرضيه لنحل العسل. وأهم هذه الأنواع هي مجموعة بكتيريا حامض اللاكتيكوينتج عن ذلك إنخفاض الإنتاجية وانخفاض محتوى العسل من البكتيريا النافعه وبالتالي إنخفاض فاعليته وخصائصه العلاجيه وانخفاض القيمه التسويقيه للعسل.
وأوضح رئيس قسم بحوث النحل مخاطر الإفراط في إستخدام المواد الكيمياوية في ظهور صفة المقاومه لطفيليات النحل والمسببات المرضية نتيجه للاستخدام الخاطئ وغير المقنن للمواد الكيميائية داخل خلية النحل، مما ينتج عنه إستخدام الكيماويات بتركيزات أعلى أو استبدالها بمواد أخرى قد تكون غير مرخصه أو غير مجازه، وبالتالي نفقد وسيلة من وسائل المكافحة الفعالة في حالة استخدامها عند الضرورة وفقط وبالطريقة والتوقيت المناسبين.